أديرة الكاغيو: دير دريغونغتيل

أسَّس دريغونغ كيوببا جيغتين-غونبو-رينتشينبيل (١١٤٣ – ١٢١٧ م) ديرَ دريغونغتيل أوغمين جانغتشوبلينغ عام ١١٧٩ م، ودريغونغ هو مُؤسِّس تقليد الدريغونغ كاغيو، والدريغونغ كاغيو هو أحد سلالات الداغبو كاغيو الثانوية الثمانية. تلك السلالات التي أنشأها أتباع باغمودروبا (١١١٠ – ١١٧٠ م)، الذي كان التابع العظيم لـ غامبوبا (١٠٧٩ – ١١٥٣ م)، ودير دريغونغتيل هو الدير الرئيس لهذا التقليد، ويقع على بعد ١٥٠ كم شرق لاسا في الوادي المنخفض، وسُمِّي بـ "دير دريغونغ" نسبةً إلى المنطقة التي يوجد فيها، وسُمِّي التقليد نسبةً إلى الدير.

ومنذ زمن تأسيسه حتى اليوم تَولَّى رئاسة هذا الدير ٣٨ رئيسًا، وعدد سكان الدير كان يزداد ويتناقص في أوقات مختلفة من تاريخه، وفي عام ١٩٥٩ م كان هناك في وقت واحد حوالي ٤٠٠ راهب، منهم ٦٠ راهبًا في معتزل تأمُّلي، وهناك مساكن الرهبان الستة (ستة رهبان مقيمين)، وثمانية لامات متناسخين.

وقد أكَّد دير دريغونغتيل دائمًا على ممارسة التأمل، خاصة الممارسة ذات الخصائص التانترية لمؤسِّسه، وهناك تقليد طويل للمتأمِّلين، الذين يعيشون في كهوف فوق الدير وحوله، منهمكين في الممارسة الشاملة لتعاليم ناروبا الستة (يوغات ناروبا الستة)، وامتلاك تقليد الخمسة. ومن وقت لآخر كان على ممارسي اليوغا هؤلاء، الذين يعيشون في معتزل، عَرْضُ إنجازات تأملهم أمام رئيسَيْ تقليد الدريغونغ: الدريغونغ تشيتسانغ، والدريغونغ تشونغتسانغ .

وعندما أسَّس دريغونغ كييوببا جيغتين-غونبو الدير بدأ عادةً بإعطاء محاضرات مرتين في السنة عن موضوعات سوترا وتانترا منتقاة، وهذه عُرفت بوصفها جلسات دهارما الصيف والشتاء، وقد واصل رؤساء الدير من بعده هذا التقليد، لكن مستوى الدراسات في الدير ظلَّ منخفضًا.

والتأكيد الرئيس حتى القرن التاسع عشر الميلادي في هذا الدير كان على الطقوس والممارسة والرقصات الدينية، وجميعها أُنجِزَت في الغالب اعتمادًا على الإيمان، وكان هناك كُلِّيتان فقط، وهما: دروبدرا شار، ودروبدرا نوب. وهما كُلِّيتا الممارسة للشرق والغرب على التوالي.

وفيما بعد رئيس الدير الرابع والثلاثين كيابجي شيواي-لودرو وتشوكيي-جونغناي استدعيا نياغترول جاميانغ-وانغيال رينبوتشي لتأسيس كلية التدريس في دريغونغتيل، وسُمِّيت هذه الكلية نييتشانغ شايدرا. وكان على رهبان الدير قضاء خمس سنوات في كلية التدريس هذه لدراسة النصوص الدينية العظيمة الثلاثة عشر من خلال المنطق والجدل.

وقد أكَّد دريغونغ كيوببا جيغتين-غونبو أن منهجه يَتْبع منهج الماهامودرا (الختم العظيم)، وكذلك يكون التدريب في إطار من الانضباط الذاتي الأخلاقي العالي، ولذلك كان الرهبان في دير دريغونغتيل يعيشون نظامًا منضبطًا صارمًا جِدًّا.

وبعد عام ١٩٥٩ م دَمَّر الصينيون هذا الدير، ثم بدأت إعادة بنائه عام ١٩٨٠ م، وقد أحييت تقاليده في الهند عام ١٩٨٠ م في ديهرادون بولاية آوتاربراديش، وذلك في معهد الجانغتشوبلينغ دريغونغ كاغيو.

Top