عهود البوديساتفا الثانوية

مقدمة 

عهود البوديساتفا الثانوية هي الامتناع عن ٤٦ فعلاً خاطئًا. تلك الأفعال الخاطئة مقسمة إلى سبع مجموعات مدمرة، كل واحدة مرتبطة بتدريباتنا على الإتقانات الستة (الست باراميتات، المواقف الداخلية التي ستحملنا بعيدًا) ومرتبطة بنفع الجميع. 

المواقف الداخلية التي ستحملنا بعيدًا هي: 

  1. الكرم.
  2. الالتزام الذاتي الأخلاقي. 
  3. الصبر. 
  4. المثابرة. 
  5. الثبات الذهني (التركيز). 
  6. الوعي التمييزي (الحكمة). 

برغم أن الأفعال الخاطئة معاكسة لتقدمنا نحو الاستنارة وتعمل على إعاقتها، إلا أن ارتكابها، حتى مع العوامل المُقيِدة الأربعة الكاملة، لا يعني خسارة عهود البوديساتفا. مع ذلك، كلما قلَّ اكتمال تلك العوامل، قلَّ الإضرار الذي نُلحقه بنمونا الروحاني على طول مسار البوديساتفا. إذا ارتكبنا أي من تلك الأفعال الخاطئة نعترف بخطئنا ونُطبق القوى المضادة، كما في حالة عهود البوديساتفا الجذرية. 

هناك العديد من التفاصيل التي من الممكن تعلُّمها بشأن هذه الأفعال الـ ٤٦، مع العديد من الاستثناءات عندما لا يكون هناك خطأ في القيام بها. بشكل عام، الإضرار بنمونا الخاص بالمواقف الداخلية التي ستحملنا بعيدًا وبالنفع الذي بإمكاننا منحه للآخرين، يعتمد على الدافع خلف الأفعال الخاطئة. إذا كان هذا الدافع أتى من حالة ذهنية مُزعجة، مثل التعلق، الغضب، الحقد، الغرور، فسيكون الضرر أعظم مما إذا كان الدافع أتى من حالة ذهنية غير مزعجة، برغم أنه ضار، مثل اللامبالاة، الكسل أو النسيان. مع اللامبالاة، نفتقر إلى التصديق الكافي أو الاحترام الكافي للتدريب فلا ننخرط فيه من الأساس. مع الكسل، نتجاهل تدربنا لأننا نجد أنه من الأسهل ألا نفعل شيئًا. عندما نفتقر للحضور الذهني، فإننا ننسى تمامًا التزاماتنا بمساعدة الآخرين. بالنسبة للعديد من الـ ٤٦ فعلاً، نحن لسنا مخطئين إذا كانت لدينا نية في نهاية المطاف للقضاء عليهم في سلوكياتنا، ولكن مشاعرنا ومواقفنا الداخلية المزعجة لا تزال قوية للغاية لممارسة ضبط النفس الكافي.

العرض هنا يتبع ما قدمه معلم الغيلوك تسونغكابا في القرن الخامس عشر في نَص شرح الالتزام الأخلاقي للبوديساتفا: المسار الرئيسي للاستنارة

الأفعال السبعة الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا الكرم 

الكرم يُعرَف بأنه الموقف الداخلي الراغب في العطاء. إنه يتضمن الرغبة في منح الأشياء المادية، الحماية من المواقف المُخيفة، والتعاليم. 

من الأفعال الخاطئة السبعة التي تؤثر على تنميتنا للكرم بشكل سلبي، هناك اثنان يضُران برغبتنا في منح الأشياء المادية، اثنان يضران برغبتنا في منح الحماية للآخرين من المواقف المخيفة، اثنان ينخرطان في عدم توفير الظروف الملائمة للآخرين لتنمية الكرم والتدرب عليه، وواحد يضر بتنمية كرم منح التعاليم. 

الفعلان الخاطئان المُضران بتنمية الرغبة في منح الأشياء المادية 

  1. عدم تقديم وهب للجواهر الثلاث من خلال البوابات الثلاث للجسد، الحديث والذهن. 

لأننا في مِزاج سيئ، مثل أن نكون منزعجين بشأن شيء ما، أو لأننا كسالى، لا مباليين أو ببساطة نسينا، فشلنا في تقديم الوهب إلى البوذات، الدارما والسانغا، ثلاث مرات في الصباح، وثلاث مرات في المساء، على الأقل الانحناء احترامًا بأجسادنا، كلمات المديح بحديثنا، وتذكُّر خصالهم الجيدة بأذهاننا وقلوبنا. إذا لم نستطع على الأقل أن نكون كُرماء بالقدر الكافي لوهب ذلك بسعادة كل صباح ومساء للجواهر الثلاث للملجأ، فكيف لنا أن نُتقن رغبتنا في منح كل شيء للجميع؟ 

  1. اِتباع أذهاننا الراغبة 

بسبب الرغبة الشديدة، التعلق، أو عدم الرضا، ننغمس في أي نوع من الأنواع الخمسة للمحلَّات المرغوبة حسيًا -المشاهد، الأصوات، الروائح، النكهات، أو الملموسات الحسية. على سبيل المثال، بسبب التعلق بالنكهات اللذيذة، نلتهم الكيك من الثلاجة حتى ونحن لسنا جوعى. هذا مدمر لمحاربتنا للبخل. بعدها بقليل نجد أنفسنا نكتنز الكيك، وحتى نُخفيه في نهاية الرَّف، حتى لا نضطر لمشاركته مع أي شخص آخر. إذا كنا نرغب بالكامل في التغلب على هذه العادة السيئة ولكننا لا نستطيع السيطرة عليها بعد لأن تعلقنا بالطعام قوي، فلن نكون مُخطئين إذا تناولنا قطعة من الكيك. مع ذلك، نحاول زيادة قدرتنا على التحكم في أنفسنا بتناول قطعة أصغر وليس مرارًا. 

الفعلان الخاطئان المُضران بتنمية الرغبة في منح الحماية للآخرين في المواقف المخيفة

  1. عدم إبداء الاحترام لكبار السن 

المحَل في هذا الأمر يتضمن الوالدين، المعلمين، أولئك مَن لديهم خصائص جيدة، وبشكل عام، أي شخص له الأقدمية أو ببساطة أكبر منَّا. عندما نفشل في إعطائهم الكرسي الخاص بنا في الحافلة، مقابلتهم في المطار، مساعدتهم في حمل حقائبهم، وما إلى ذلك، بسبب الغرور، الغضب، الحقد، الكسل، اللامبالاة أو النسيان، فنتركهم في موقف مُخيف ومؤرق من الصعب عليهم التعامل معه. 

  1. لا نُجيب على مَن يطرحون علينا أسئلة 

بسبب الغرور، الغضب، الحقد، الكسل، اللامبالاة أو النسيان، لا نجيب بسعادة عن أسئلة الآخرين. بتجاهلنا لهم، نتركهم في مَأزق حيث لا أحد يتوجهون إليه -هذا أيضًا وضع مخيف ومنعدم الأمان. 

كتوضيح لنوع التفاصيل الموجودة في شرح تسونغكابا لهذه العهود، دعونا ننظر إلى الاستثناءات عندما لا يكون هناك خطأ عند التزام الصمت أو تأجيل ردودنا. بالنسبة لنا كأساس لهذه الأفعال، ليس علينا الرَّد إذا كنا شديدي المرض أو الشخص الذي يسألنا عن شيء ما أيقظنا عمدًا في منتصف الليل. إلا إذا كانت حالة طوارئ، ليس هناك خطأ في إخباره بالانتظار حتى نشعر بالتحسُّن أو حتى الصباح. 

هناك استثناءات وفقًا للمواقف، على سبيل المثال عندما يقاطعنا شخص ما بسؤال بينما نقوم بتدريس الآخرين، إلقاء محاضرة، القيام بمراسم، تعزية شخص ما، تلقي درس، أو الاستماع لمناقشة. نقول لهم بأدب أن يطرحوا السؤال لاحقًا. 

مواقف محددة، تتطلب بالضرورة الصمت أو تأجيل الرَّد. على سبيل المثال، إذا أردنا الرد بعمق على سؤال حول عوالم المعاناة القصوى خلال محاضرة عامة في الغرب حول البوذية، فقد نُبعد الكثير من الناس، مما قد يتسبب في إعاقة انخراطهم في الدارما. يُفضل الصمت إذا كان الرد على سؤال شخص ما، على سبيل المثال استفسار متعصب حول خلفياتنا العرقية، سيجعل هذا الشخص يكرهنا وبالتالي لا يتقبل مساعدتنا. الصمت أفضل أيضًا إذا كان سيتسبب في توقف الآخرين عن التصرف بطريقة هدامة ويقودهم إلى نمط سلوك بناء أكثر - على سبيل المثال، عندما يطلب منا الأشخاص المعتمدون علينا نفسياً الإجابة على كل سؤال في حياتهم ونرغب في تعليمهم الاعتماد على أنفسهم واتخاذ قرارتهم. 

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنا في معتزل للتأمل به قاعدة الصمت وسألنا شخص ما عن شيء ما، ليس هناك حاجة للحديث. في النهاية، من الأفضل اختتام المحاضرة بجلسة أسئلة وأجوبة، إذا كان الاستمرار بينما الحاضرين متعبين ومتأخرين، فهذا سيجعلهم يستاؤون ويغضبون منَّا. 

الفعلان الخاطئان المُضران بتوفير الظروف لقيام الآخرين بتنمية الكرم والتدرب عليه

  1. عدم قبول دعوة موجهة لنا كضيوف 

إذا رفضنا الذهاب إلى زيارة أو لوجبة لأننا مغرورين، غاضبين، حاقدين، كسالى أو لا مبالين، فنحن نمنع الشخص الآخر من فرصة لبناء قوة إيجابية (إمكانات إيجابية) من خلال وهب ضيافته. إلا إذا كان هناك سبب وجيه للرفض، نحن نقبل بغض النظر كم قد يكون منزلهم متواضعًا. 

  1. عدم قبول الهدايا 

للأسباب نفسها كما في الحالة السابقة. 

الفعل الخاطئ المُضر بتنمية كرم منح التعاليم

  1. عدم منح الدارما لأولئك الراغبين في التعلُّم 

هنا الدافع وراء رفض تعليم البوذية، إقراض الآخرين كتب الدارما، مشاركة ملاحظاتنا، وما إلى ذلك، عندما يأتي من الغضب، الحقد، الغيرة من أن الشخص الآخر في النهاية سيتفوق علينا، الكسل أو اللامبالاة. في حالة الجذر الثاني لعهود البوديساتفا، فنحن نرفض لأننا متعلقين وبُخلاء. 

الأفعال التسعة الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا الالتزام الذاتي الأخلاقي 

الالتزام الذاتي الأخلاقي هو الموقف الداخلي للامتناع عن الأفعال السلبية. إنه يتضمن أيضًا الانخراط في الأفعال الإيجابية ومساعدة الآخرين. 

في الأخطاء التسعة التي قد تُعيق تنميتنا للالتزام الذاتي الأخلاقي، هناك أربعة تتعلق بالمواقف حيث يكون اهتمامنا الرئيسي فيها هو الآخرين، ثلاثة تتعلق بمواقفنا، واثنان يتعلقان بأنفسنا وبالآخرين. 

الأفعال الأربعة الخاطئة الخاصة بالمواقف التي يكون اهتمامنا الأساسي فيها منصب على الآخرين 

  1. تجاهل ذوي الأخلاق الفاسدة 

إذا، بسبب الغضب، الحقد، اللامبالاة أو النسيان، نتجاهل أو نحتقر الذين كسروا عهودهم أو حتى ارتكبوا جرائم مشينة، فنحن نُضعف التزامنا الأخلاقي بالانخراط في التصرفات الإيجابية ومساعدة الآخرين. مثل أولئك الأشخاص في حاجة ماسة لاهتمامنا وانتباهنا بما أنهم بنوا أسبابًا للمعاناة والتعاسة الحالية والمستقبلية. دون الشعور بالاستقامة الذاتية أو الامتعاض الأخلاقي، نحاول مساعدتهم، على سبيل المثال بتعليم السُجناء المهتمين التأمل. 

  1. عدم صون التدريب الأخلاقي من أجل كسب تصديق الآخرين 

لقد حظر بوذا العديد من الأفعال التي، على الرغم من أنها ليست مدمرة بطبيعتها، إلا أنها تضر بتقدمنا الروحاني -على سبيل المثال، الأشخاص العاديون والرهبان يشربون الكحول، أو الرهبان الذين يتشاركون غرفة واحدة مع شخص من الجنس الآخر. إن الامتناع عن مثل هذا السلوك هو تدريب مشترك بين متدربي الهينايانا والبوديساتفات على حد سواء. إذا تجاهلنا، بصفتنا بوديساتفا ناشئين، هذه المحظورات بسبب عدم احترام أو عدم تصديق تعاليم بوذا الأخلاقية، أو بسبب الكسل عن التدرُّب على التحكم الذاتي، فإننا نتسبب لمن يرون سلوكياتنا في فقدان تصديقهم وإعجابهم بالبوذيين والبوذية. لذلك، مع القلق بشأن الانطباع الذي يتركه سلوكنا على الآخرين، فإننا نمتنع، على سبيل المثال، عن تناول المخدرات.

  1. نُصبح أشُحاء عندما يتعلق الأمر برفاهة الآخرين

أعطى بوذا العديد من القواعد الثانوية للرهبان لتدريب سلوكياتهم، على سبيل المثال دائمًا نضع مجموعاتنا الثلاث من أردية الرهبان حيث ننام. ومع ذلك، في بعض الأحيان، تتجاوز احتياجات الآخرين ضرورة اتباع هذا التدريب البسيط، على سبيل المثال إذا مرض شخص ما وتحتاج إلى البقاء لهذه الليلة لرعايته. إذا رفضنا بسبب الغضب، الحقد تجاه الشخص، أو ببساطة بسبب الكسل من البقاء مستيقظين طوال الليل، فإننا نرفض على أساس أنه ليست لدينا مجموعتنا الثلاثة من الأردية معنا، فإننا نرتكب هذا الفعل الخاطئ. إن كوننا متعصبين وصارمين مع القواعد يعوق تنميتنا المتوازنة للالتزام الذاتي الأخلاقي.

  1. عدم ارتكاب أفعال هدَّامة عندما يتطلب الحب والشفقة قيامنا بذلك 

من حين لآخر، تنشأ بعض المواقف المتطرفة التي تتعرض فيها رفاهية الآخرين لخطر شديد ولا يوجد بديل لمنع وقوع مأساة بخلاف ارتكاب أحد الأفعال الجسدية أو اللفظية السبعة المدمرة. تلك الأفعال السبعة هي: إنهاء حياة، أخذ ما لم يُمنح لنا، الانغماس في سلوك جنسي غير لائق، الكذب، الحديث المُثير للشقاق، استخدام لغة قاسية، أو الثرثرة بلا معنى. إذا ارتكبنا مثل هذه الأفعال دون أي شعور مزعج في ذلك الوقت، مثل الغضب، الرغبة أو الغُفل بقانون السبب والنتيجة، ولكننا مدفوعون فقط بالرغبة في منع معاناة الآخرين -الاستعداد التام لقبول أي عواقب سلبية قد تحدث على أنفسنا، حتى ألم عوالم المعاناة القصوى - نحن لا نُلحق الضرر ببراميتا الالتزام الذاتي الأخلاقي. في الواقع، نحن نبني قدرًا هائلاً من القوى الإيجابية التي تعمل على تسريع مسارنا الروحاني.

مع ذلك، رفض ارتكاب الأفعال الهدَّامة عندما تكون ضرورية هو فعل خاطئ، فقط إذا كنَّا قد أخذنا عهود البوديساتفا ونحافظ عليها نقية. ترددنا في مبادلة سعادتنا لرفاهة الآخرين هو مُعيق لإتقاننا الالتزام الذاتي الأخلاقي لمساعدة الآخرين دائمًا. ليس هناك خطأ إذا كانت لدينا فقط شفقة سطحية ولا نحتفظ بعهود البوديساتفا ولا نتدرب على السلوكيات المُحدَّدة بها. ندرك أنه بما أن شفقتنا ضعيفة وغير مستقرة، فنتائج المعاناة التي سنختبرها لقيامنا بأفعال مدمرة قد تؤدي ببساطة لأن نحقد على سلوك البوديساتفات. قد نتخلى حتى عن مسار العمل على مساعدة الآخرين. مثل التوصية القائلة بأن البوديساتفات في المستويات الدنيا من النمو يضرون فقط أنفسهم وإمكاناتهم مساعدتهم للآخرين، إذا قاموا بتدريبات يقوم بها البوديساتفات في المراحل المتقدمة -مثل إطعام لحمهم لنمرة جائعة- من الأفضل لنا أن نظل حذرين ونتوقف ونتراجع. 

نظرًا لأنه قد يكون هناك ارتباك حول الظروف التي تتطلب مثل هذا الفعل من البوديساتفا، فلنلقِ نظرة على الأمثلة المأخوذة من أدبيات الشرح. يُرجى أن تضعوا في اعتباركم أن هذه هي أفعال الملاذ الأخير عندما تفشل جميع الوسائل الأخرى في تخفيف أو منع معاناة الآخرين. بصفتنا بوديساتفات مبتدئين، نحن على استعداد لإنهاء حياة شخص على وشك ارتكاب جريمة قتل جماعي. لا نتردد في مصادرة الأدوية المخصصة لجهود الإغاثة في بلد مزقته الحرب، أخذها شخص ما لبيعها في السوق السوداء، أو أخذ أموال مؤسسة خيرية من إداري يبددها أو يسيئ إدارتها. 

نقطة مهمة للأزواج على مسار البوديساتفا كي يضعوها في اعتبارهم. في بعض الأحيان يهتم الزوجان بالدارما وأحدهما، على سبيل المثال، قد ترغب/يرغب في العزوبة، فتوقف/يوقف العلاقة الجنسية مع الزوجة أو الزوج عندما لا يتفقان على نفس الفعل. لا يزال لديها أو لديه تعلق بالجنس وتأخذ/يأخذ هذا كرفض شخصي. في بعض الأحيان، يدفع تعصب الزوجة أو الزوج وقلة الحساسية تجاه الشريك لإلقاء اللوم على الدارما في شعورها أو شعوره بالإحباط والتعاسة. فتُنهي أو يُنهي الزواج وتُدير أو يدير ظهره للبوذية باستياء مرير. إذا لم تكن هناك طريقة أخرى لتجنب رد الفعل العدائي تجاه المسار الروحاني وكان أحد الشريكين محافظ على عهود البوديساتفا، فمن الأفضل لهذا الشريك تقييم شفقته/ها لتحديد ما إذا كانت قوية بما يكفي للسماح بممارسة الجنس مع الشريك الآخر من حين لآخر دون ضرر جدي بالقدرة على مساعدة الآخرين. هذا مهم جدًا من حيث عهود التانترا المتعلقة بالسلوك العفيف.

بصفتنا بوديساتفات مبتدئون، نحن على استعداد للكذب عندما ينقذ الكذب حياة الآخرين أو يمنع الآخرين من التعرض للتعذيب والتشويه.  نحن لا نتردد في الحديث المثير للشقاق لفصل أطفالنا عن مجموعة سيئة من الأصدقاء -أو التلاميذ عن المعلمين المضللين- الذين يمارسون تأثيرات سلبية عليهم ويشجعون المواقف والسلوكيات الضارة. نحن لا نمتنع عن استخدام لغة قاسية لإيقاظ أطفالنا للابتعاد عن الطرق السلبية، مثل عدم أداء واجباتهم المدرسية، عندما لا يستمعون إلى المنطق. وعندما يكون الآخرون المهتمون بالبوذية مدمنين تمامًا على الثرثرة، احتساء الخمر، الاحتفال، الغناء، الرقص أو رواية النكات البذيئة أو قصص العنف، نحن على استعداد للانضمام إذا كان الرفض سيجعل هؤلاء الأشخاص يشعرون بأن البوديساتفات، والبوذيين بشكل عام، لا يستمتعون أبدًا وأن الطريق الروحاني ليس لهم.

الأفعال الثلاثة الخاطئة الخاصة بأوضاعنا 

  1. كسب عيشنا بطريقة خاطئة 

حيث تتم سبل العيش تلك بطريقة بها غِش وخداع، بالأساس من خلال أنواع خمس أساسية: (أ) الادعاء أو النفاق، (ب) المُداهنة أو استخدام الكلمات الناعمة لخداع الآخرين، (ج) الابتزاز أو اللعب على إحساس الآخرين بالذنب، (د) طلب رشاوي أو فرض غرامات على مخالفات وهمية، (هـ) إعطاء الرشاوي للحصول على أشياء أكبر في المقابل. نحن نلجأ لتلك الطرق للانعدام الكلي لأي حِس بالكرامة الذاتية أو الحفاظ على الذات. 

  1. أن نُصبح متحمسين ومُحلقين بسبب بعض الأنشطة التافهة 

بسبب عدم الرضا، القلق، الملل أو النشاط المفرط، والرغبة في بعض الإثارة، الهرب إلى بعض الإلهاء التافه -مثل التجول في مركز تجاري، والتقليب في قنوات التلفزيون، لعب ألعاب الحاسوب وما إلى ذلك. نُصبح منهمكين تمامًا وخارجين عن السيطرة. إذا انخرطنا في مثل هذه الأنشطة مع الآخرين من أجل تهدئة غضبهم أو الحَد من اكتئابهم، أو مساعدتهم إذا كانوا مدمنين على مثل هذه الأشياء، أو لكسب ثقتهم إذا اشتبهنا في أنهم معادون لنا، أو لتقوية الصداقات القديمة، نحن لا نؤذي تدربنا الأخلاقي من أجل تدريب أنفسنا للتصرف بشكل إيجابي ومساعدة الآخرين. ومع ذلك، إذا قمنا بهذه الأنشطة وشعرنا أنه ليس لدينا ما هو أفضل للقيام به، فإننا نخدع أنفسنا. هناك دائما شيء أفضل للقيام به. ومع ذلك، في بعض الأحيان، نحتاج إلى استراحة للمساعدة في تجديد حماسنا وطاقتنا عندما نشعر بالتعب أو الاكتئاب. لا مشكلة في ذلك، طالما وضعنا حدودًا معقولة.

  1. النية فقط للتجول في السامسارا 

العديد من السوترات توضِّح أن البوديساتفات يُفضلون البقاء في السامسارا بدلًا من بلوغ التحرر أنفسهم. من الخطأ فهم ذلك حرفيًا بمعنى أننا لن نعمل للتغلب على المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة وبلوغ التحرر، لكن نُبقي فقط على أوهامنا ونعمل بها لمساعدة الآخرين. هذا مختلف عن عهود البوديساتفا الجذرية الثمانية عشر الخاصة بالتخلي عن البوديتشيتا، والتي بواسطتها نقرر بالكامل التوقف عن العمل لبلوغ التحرر والاستنارة. هنا، نحن فقط نعتبر ذلك غير مهم وغير ضروري أن نتحرر من مشاعرنا المزعجة، والتي تُضعف حقًا التزامنا الذاتي الأخلاقي. برغم أنه على مسار البوديساتفا، خاصة عندما يتطلب تدريبات أنوتارايوغا تانترا، نقوم بتحويل واستخدام طاقة الرغبة لتحسين نمونا الروحاني، هذا لا يعني أننا نُطلق العنان لرغباتنا ولا نحاول تخليص أنفسنا منها. 

الفعلان الخاطئان المعنيان بأنفسنا والآخرين

  1. عدم تخليص أنفسنا من السلوكيات المُسببة للسمعة السيئة 

لنفترض أننا نحب تناول اللحوم. إذا كنا بين بوذيين نباتيين وأصرينا على تناول شريحة لحم، فإننا نُعرضهم لانتقادنا وعدم احترامنا. لن يأخذوا كلماتنا عن الدارما على محمل الجد وسينشرون قصصًا سيئة عنَّا، مما سيجعل الآخرين غير قادرين على التلقي منَّا ولن يقبلوا مساعدتنا لهم أيضًا. كبوديساتفات ناشئين، إذا لم نُخلص أنفسنا من مثل هذه السلوكيات، فهذا خطأ فادح. 

  1. عدم تقويم أولئك الذين يتصرفون بدافع من المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة 

إذا كنا في مركز سلطة في مكتب، مدرسة، دير أو منزل، وبسبب التعلق بأعضاء معينين أو الرغبة في أن نكون محبوبين، فنفشل في توبيخ أو معاقبة أولئك الذين يتصرفون بشكل مُدمِّر بدافع من مشاعرهم ومواقفهم الداخلية المزعجة، عندها ندمر الالتزام والأخلاق الخاصين بالمجموعة بأكملها. 

الأفعال التسعة الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا الصبر

الصبر هو الاستعداد للتعامل، دون غضب، مع أولئك الذين يؤذوننا، مع الصعوبات المنخرطة في تدرُّب الدارما، ومع معاناتنا. 

  1. نبذ التدريبات الأربعة الإيجابية 

هذه التدريبات هي ألا ننتقم عندما (أ) يُساء إلينا لفظيًا أو يتم انتقادنا (ب) عندما نكون هدفًا لغضب الآخرين (ج) عندما يتم ضربنا، أو (د) تتم إهانتنا. بما أن تدريب أنفسنا على عدم الانتقام في هذه المواقف الأربعة المتعبة يتسبب في نمو صبرنا، إذا نحينا ذلك جانبًا فسنعمل على الإضرار بتنميتنا لهذه الصفة الإيجابية. 

  1. تجاهل أولئك الغاضبين منَّا 

إذا كان الآخرون منزعجين منَّا ويحملون ضغينة تجاهنا، إذا لم نفعل شيئًا بهذا الصدد ولم نحاول تهدئة غضبهم، بسبب الغرور، الحقد، الغيرة، الكسل، اللامبالاة أو عدم الاهتمام، فإننا نضُّر بإتقاننا للصبر لأننا نسمح لمضاد الصبر، تحديدًا الغضب، أن يستمر دون ردعه. لتجنب هذا الخطأ، نعتذر بغض النظر عمّا إذا كنا قد أخطأنا أم لا. 

  1. رفض اعتذار الآخرين 

سقطة العهد الجذري الثالث للبوديساتفا هي عدم الاستماع إلى اعتذار الآخرين عندما يطلبون المسامحة في اللحظة التي نكون فيها غاضبين منهم. هنا، لا نقبل اعتذارهم بعد الموقف، لأننا نحمل ضغينة. 

  1. الاستغراق في الغضب 

بمجرد أن نشعر بالغضب في أي موقف، فإننا نتصرف بشكل مخالف لتنميتنا للتسامح الصبور إذا غرقنا في الغضب، حملنا ضغينة، دون تطبيق القوى المضادة لمواجهته. إذا طبقنا تلك القوى، مثل التأمل على الحب نحو المحلَّات التي تزعجنا، لكننا لم ننجح، فنحن لسنا مخطئين. لأننا على الأقل نحاول، فإننا لا نُضعِف تنميتنا للصبر.

الأفعال الثلاثة الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا المثابرة

المثابرة (الحماسة الإيجابية) هي الهمة في القيام بما هو بنَّاء.

  1. جمع دائرة من المُتبعين لرغبة في الإجلال والاحترام 

عندما نجمع دائرة من الأصدقاء، المعجبين أو التلاميذ، أو نُقرر أن نتزوج أو أن نعيش مع شخص ما، إذا كان دافعنا هو الأمنية للآخرين بأن يُبدون احترامهم لنا، منحنا الحب والعاطفة، إغراقنا في الهدايا، خدمتنا، تدليك ظهرنا، والقيام بمهامنا اليومية، نفقد الحماسة للقيام بأي شيء إيجابي بأنفسنا، مثل مساعدة الآخرين. فنحن منجذبون إلى أسلوب متدن للعمل، أي إخبار الآخرين بما عليهم القيام به لنا.  

  1. عدم القيام بأي شيء بسبب الكسل، وما إلى ذلك 

إذا استسلمنا للكسل، عدم الاكتراث، مزاج عدم الرغبة في القيام بأي شيء، أو عدم الاهتمام بأي شيء على الإطلاق، أو إدمان النوم لساعات طويلة، الاستلقاء في السرير طوال اليوم، أو القيلولة، أو التسكُّع دون القيام بشيء، سنُدمن هذا وسنفقد كليًا الحماسة لمساعدة الآخرين. بالطبع، نرتاح إذا كنَّا مرضى أو مرهقين، لكنه خطأ فادح إفساد أنفسنا بجعل أنفسنا شديدي الراحة. 

  1. الاستكانة إلى تمضية الوقت بالقصص، بدافع من التعلق 

العقبة الثالثة التي تُعيق نمو الحماسة لمساعدة الآخرين، هي إضاعة الوقت بطريقة ليس لها معنى. هذا يُشير إلى قول القصص، الاستماع إليها، قراءتها، مشاهدة التلفاز أو الأفلام، أو تصفح الإنترنت بحثًا عن قصص عن الجنس، العنف، المشاهير، المؤامرات السياسية وما إلى ذلك. 

الأفعال الثلاثة الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا الثبات الذهني

الثبات الذهني (التركيز) هو حالة ذهنية لا تفقد توازنها ولا تركيزها بسبب المشاعر المزعجة، التقلبات الذهنية، أو البلادة الذهنية. 

  1. عدم السعي وراء الحصول على أدوات التركيز الاستغراقي 

إذا، بسبب الغرور، الحقد، الكسل أو اللامبالاة، لا نحضر التعاليم الخاصة بكيفية تثبيت أذهاننا على التركيز الاستغراقي (سامادي) عندما يُعطيها المعلم، فكيف لنا تنمية أو تحسين ثباتنا الذهني؟ إذا كنَّا مرضى، مرتابين في أن الإرشادات غير صحيحة، أو بالفعل حققنا التركيز التام، فلسنا بحاجة للذهاب. 

  1. عدم تخليص أنفسنا من المعيقات التي تمنع ثباتنا الذهني 

عدما نتدرب على التأمل لتحقيق التركيز الاستغراقي، نواجه خمس مُعيقات أساسية، إذا استسلمنا ولم نحاول التخلص منها، فإننا نُدمِّر تنميتنا للثبات الذهني.

 إذا كنا نحاول التخلص منها، لكننا لم ننجح بعد، فليس علينا خطأ. الخمس مُعيقات هي: (أ) النية في السعي وراء أي نوع من الأنواع الخمسة للمحلَّات الحسية المرغوبة (ب) الأفكار الحاقدة (ج) الذهن الضبابي الناعس (د) التشتت الذهني والندم و(هـ) التردد غير الحاسم أو الشَك.

  1. النظر إلى مذاق الهناء المُكتسب من الثبات الذهني على أنه الميزة الرئيسية 

تلقائيًا، نحن نربط قدرًا كبيرًا من طاقاتنا بالعصبية، القلق، التردد، أفكار الاشتياق أو البغض، وما إلى ذلك، أو نُثقلها بالبلادة والنعاس. بينما نُركِّز ونُغرق أذهاننا بشكل أكثر عمقًا، فنحن نُطلق قدرًا كبيرًا من هذه الطاقة. نحن نختبر ذلك كشعور من الهناء الجسدي والذهني. كلما زاد هذا الهناء، زاد انجذابنا لهذا الاستغراق. لهذا، في تانترا الأنوتارايوغا، نولِّد ونستخدم حالات ذهنية أكثر هناء وأقوى من تلك المكتسبة من التركيز التام، من أجل الوصول إلى الأنشطة الذهنية الأقل خفاء للضياء الواضح والاستغراق فيه فهم الخلو. إذا تعلقنا بالحالة الذهنية للهناء التي نحصل عليها من مرحلة تنمية الاستقرار الذهني، سواء كان ذلك مرتبطًا بتدريبات التانترا أم لا، وننظر إلى الاستمتاع بالسعادة التي نحصل عليها من هذا الهناء على أنه الهدف الرئيسي من تدربنا، بهذا نُعيق جديًا تنميتنا لباراميتا الثبات الذهني.  

الأفعال الثمانية الخاطئة المُدمرة للتدرُّب على باراميتا الوعي التمييزي

الوعي التمييزي (الحكمة) هو عامل ذهني يميز بشكل حاسم بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح، ما هو ملائم وما هو غير ملائم، ما هو نافع وما هو ضار، وهكذا.  

  1. نبذ الشرافاكا ناقلة (المستمعين) 

سقطة العهد الجذري السادس للبوديساتفا هي اِدعاء أن التعاليم النصية لناقلة الشرافاكا ليست من كلمات بوذا، بينما سقطة العهد الرابع عشر هي قول إن الإرشادات الموجودة فيها ليست فعَّالة في التخلص من التعلق وما إلى ذلك. الثالثة عشر هي إخبار البوديساتفات من الرهبان أو من غير الرهبان حاملي عهود البراتيموكشا (التحرر الفردي) -جزء من تعاليم ناقلة الشرافاكا- أنه ليس هناك حاجة لها، ليس هناك حاجة للبوديساتفات أن يحموا تلك العهود. لاكتمال سقطة هذا العهد الجذري، يجب أن يتخلى البوديساتفات الذين استمعوا لكلماتنا تلك عن عهود البراتيموكشا فعليًا. هنا، الفعل الخاطئ هو التفكير أو إخبار البوديساتفات ببساطة إنهم ليسوا بحاجة للاستماع إلى تعاليم ناقلة الشرافاكا -تحديدًا فيما يخص قواعد الالتزام بعهود البراتيموكشا- أو لحملها أو التدرُّب عليها. لا أحد في الحقيقة بحاجة للتخلي عن عهوده/ها. 

عند دراسة قواعد عهود الالتزام والحفاظ عليها، نُزيد من قدرتنا على التمييز بين ما هي السلوكيات التي علينا تبنيها وأيها علينا هجرها. من خلال إنكار الحاجة إلى تدريب أنفسنا بعهود البراتيموكشا، نحن نُضعف تنميتنا لوعينا التمييزي. نحن أيضًا نُميِّز بشكل خاطئ تعاليم الشرافاكا على أنها جوهرية فقط لمتبعي الشرافاكا، وليس لها قيمة للبوديساتفات. 

  1. بذل الجهد فيها بينما لدينا أدواتنا الخاصة 

إذا بذلنا كل جهدنا في دراسة وحمل عهود البراتيموكشا فقط، وتجاهلنا دراسة تعاليم البوديساتفات المعنية بالشفقة والحكمة وتدربنا عليها، فنحن أيضًا نُضعِف وعينا التمييزي. عندما نبذل جهدنا في تعاليم ناقلة الشرافاكا، فنحن في الوقت نفسه نعمل على تعاليم البوديساتفا. 

  1. بذل الجهد في دراسة النصوص غير البوذية عندما لا ينبغي علينا ذلك

وفقًا للشروحات، النصوص غير البوذية تُشير إلى العمل على المنطق والنحو. دون شك يمكننا أيضًا تضمين كتب تعليم اللغات الأجنبية أو أي موضوع من مناهج التعليم الحديث مثل الرياضيات، العلوم، علم النفس أو الفلسفة. الخطأ هنا هو بذل الجهد بأكمله في دراسة تلك الموضوعات وإهمال دراسة الماهايانا وتدريباتها فيؤدي ذلك في النهاية إلى نسيانها تمامًا. إذا كنا في غاية الذكاء، قادرين على دراسة الأشياء بسرعة، لدينا فهم جيد لتعاليم الماهايانا اعتمادًا على المنطق، وقادرين على الحفاظ على تلك التعاليم في ذاكرتنا لفترة طويلة، فليس هناك خطأ في دراسة النصوص غير البوذية إذا كنا كل يوم أيضًا نحافظ على دراسة نصوص الماهايانا والتدرب عليها. 

التلاميذ البوذيون غير التبتيين الراغبين في دراسة اللغة التبتية سيكون من الجيد لهم الحفاظ على تلك الإرشادات في رؤوسهم. إذا كانوا قادرين على تعلم اللغة بسرعة وسهولة، وبالفعل لديهم أساس قوي في البوذية، ووقت كاف لدراسة كل من اللغة التبتية والدارما، فسيحصلون على المزيد من المنافع بدراسة اللغة التبتية. بإمكانهم استخدامها كأداة لدراسات أعمق. مع ذلك، إذا وجدوا أن اللغة صعبة، ولديهم وقت وطاقة محدودين، وليس لديهم فهم جيد للبوذية أو تدرب على التأمل ثابت يوميًا، فإنهم يضرون نموهم الروحاني بدراستهم للغة التبتية. من المهم تمييز أولوياتنا. 

  1. حتى إذا كنتم قادرين على بذل الجهد فيها، فستُصبحون مفتونين

إذا كانت لدينا القدرة على دراسة المواد غير البوذية، مثل اللغة التبتية، مع جميع الشروط المذكورة أعلاه، إذا أصبحنا مفتونين بالمادة نفسها، فقد نتخلى عن تدربنا الروحاني ونركز تمامًا على هذا الموضوع الأقل أهمية. إن إتقان اللغة التبتية أو الرياضيات لا يجلب لنا التحرر من مشاعرنا ومواقفنا الداخلية المزعجة، ولا من المشاكل والمعاناة التي تولدها. ولن تمنحنا القدرة على مساعدة الآخرين بشكل كامل قدر الإمكان. فقط إتقان البوديتشيتا والمواقف الداخلية التي ستأخذنا بعيدًا، وخاصة الوعي التمييزي بالخلو، يمكنه أن يقودنا إلى هذا الهدف. لذلك، للوقاية من الافتتان بالموضوعات غير البوذية -والتي قد تكون مفيدة بالتأكيد للتعلم، ولكنها ليست الأشياء الرئيسية التي يجب التركيز عليها -ندرسها برزانة، مع الحفاظ على منظور مناسب. بهذه الطريقة، نميز بشكل صحيح ما هو ضروري ونحمي أنفسنا من الانجراف في الأمور الأقل أهمية.

  1. نبذ ناقلة الماهايانا

سقطة العهد الجذري السادس للبوديساتفا، هو اِدعاء أن نصوص الماهايانا ليست كلمات بوذا. هنا، نقبل أنها صحيحة بشكل عام، لكننا ننتقد جوانب معينة منها، خاصة النصوص المتعلقة بمآثر البوديساتفا الشاسعة التي لا يمكن تصورها والتعاليم العميقة التي لا يمكن تصورها عن الخلو. تتضمن الأولى روايات عن البوذات تُضاعف عددها إلى هيئات لا حصر لها في الوقت نفسه لمساعدة كائنات لا تعد ولا تحصى في عوالم لا تعد ولا تحصى، في حين تتضمن الأخيرة مجموعات من أبيات مقتضبة وحادة يصعُب للغاية فهمها. نحن نتسبب في تدهور وعينا التمييزي من خلال نبذها بأي من الطرق الأربعة التالية: (أ) محتواها متدني -إنها تتحدث بكلام غير منطقي، (ب) أسلوبها في التعبير متدني - كتابة سيئة لا معنى لها، (ج) مؤلفها قليل الشأن - فهي ليست كلمات بوذا المستنير، أو (د) استخدامها قليل الشأن -فهي ليست ذات فائدة لأي شخص. من خلال التمييز الخاطئ بهذا الشكل، بطريقة منغلقة ومتهورة، فإننا ندمر قدرتنا على تمييز أي شيء بشكل صحيح.

عندما نواجه تعاليم أو نصوص لا نفهمها، نظل منفتحي الذهن. نفكر أنه حتى ولو كنا غير قادرين على تقديرها أو فهمها الآن، البوذات والبوديساتفات ساميو الإدراك فهموها، ومن خلال إدراك معانيها، نفعوا الآخرين بطرق لا نهائية. بهذه الطريقة، نُنمي عزيمة حازمة لمحاولة فهمها في المستقبل. ليس هناك خطأ إذا لم تكن لدينا عزيمة حازمة، طالما لا نستخف بالتعاليم ولا نشوهها. نحن على الأقل نحافظ على التوازن، ونعترف بأننا لا نفهمها. 

  1. مدح أنفسنا و/أو التقليل من شأن الآخرين 

سقطة أول عهد جذري للبوديساتفا هو القيام بهذا بدافع من الرغبة في مكسب أو غيرة. هنا الدافع هو الغرور، التكبُّر، العجرفة أو الغضب. مثل هذا الدافع ينشأ عندما نُميز بشكل خاطئ أنفسنا على أننا أفضل من الآخرين.  

  1. عدم الذهاب من أجل الدارما

سقطة العهد الجذري الثاني للبوديساتفا هو عدم إعطاء الدارما بسبب التعلق والبخل. هنا، الخطأ عدم القيام بالتدريس أو أداء المراسم البوذية أو حضور المراسم البوذية أو الاستماع إلى الخطابات بسبب الغرور، الغضب، الحقد، الكسل أو اللامبالاة. بهذا الدافع، نحن لا نميز بشكل صحيح ما يستحق. ومع ذلك، لا يوجد خطأ إذا لم نذهب بسبب شعورنا بأننا لسنا مدرسين أو لأننا مرضى جدًا، أو لأننا نشك في أن التعاليم التي نسمعها أو ننقلها قد تكون غير صحيحة، أو نعلم أن الجمهور قد سمعها بشكل متكرر ويعرفها بالفعل، أو تلقيناها بالكامل وفهمناها وأتقناها تمامًا فلا نحتاج إلى المزيد من الاستماع، أو أننا بالفعل مُركزين ومستوعبين التعاليم، لذلك لا داعي للتذكير بها، أو أنها أعلى من مستوانا وسنشعر بالارتباك إذا استمعنا لها. علاوة على ذلك، إذا كان معلمونا سيشعرون بالاستياء إذا ذهبنا -مثل إذا أخبرونا أنه علينا القيام بشيء آخر- فنحن بالتأكيد لن نذهب.

  1. السخرية من معلم بسبب لغته

نحن نُضعف تمييزنا الصحيح عندما نحكم على معلمينا الروحانيين بسبب لغتهم. نحن نُسخِّف ونرفض أولئك الذين يتحدثون بلكنة ثقيلة، يقومون بالعديد من الأخطاء النحوية، حتى لو كان ما يشرحونه صحيح، والجري وراء مَن يتحدثون بطريقة جيدة، لكن بكلام خال من المنطق تمامًا. 

الأفعال الأنثى عشرة الخاطئة المناقضة للعمل على نفع الآخرين  

  1. عدم مساعدة مَّن هم بحاجة للمساعدة

بسبب الغضب، الحقد، الكسل أو اللامبالاة، لا نذهب لمساعدة أي من الأنواع الثمانية من الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة: (أ) في اتخاذ قرار بشأن شيء إيجابي، على سبيل المثال في اجتماع (ب) في السفر (ج) في تعلم لغة أجنبية نعرفها (د) في تنفيذ بعض المهام التي ليس بها خطأ أخلاقي (هـ) في حراسة منزل أو معبد أو ممتلكاتهم (و) في وقف قتال أو جدال (ز) في الاحتفال بمناسبة، مثل حفل الزفاف (ح) في القيام بأعمال خيرية. ومع ذلك، فإن رفض الذهاب لا يضر بجهودنا في مساعدة الآخرين إذا كنا مرضى، أو وعدنا بالفعل بتقديم المساعدة في مكان آخر، أو إرسال شخص آخر قادر على العمل، أو منخرطين في بعض المهام الإيجابية الأكثر إلحاحًا، أو غير مؤهلين للمساعدة. لا يوجد أي خطأ أيضًا إذا كانت المهمة ضارة بالآخرين، أو تتعارض مع الدارما أو غير منطقية، أو إذا كان الأشخاص الذين يطلبون مساعدتنا قادرين على العثور على المساعدة في مكان آخر أو أن يكون لديهم شخص موثوق للعثور عليها لهم. 

  1. إهمال خدمة المرضى 

بسبب الغضب، الحقد، الكسل أو اللامبالاة. 

  1. عدم رفع المعاناة 

أيضًا لنفس الأسباب. هناك سبعة أنواع من الأشخاص المصابين بصعوبات ويحتاجون رعاية خاصة: (أ) المكفوفين (ب) الصم (ج) مبتورو الأطراف والمقعدين (د) المسافرون المتعبون (هـ) الذين يعانون من أي من العوائق الخمسة التي تمنع الاستقرار العقلي (و) ذوو النوايا السيئة والتحيز الشديد (ز) الذين سقطوا من مكانة رفيعة المستوى.

  1. عدم تعليم المتهورين وفقًا لشخصياتهم 

كلمة الأشخاص المتهورون تُشير لأولئك الذين لا يهتمون بقانون الأسباب والنتائج السلوكي، وبالتالي، تجلب سلوكياتهم التعاسة والمشاكل لهم في هذه الحياة والحيوات المستقبلية. لا يمكننا مساعدة هؤلاء الأشخاص إذا كنا مبالغين في الاستقامة ولدينا سخط ورفض، للوصول إليهم، نحتاج لأن نكون ماهرين ونُعدِّل مدخلنا ليتناسب مع مواقفهم المحددة. على سبيل المثال، إذا كان جارنا صيادًا جشعًا، فإننا لا نعظه بغضب أنه سيحترق في الجحيم. ففي الأغلب أن هذا الشخص لن يرغب بأي علاقة معنا مرة أخرى. بدلاً من ذلك، نتودد لجارنا ونخبره بأنه يقدم خدمة طيبة بتوفير لحوم الصيد البري لعائلته وأصدقائه. بمجرد أن يكون متقبلًا لنصيحتنا، ببطء نقترح عليه طُرُقًا أفضل للاسترخاء وجعل الآخرين سعداء دون إزهاق أرواح. 

  1. عدم رَد الخدمة التي تلقيناها 

عدم الرغبة في مساعدة الآخرين كرد لمساعدتهم لنا، أو عدم تذكر أو حتى التفكير في رَد أي شيء. مع ذلك، لا يوجد خطأ إذا كنا نحاول مساعدهم في المقابل، مثل عندما يُصلحون سياراتهم، وليست لدينا المعرفة ولا القدرة لهذا، أو شديدي الضعف. علاوة على ذلك، إذا كان هؤلاء الذين ساعدونا لا يرغبون في شيء في المقابل، لا نُجبرهم على تقبُّل عرضنا. 

  1. عدم رفع المعاناة الذهنية لدى الآخرين 

بسبب الحقد، الكسل أو اللامبالاة، إذا فشلنا في محاولة إراحة أولئك الذين فقدوا شخصًا يُحبونه، أموالهم أو ممتلكاتهم الثمينة، فنحن مخطئون. أولئك المستاؤون أو المكتئبون يطلبون عاطفتنا المخلصة، التعاطف والتفهم، لكن بالتأكيد عدم الإشفاق عليهم. 

  1. عدم إعطاء المحتاجين للصدقة 

بسبب الغضب، الحقد، الكسل أو اللامبالاة. إذا كان بسبب البخل، فهذه سقطة لعهد جذري. 

  1. عدم الاعتناء باحتياجات مَن هم في دائرتنا 

إنه خطأ عظيم أن نهمل بدافع من الحقد، الكسل أو اللامبالاة، دائرة أقاربنا، أصدقائنا، زملائنا، موظفينا، تلاميذنا، وما إلى ذلك، خاصة إذا كنا منخرطين في عمل اجتماعي مختص بمساعدة الآخرين. يجب أن نرعى احتياجاتهم الجسدية والحرص على رفاهتهم الروحانية. كيف لنا مساعدة جميع الكائنات الواعية إذا تجاهلنا احتياجات المقربين لنا؟ 

  1. عدم التماشي مع تفضيلات الآخرين 

طالما أن ما يريد الآخرون منَّا فعله أو ما يحبونه غير ضار لهم ولا للآخرين، فمن الخطأ ألا نوافق. كل شخص يقوم بالأشياء بطريقة مختلفة أو لديه ذوق فردي. إذا لم نحترم هذا، بسبب الحقد، الكسل أو اللامبالاة، نبدأ جدالات تافهة عن أشياء مثل أين نأكل، أو أننا غير حساسين لتفضيلاتهم وينشأ شعورهم بعدم الراحة أو الاستياء عند طلب الطعام.

  1. عدم التحدث بالمديح نحو صفات ومواهب الآخرين 

إذا فشلنا في الإشادة بالآخرين عندما يقومون بشيء جيد أو اتفقنا مع ثناء شخص آخر عليهم، بسبب الغضب، الحقد، الكسل أو اللامبالاة، فنحن نُضعف اهتمامنا وحماستنا نحوهم للاستمرار في النمو. إذا شعر الآخرون بالحرج من الثناء سواء في العلن أو السر، أو سيُصابون بالغرور أو التكبُّر إذا تم مدحهم مباشرة، عندها نتوقف عن الكلام.  

  1. عدم تنفيذ العقوبة وفقًا للظروف 

لمساعدة الآخرين، من المهم تهذيبهم إذا تصرفوا بطريقة عنيدة. إذا فشلنا في القيام بذلك، بسبب مشاكل شعورية مع الأمر، أو الكسل، أو اللامبالاة، أو عدم الاهتمام، فنحن نُدمر قدرتنا لكي نكون مُرشدين فعَّالين. 

  1. عدم استخدام أشياء مثل القوى الفائقة للطبيعة 

مواقف معينة تتطلب أدوات خاصة لمساعدة الآخرين، مثل استخدام قوى فائقة للطبيعة. إذا كانت لدينا هذه القوى، لكن لا نستخدمها عندما تكون ملائمة وفعَّالة، فنحن ندمر قدرتنا على المساعدة. نحاول استخدام أي موهبة، قدرة وتحققات لدينا لنفع الآخرين. 

Top