إنشاء موقع إلكتروني للوصول لعدد أكبر من الجماهير مقارنة بمَّن يطلعون على الكتب
منذ حوالي عامين ونصف بدأت الموقع الإلكتروني "berzinarchives.com". والفكرة وراء هذا الموقع كانت أنني كرست حياتي بالكامل – الآن قرابة ٤٢ عامًا – لدراسة الدارما والتدرُب عليها، بدون القيام بأي شيء آخر. وكنت أكتب كتب – يتطلب تحضير الكتب وقتًا طويلًا جدًا – وأعمل مع المحررين وكل هذه الأعمال. وكانت مبيعاتها – كان توزيعها منخفض جدًا – سيئة للغاية؛ لذا فهذه الكتب لا تصل لجمهور كبير. وبدا لي أن أفضل طريقة للوصول لجمهور كبير من خلال موقع إلكتروني ومع … الاستفادة من أدوات الإعلام الجديدة الذي لدينا الآن كأداة تعليمية.
الأمر مماثل للانتقال من الكتابة اليدوية للكتب المطبوعة؛ والآن لدينا طريقة مختلفة، من خلال الإنترنت. وبواسطته – لم أأخذ استفادة كاملة من الجانب التفاعلي له – لكن ما الذي يمكن القيام به بدلًا من ذلك سوى كتابة كتب طويلة، يمكن كتابة أشياء صغيرة تتعامل مع موضوعات بعينها وعندها، مع محرك البحث أو رابط، يمكن للمستخدمين المتابعة وخلق جميع الروابط ويحاولوا رؤية الكيفية التي تتوافق بها الأشياء مع بعضها البعض. هذه الطريقة الجديدة في التعلم.
وتتلاءم تمامًا مع ما نحتاجه من أجل فهم الدارما، لأن هناك الكثير من القطع في أُحجية الدارما والتي يُمكن أن تتلاءم سويًا بالعديد من الطرق المختلفة ويعتبر الأنترنت وسيطًا ملائمًا تمامًا لتحقيق ذلك، لأنه يمكنك عندها أن تدخل على أيٍ من قطع الأُحجية الأخرى بسهولة وأن تجدها وتحاول أن توفق تلك القطع سويًا. لذا فهذا هام جدًا للتعامل بواقعية مع ما سيأتي بالتأكيد في المستقبل، والذي هو أكثر واكثر في هذا الاتجاه. وإذا أردنا للدراما البقاء لأجيال المستقبل، علينا أن نقدمها بهذا النوع من الوسائط ولا نستخدم الأنترنت فقط كمكتبة – سيكون مثل وضع الكتب على الرف – هناك الكثير مما يُمكن عمله في هذا المجال.
العودة من الهند إلى الغرب بكمية ضخمة من المواد
وقد عدت للغرب، وهو ما مكنني من أن أحظى بتسهيلات أكثر للقيام بأشياء من هذا القبيل – كان يصعُب جدًا القيام بها في الهند – ثم عدت بكَم ضخم جدًا من المواد من عملي طوال حياتي: أرشيف بيرزين – أعطى لعملي اسمًا محددًا.
لقد أخذت ملاحظات تفصيلية لكل التعاليم التي تلقيتها؛ وكل النصوص التي درستها، قمت بترجمات صعبة لتفريغ صوتي للعديد من التعاليم التي ترجمتها لسيركونغ رينبوتشي، لقداسة الدالاي لاما – كل هذه التفريغات الصوتية – أو شرائط التسجيل وكل الأشياء الأخرى المختلفة التي ترجمتها، وشرائط التعاليم التي ألقيتها وغيرها. يُعتبر حوالي ٣٠٠٠٠ صفحة – وهو كم هائل – وهذا لا يشمل الشرائط؛ والشرائط لا تزال تتراكم أكثر وأكثر.
والأصعب كانت الكتابة اليدوية، والتي لا يسهُل تفريغها. والقواميس، قوائم ضخمة من المفردات اللغوية، وبرامج الحاسب الآلي التي تقوم بتحويل التواريخ التبتية والغربية – أعني الكثير والكثير من الأعمال – التواريخ الغربية والتبتية، التي تصنع خرائط الفلك التبتية – وكل هذه الأشياء – التقاليد الأربعة للبوذية التبتية وجوانب مختلفة من الثقافة التبتية: ليس فقط البوذية، لكن تاريخ وعلم الفلك، التأمل، الطب. قرأت وأخذت ملاحظات تفصيلية لألف ومائتي كتاب ومقالة لتاريخ وسط أسيا والتاريخ البوذي في التبت ووسط أسيا، منغوليا، من اللغات الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والروسية – شخصًا آخر قام بالروسية من أجلي، فأنا لا أقرأ الروسية. هذا تطلب مني قدرًا كبيرًا من الجهد حول العالم من أجل إيجاد النصوص. أو المقابلات التي أجريتها مع باحثين في تركيا أو الأردن أو مصر، وهذا النوع من الأشياء – وسط أسيا، أوزبكستان، وغيرهم. وإذا لم يتم الانتهاء من أيٍ من هذه المواد، عند موتي، ستتحول في التو إلى قمامة وتُلقى بعيدًا. ولم أرد لهذا أن يحدث.
وقد كانت لدي فرصة وامتياز لا يصدقان بأن أدرس على يد الأفضل من بين أفضل المعلمين – أعني ليس الغيشي المعتاد، أو ما شابه – الأفضل من بين الأفضل: قداسة الدالاي لاما، معلمين قداسة الدالاي لاما. لذا فالمادة التي جمعتها قَيْمة للغاية – تعرفون، جلسات أسئلة وأجوبة خاصة مع قداسة الدالاي لاما وأشياء مشابه.
رغبت في أن أحافظ على تلك المواد وأجعلها متاحة. ومن الواضح أنني لن أستطيع الانتهاء من هذا في حياتي، لكن على الأقل أنتهي من أكبر كم ممكن مع وضع آلية للعمل من أجل أن يستمر هذا. وبالتأكيد لم أرغب بهذا الشأن أن أكون متمحورًا حول الثقافة الغربية فلذا أرغب في أن أجعل هذا متاحًا بأكبر قدر بلغات أخرى، بالروسية والبولدنية والمنغولية والصينية – ولذا فهذا مشروع كبير.
وللأسف لدي نزعة شديدة في عدم رغبتي حقًا بالعودة والعمل على المواد القديمة، لكن دائمًا أكتب أشياء جديدة، حيث أن فهمي دائمًا يتحسن، يتغير، ينمو. لهذا السبب أعتقد أن هذا أحد أكبر أشكال التنمية والمساهمة لطريقة التفكير الغربية، العقل الغربي، يمكن أن يساهم به – أعني، إذا نظرنا لكامل تاريخ نمو البوذية وكيف يمكن المساهمة في ذلك بشكل أكبر – في سياق النمو المستقبلي للأدبيات الشارحة.
السوترات غير منظمة على الإطلاق. هم في الأساس مجموعة من الأحاديث أعطاها بوذا لأشخاص مختلفين في منازلهم – والتي كان مدعوًا عندهم على الغداء – أو بعض الأحاديث العامة: مختلفة المستويات تمامًا، وتُشرح من وجهات نظر مختلفة تمامًا للأشخاص المختلفين الذين كانوا حاضرين الغداء.
المنظور التاريخي لتطوُّر طريقة تقديم التعاليم البوذية
لذا فقط قامت الشروحات الهندية بجمع هذا سويًا والتحدث عن أنواع بعينها من الأشياء، موضوعات مثل الخلو، مراحل النمو على المسار بينما تتقدم على المسار، وخلافه. ثم قام التبتيون بإضافة ملخصات مُفصلة ليصبح من الأسهل التعامل مع هذه الشروحات الهندية والتعلم منها. وكل جيل حاول أن يشرح المعاني الأصلية. خاصة أن الشروح الهندية مبهمة للغاية، والتي يُمكن أن تكون مليئة بالعديد من وجهات النظر المختلفة.
إمكانية الإسهام الغربي في هذا التطور
الآن جاءت البوذية للغرب ولذا فما الذي يمكن أن نُساهم به؟ فمُجرد المساهمة بمواد مختلفة للوهب وأدوات موسيقية مختلفة للبوجا وأشياء من هذا القبيل، فهذا ما يُطلق عليه، نمو سطحي. ضروري لكنه سطحي. أو غير هذا، يمكننا إضافة مجموعة أخرى من الحماة الدنيويين بالإضافة إلى كل أرواح الجبال والأشجار التبتية تلك. وأعني، يمكن أن نجد أماكن بالمكسيك أو البرازيل. ونضيف أيضًا هؤلاء الأرباب المحليين من الديانات المحلية، هذا ليس … هذا شيء سطحي يمكن إضافته أيضًا، صحيح، الإضافة الشامانية – سطحية.
لكن أعتقد أن المساهمة الحقيقية، أحد المساهمات الحقيقية التي يمكن أن نقوم بها هي التدريب الغربي على القدرة على إيجاد الأنماط، فهم النظريات والنظريات المنبثقة، وضع العديد من النظم المختلفة معًا للرؤية: كيف موضوعًا بعينه مثل العنونة الذهنية تطور عبر مدارس النُظم الفكرية البوذية الهندية؟ هذه هي، العقل الغربي مدرب بشكل فريد على القيام بهذا. التبتيون ليسوا كذلك، عقولهم غير مدربة على هذه الطريقة؛ هم لا يفكرون بهذه الطريقة. التبتيون مدربون على المناظرات بشكل محدد جدًا، نقاط منفردة جدًا.
الوحيد الذي أعرفه والذي يستخدم تلك الطريقة (الغربية) في التفكير هو قداسة الدالاي لاما في محاولة للوصول لأرضية توحيدية للنظريات من أجل رؤية كيف من المُمكن أن تتوافق التقاليد التبتية الأربعة سويًا – إنه فريد جدًا جدًا بطرق لا يمكن حصرها – بدلًا من مجرد وصف كل نظام منهم بشكل منفرد. لذا … والطريقة التي يعمل بها ذهن الدالاي لاما أيضًا ليست مماثلة للأذهان الغربية؛ إنها مختلفة، الطريقة التي يتعاطى بها الدالاي لاما مع هذه المشكلة.
وفي الغرب، مع عصر المعلومات، نواجه بكل تنويعات البوذية من كل البلدان الآسيوية التي نمت بها. كل هذا متاحًا. إذا فكيف من الممكن أن نجد معنى لكل هذا؟ وهذا، أمرًا العقول الغربية مدربة على القيام به، أن ترى الأنماط العامه.
هذا ضروري جدًا للمستقبل لأن المزيد من المعلومات ستكون متاحة. وكيف يمكن لأي شخص حقًا أن يتعرف ويتدرب على البوذية بينما هناك كل هذه المعلومات المتعارضة متاحة؟ كيف يمكن أن يتلاءم هذا سويًا؟ لذا فهذه مساهمة هامة جدًا على العقل الغربي القيام بها. أو النمو التاريخي، استعراض قرون متعاقبة، النمو التاريخي للبوذية. وهذا المجال أرغب في القيام بمساهمة بسيطة فيه، ولذا فموقع إلكتروني يعتبر وسيطًا مناسبًا.
إعداد المواد بحيث تكون هناك إمكانية للوصول إليها في حيواتنا التالية
نحن كمتدربين بوذيين، هذا النوع من … دراسة الماهايانا، كما تعرفون، تنقية الذهن … لذا فعندما ندنو من دراسة البوذية والتدرُب عليها، أعتقد أنه من المفيد جدًا إذا حاولنا أن يكون لدينا حقًا نوعًا من دافع الماهايانا ونطاق الماهايانا، وليس فقط أن نقوم بهذا من أجل نمونا الشخصي لأننا في حالة ضياع داخلي ولدينا الكثير من مشاكل السامسارا. لكن من أجل … ولا أن نترك الأمر عند، "حسنًا، أنا أقوم بهذا من أجل جميع الكائنات الواعية،" والذي ليس له معنى عند معظمنا، لكن الطريقة التي أنظر بها لهذا الأمر أن هناك فرصة لمحاولة الوصول حقًا لعدد كبير من الناس لنفعهم ليس فقط الآن، لكن التفكير أيضًا بالنسبة للأجيال المستقبلية. ثم ومن خلال هذا السياق يمكننا أن نُضمِن المجال المبدئي لدافع اللام-ريم. إذا وضعنا قوى كافية في هذا من أجل حياتنا القادمة، عندها سيكون هناك صلات كارما متبقية والتي ستقوم بالتعُرف على أشياء من هذا القبيل – مثل الموقع الإلكتروني – كبوابة لعودتنا للدارما. هذا نوع من، كما تقولون، هذا أحد مستويات الدافع. على الأقل، هذه الطريقة التي أفكر بها بهذا الشأن.
تعرفون، كم نحن جادون في الإعداد لإعادة ميلادنا القادمة؟ وما هي الإجراءات الملموسة التي نتخذها، إذا كنا حقًا منخرطين في الدارما، أن نعيد اتصالنا؟ هذا شيء أفكر به. نحن نأخذ بجدية مجال الدافع المبدئي، لذا لا تُهوِن أو تُقلِل من مجال الدافع المبدئي. كم نأخذ الأمر بجدية ومدى جدية شعورنا به، بحيث نتصرف حقًا على أساس منه؟
بالطبع هناك طرق كثيرة أخرى لإعداد أنفسنا للحيوات المستقبلية خلاف العمل بالموقع الإلكتروني، هذا شيء واضح. لكن من الهام أن نفعل شيئًا. أعني أن تضعوا الكثير من الجهد في مركز للدارما وجعل الوضع متاحًا للآخرين لأن يدرسوا، خاصة إذا كنت تفكر في، "من أجل نفع جميع الكائنات الواعية،" لكن ضمن مجال الدافع المبدئي هذا كجزء من الصلاة. “وليتني أستطيع أن أتواصل، أستمر في الاتصال بالدارما في جميع حيواتي المستقبلية – وأن أستمر في الدراسة مع معلمين مؤهلين فعليًا.”
مثل آتيشا ذاهبًا، متحملًا هذه الرحلة التي لا تصدق إلى سومطرة، حتى يجد معلمين مؤهلين بالفعل. لذا جعل الوضع متاحًا من أجل – مثل في مركز للدارما أو ما شابه – للآخرين ليصلوا لتعاليم أصلية. وكل الصعوبات التي قد يشتمل عليها هذا لا شيء بالمقارنة إلى … تخيلوا آتيشا، تعرفون، بعد هذه الرحلة التي لا تصدق إلى سومطرة، ثم، ليس كشاب، يذهب للتبت في تلك الأيام، وأن يحاول أن يجعل التعاليم الأصلية متاحة هناك حيث كان الوضع بالفعل أكثر صعوبة بكثير عن هنا. وأنظروا لنتائج جهوده. وهو لم يذهب كمبشر. وأنظروا كنتيجة لما قام به، مستمر في نفع الآخرين للآن.