خمسة تدريبات من تنمية تعهّد طُموح البوديتشيتا
يستمر النص:
(8) حتى إذا تعهدتُ بهذا العزم فقط، إذا افتقدتُ عادة أنواع الالتزام الأخلاقي الثلاثة، لن أكون قادرًا على تحقيق الحالة (سامية) النقاء. برؤية هذا جيدًا، أَطلب الإلهام لأدرب نفسي بجهد قوي على عهود البوديتساتفا.
عندما تكون لدينا أمنية أو طموح تحقيق الاستنارة لنكون قادرين على تحقيق النفع للآخرين، هذا يُعرف باسم "طُموح البوديتشيتا". عندما نتعهد بأننا لن نتخلى أبدًا عن هذا الطموح حتى نحقق بالفعل حالة الاستنارة، فهذا ما يطلق عليه "تعهد طموح البوديتشيتا". عندما يكون لدينا تعهد القلب المكرس الطَموح هذا، فهناك خمس نقاط نتدرب عليها.
أولها هو التفكير مرة بعد الأخرى في فوائد تكريس قلوبنا للآخرين وتحقيق الاستنارة من أجلهم. وَرَدَ أن فوائد تكريس قلوبنا ولو حتى للحظة واحدة بتلك الطريقة يفوق الإمكانات الإيجابية لوهب عالَم كامل من الجواهر لكل البوذات بكل العوالم المختلفة في الاتجاهات العشر. كل فوائد تكريس قلوبنا للآخرين وللاستنارة تمّ وصفها في السوترات.
التالي هو لثلاث مرات أثناء النهار وثلاث أثناء الليل، نقوم بإعادة تكريس قلوبنا للآخرين وللاستنارة. إذا قمنا بهذا عن طريق ترديد الأربعة أبيات التالية: "اَتخذ الملجأ الآمن، حتى بلوغ حالتي النقية، من البوذات، الدارما والمجتمع السامي. عبر القوة الإيجابية لأفعال المَنْح وما شابهها، ليتني أُحقق الاستنارة لأساعد جميع الكائنات الهائمة"، فهذا كافٍ.
بالإضافة لهذا، ندرب أنفسنا لبناء مخزوننا النافع أو شبكة الإمكانات الإيجابية، عبر تقديم الهِبات للجواهر الثلاث، المشاركة في الأنشطة الخيرية لصالح الفقراء، وما شابه. وكعنصر إضافي لهذه النقطة، من الضروري أيضًا بناء مخزون وافر أو شبكة من الوعي العميق، ومجموعة البصيرة الخاصة بنا عبر التفكير مرة بعد الأخرى بشأن الرؤية الصحيحة للواقع.
النقطة التالية للتدرب هي الوعد بعدم التخلي عن أي من الكائنات المحدودة. لا نقُل أبدًا أن العمل من أجل شخص أو كائن ما، هو شيء كثير جدًا ولا يمكننا تقديم شيء من أجله. هذه هي النقطة التالية: عدم التخلي عن أي كائن.
ثم النقطة التالية هي هَجْر الأربعة أفعال المُعتمة والاعتماد على الأربعة أفعال المُشرقة. أول الأفعال المُعتمة، الأفعال المظلمة هي أن نُضلل، نخدع أو نغش معلمينا الروحانيين أو والِدَينا، حتى ولو على سبيل المُزاح. بدلًا من هذا، نضع الفعل المشرق الخاص بالأمانة الدائمة معهم موضعًا للتدرب، خاصة بشأن دافعنا والمساعدة التي نقدمها للآخرين.
الفعل المُعتم الثاني هو قول أشياء سيئة أو قاسية أو نغضب مِن الكائنات التي كرّست نفسها، البوديساتفات. وحيث أننا لا يمكننا حقًا معرفة من هم، يجب أبدًا ألا نستخدم لغة قاسية مع أي أحد. الفعل المشرق المُعاكس لهذا، هو أن نحاول دائمًا رؤية الجميع بمنظور نقي وإدراك الجميع كمعلمين لنا ونتعامل معهم على هذا الأساس.
النقطة التالي في الأفعال المُعتمة هي التسبب لأي شخص في الشعور بالندم على شيء إيجابي قام به. الفعل المُشرق المُعاكس لهذا هو، إذا صادفنا شخصًا ما هناك إمكانية لمساعدته أو ترويضه، نُشجّعه ونُعلمه بطريقة ناقلة الذهن الشاسعة.
الفعل المُعتم الرابع هو أن يكون لدينا دافع خفي تجاه كائنات أخرى. بعبارة أخرى، بدلًا من أن يكون لدينا عزمًا استثنائيًا تجاههم، نتصرف بنفاق وادّعاء، نتفاخر ونتباهى بقدرتنا على مساعدتهم بينما لا نستطيع القيام بهذا. الفعل المشرق المعاكس لهذا هو أن نكون دائمًا صادقين في اعترافنا بحدود قدراتنا.
انخراط القلب المكرس للبوديتشيتا
ما أن ننمي حالة تعهد القلب المكرس الطموح، نحتاج لأن نحاول الانتقال للمستوى التالي، وهو تنمية القلب المكرس المنخرط للبوديتشيتا. هذا ليس مجرد طموح أن نكون قادرين على مساعدة الجميع وتحقيق حالة الاستنارة من أجل أن نكون قادرين على تحقيق هذا، والتعهد بعدم التراجع عن هاذين الهدفين، لكنه انخراط فعلي في التدريبات المختلفة التي ستجلب لنا تلك الحالة والانخراط الفعلي في مساعدة الآخرين. يتضمن هذا تدريب أنفسنا على المواقف الداخلية الستة التي ستحملنا بعيدًا -الكرم، الالتزام الأخلاقي، الصبر، المثابرة المبتهجة، الثبات الذهني والوعي التمييزي- وأيضًا نتدرب على الأربعة طرق لجذب الآخرين تحت تأثيرنا الإيجابي -أن نكون كرماء، نتحدث بلطف، نقدّم التشجيع فيما يخص نقاط الدارما، نقدم أنفسنا كمثال عبر التصرف وفقًا لتلك النقاط.
ليس هذا فقط، لكن من الضروري أن ندرب أنفسنا على الأنواع الثلاثة للالتزام الأخلاقي. الأول هو الالتزام الذاتي الأخلاقي للعمل على نفع الآخرين. نحاول كل ما يمكننا القيام به من أجل مساعدة الآخرين. التالي هو الالتزام الذاتي الأخلاقي والذي نمتنع فيه عن الأفعال الخاطئة. هذا هو التزام المحافظة على العهود المختلفة التي قد نأخذها. الثالث هو الالتزام الذاتي الأخلاقي والذي به نحاول تدريب أنفسنا على القيام بكل شيء إيجابي وبنَّاء يمكن القيام به، مثل الدراسة والتأمل. تلك هي الثلاثة أنواع من الالتزام الذاتي الأخلاقي.
عندما نتفحص دلالات الرموز المكونة للكلمة التبتية بوديساتفا، تشينغ تشوب سِم با -تعني حرفيًا "كائن ذو ذهن نقي وكامل النمو"- كلٌ من المقاطع الثلاثة تشير إلى أحد أنواع الالتزام الذاتي الأخلاقي. "النقاء" تشير إلى المحافظة على الالتزام الذاتي الأخلاقي بالامتناع عن كل الأفعال الخاطئة. "النمو" تشير إلى الالتزام الأخلاقي بالقيام بكل شيء بنَّاء؛ بينما "ذو الذهن" تشير إلى الالتزام الذاتي الأخلاقي بمساعدة الآخرين. بهذه الطريقة، يمكن فهم الثلاثة من مقاطع الكلمة التبتية بوديتساتفا.
عندما ننمي حقًا القلب المكرس المنخرط بالبوديتشيتا، يتضمن هذا أخذ عهود الامتناع الخاصة بالكائنات المكرسة -عهود البوديتساتفا. هناك ثمانية عشر عهدًا جذريًا لتجنب ثمانية عشر فعلًا يشكل خرقًا جذريًا للعهود، وستة وأربعون عهدًا ثانويًا لتجنب ستة وأربعون خطأ سلوكيًا. تقسم الست وأربعون عهدًا وفقًا للخطوط الإرشادية للتدرب على المواقف الداخلية الستة التي ستحملنا بعيدًا. موضوع عهود الامتناعات تلك تم مناقشته في فصل الالتزام الأخلاقي بنص أسانغا "مراحل ذهن البوديساتفات". هذا شيء يمكنكم دراسته مع معلميكم، الغيشيهات المتعلمون المقيمون هنا؛ هذا موضوع كبير يصعب عليّ الخوض في تفاصيله في هذه الزيارة.
باختصار، ليس من الكافي مجرد تنمية قلب البوديتشيتا المكرس الطموح، والذي فقط نطمح به أن نكون قادرين على مساعدة الجميع والوصول للاستنارة. نحتاج أيضًا أن ننخرط في التدرب الذي سيمكننا من الوصول لهذه الأهداف. طريقة القيام بهذا هو أن نكرس أنفسنا لبناء أنواع الالتزام الأخلاقي الثلاثة كعادات، خاصة، المواقف الداخلية الستة التي ستحملنا بعيدًا. هذا شيء من المهم جدًا القيام به.
المواقف الداخلية الستة التي ستحملنا بعيدًا، والتي من الضروري أن ندرب أنفسنا عليها، هي، مرة أخرى، الكرم الذي سيحملنا بعيدًا، الالتزام الذاتي الأخلاقي، الصبر، المثابرة المبتهجة أو الحماسة الإيجابية، الثبات الذهني أو التركيز، والوعي التمييزي أو الحكمة. من الضروري بشكل خاص أن ندرب أنفسنا على الاثنين الأخيرين، الثبات الذهني والوعي التمييزي. يتم هذا عبر محاولة تنمية حالة السكون والثبات الذهني (شاماتا، السكون الذهني، الهدوء الدائم) وحالة البصيرة الذهنية الاستثنائية (فيباشيانا، البصيرة الخاصة) والتي نرى ونفهم بها بوضوح أنه ليس هناك هوية حقيقية لأي شيء. خاصة، نحاول تنمية مسار الذهن الذي يجمع بين الاثنين -ذهن مُوجّه نحو الخلو والمتمتع بكلٍّ من السكون والثبات وأيضًا البصيرة الاستثنائية. هذا ما يناقشه النص هنا في البيت التالي:
(9) اَطلب الإلهام لأنمي سريعًا باستمراريتي الذهنية المسار [الذهني] الذي يجمع الثنائي: الذهن الساكن الهادئ والذهن استثنائي البصيرة، عبر تهدئة الشرود الذهني تجاه محال التشتت والتمييز الصائب للمعنى الصحيح (للخلو).
السكون والثبات الذهني للشاماتا
لتنمية حالة سكون وثبات الشاماتا، نحتاج لأن ندرب أنفسنا عبر المراحل التسعة لتهدئة الذهن. للقيام بهذا نحتاج لأن نعتمد على الستة قِوى والأربعة أنواع من الانتباه وما شابه. تلك هي النقاط المختلفة والتفاصيل التي نحتاج لدراستها.
من أجل أن نكون قادرين حقًا على مساعدة الآخرين بأفضل طريقة ممكنة، من الضروري أن تكون لدينا بصيرة استثنائية. ما أن ننمي الأنواع المختلفة من البصائر الاستثنائية، سنكون قادرين حقًا على مساعدة الآخرين بأكثر الطرق فاعلية. من أجل تنمية الأنواع المختلفة من البصائر الاستثنائية، نحتاج لتحقيق حالة السكون والثبات الذهني؛ تأتي من تلك التحققات الرائعة. لتنمية حالة السكون والثبات نحتاج لجمع الشروط والظروف الأكثر فاعلية لتنميتها. ما أن نجمع كل تلك الظروف، يمكن حقًا تحقيق تلك الحالة خلال ستة أشهر.
ليس من الكافي أن تكون لدينا مجرد حالة السكون والثبات الذهني والبصيرة الاستثنائية. هذا لأن تلك الحالة الذهنية يمكن توجيهها على أي شيء. ما نحتاجه هو أن ننمي حالة ذهنية يندمج فيها هاذان الاثنان اللذان يركزان على الفهم الصحيح للخلو. بهذه الحالة الذهنية يكون لدينا الوعي التمييزي بحقيقة أنه ليس هناك هويات حقيقية -بعبارة أخرى، الفهم الصحيح للخلو، الغياب التام للطرق المستحيلة للوجود.
اِنعدام الهويات الحقيقية
كل شيء يفتقد الهوية الحقيقية. يشمل هذا الأشخاص والظواهر. ولهذا هناك عرضان أحدهما هو انعدام الهوية الحقيقية للأشخاص وانعدام الهوية الحقيقية للظواهر في العموم.
يكون لدينا في العادة نوعية التشبث بالهويات الحقيقية التي تنشأ تلقائيًا. يتضمن هذا سوء فهم للواقع. بشكل أكثر تحديدًا، هو سوء فهم للظواهر بأنها موجودة وهي غير موجودة قط. بالتالي، من المهم للغاية تعريف محل سوء الفهم -ما الذي يُساء فهمه، ما الصورة الذي يُخَيَّل وجودها- وإدراك هذا بشكل صحيح كمحلٍ للدحض. مثل هذا المَحَل المستحيل لا وجود له على الإطلاق.
هناك نوعان من المَحال ظاهران للذهن الذي يتشبث بالهوية الحقيقية الخاصة بـ"الذات" أو "أنا"، ومن الضروري التفريق بينهما بشكل واضح. هناك المَحل الذي يتوجه له الوعي والمحل الذي يظهر لهذا الوعي. المحل الذي يتوجه له الوعي هو "أنا" الموجودة حقًا -الـ"أنا" الشائعة وتجمعات عناصر الخبرة الخمسة والتي نُعنون على أساسها "أنا". على الرغم من هذا، ما يظهر، هو مظهر الهوية الحقيقية لهذه الـ"أنا". ما يظهر، في الحقيقة، غير موجود على الإطلاق. هذا ما نقوم بدحضه -الهوية الحقيقية للـ"الذات" أو الـ"أنا".
على الرغم من أن عناصر تجمعات الخبرة المختلفة لا توجد قائمة بذاتها، إلا أننا مع ذلك نتشبث بها كأنها ذات وجود قائم بذاته. على سبيل المثال، إذا كنا نمشي وحدنا على الطريق وأخذت الدنيا تظلم وهناك حبل على الأرض، قد يظهر لنا كأنه ثعبان. بينما في الحقيقة ليس هناك ثعبان. ليس ثعبان، مع ذلك يظهر كثعبان. على أساس من هذا المظهر، ننمي خوفًا عظيمًا. من جانب قطعة الحبل، ليس هناك ثعبان -الحبل لا يوجد كثعبان. لذا المظهر الزائف أو سوء الفهم بأن هناك في الحقيقة ثعبان حاضر هناك هو ما ندحضه. بذات الطريقة، عندما نتخيل أن هناك "أنا" ذات هوية حقيقية موجودة وأنها مثبتة من جانب عناصر تجمعات الخبرة المختلفة -هذه الـ"أنا" هي بالمِثل محلٌ للدحض.
عندما نرغب في اختزال عناصر تجمع الخبرة نختصرها في الجسد والذهن. قد نتخيل، على سبيل المثال، أن جسدنا هو "أنا"؛ جسدنا هو "ذاتنا". لكن، إذا كان جسدي هو "أنا"، عندما يتوقف جسدي عن الوجود، فإن الـ"أنا" ستتوقف بالمثل عن الوجود. يتبع هذا أنه "أنا" لن تتخذ إعادة ميلاد؛ لن يكون هناك "أنا" يُعاد ميلادها بعوالم الديفا والبشر أو ما شابه. كل هذا لا لن يتَّسق منطقيًا مع تلك المقدمة.
لكن، بدلًا من هذا، إذا كانت الـ"أنا" هي الذهن، فعندما نجلس ونسير ونقوم بالأشياء المختلفة، لا يمكننا أن نقول، "الذهن يأكل ويسير". سيكون من السخيف أن تكون "أنا" هي الذهن. علاوة على هذا، لأننا خبرة "ذهني"، فهذا يشير إلى أن "أنا" و"الذهن" مختلفين. لا يمكنهما أن يكونا ذات الشيء، فقط مثل قول "ملابسي"، فهذا يشير إلى أن هناك شيئان، "أنا" و"الملابس".
إذا كانت "أنا" هي الجسد والذهن، لكانت الـ"أنا" عندها شيئان. إذا كانت "أنا" مجموعة الجسد والذهن سويًا، ستظهر مشكلة أخرى. تجمُع الجسد والذهن هو مجرد أساس لعنونة "أنا"، بينما "أنا" ذاتها هي مجرد كلمة أو عنوان "أنا" تُستخدم للإشارة عند وضع عنونة على أساس العنونة هذه. إذا ما تشير إليه العنونة -أي، الـ"أنا" الموجودة حقًا- وأساس عنونة "أنا" هما ذات الشيء، فسيكون لهذا العديد من التبعات غير المنطقية. ما يشير إليه عنوان "أنا" لا يمكنه أن يكون ذات أساس تلك العنونة.
عند القيام بالتحليل بتلك الطريقة قد نستنتج، "أنا غير موجود على الإطلاق" ونصاب بالهلع. لكن قول، "أنا لست موجودًا على الإطلاق" بالمثل غير صحيح. هذا لأن المحل الحقيقي الذي يتوجه له الوعي عندما نفكر في أنفسنا -الـ"أنا" في "أنا أمشي" و"أنا آكل" بالتأكيد لها وجود، ليس هناك شك في هذا. الأمر يتعلق بكيف توجد الـ"أنا" هذه؟ فقط على أساس من تجمع الجسد والذهن يمكننا التحدث عن "أنا". الـ"أنا" هي مجرد كلمة أو عنوان "أنا" نشير به عندما نعنون تلك الكلمة على أساس عنونتِها: أي، الجسد والذهن اللذان يعملان سويا.
من الضروري بناء تلك الرؤية كعادة إيجابية للذهن، رؤية كل من الحقيقة الشائعة عن الأشياء (الحقيقة السطحية التي تحجب شيئًا أعمق)، وأيضًا الحقيقة الأعمق التي يتم التأكيد على إنها (الحقيقة النهائية) والتأمل عليها. نحتاج لرؤية أن تلك الحقيقتان بشأن كل شيء -الشائعة والأعمق- لا تتناقضان أو تنفيان بعضهما البعض. بالمثل، نحتاج لأن نفهم رؤية الطريق الأوسط الذي يتجنب تطرفي العدمية والإطلاق. بعبارة أخرى، نحتاج لاكتساب الفهم الصحيح للخلو. هذا ما يشير إليه الشطر الأخير من البيت، "التمييز الصائب للمعنى الصحيح (للخلو)".
هذه هي التدريبات على الموقفين الداخليين الأخيرين اللذين سيحملانا بعيدًا: الثبات الذهني والوعي التمييزي. من المهم تنميتهما جميعًا. هذا الموضوع، تحديدًا، الفهم الصحيح للخلو، يُناقش بعمق في الفصل الخاص بالحالة الذهنية استثنائية البصيرة في نص "لام ريم تشينمو" لتسونغكابا. ستجدون به شرحًا مكثفًا بقسم ذو عنوان منفصل، العرض المُطول للحالة الذهنية استثنائية البصيرة. في الحقيقة، إذا درسنا الأربعة نصوص التالية لتسونغكابا سيكون لدينا فهمًا واضحًا للغاية للرؤية الصحيحة للواقع:
- العرض المُطول للحالة الذهنية استثنائية البصيرة
- الشرح العظيم لنص (ناغرجونا) "الأبيات الرئيسية عن الطريق الأوسط، المُسمّى) 'الوعي التمييزي'"
- توضيح مقصد (شاندراكيرتي "المُكمّل لنص [ناغرجونا 'الأبيات الرئيسية عن الطريق الأوسط'")
- جوهر الشرح المتميز للمعاني التأويلية والقطعية
بدارسة تلك النصوص الأربع، يمكننا اكتساب فهمًا للواقع خالٍ من أي ارتباك.
الدخول للتانترا
من الضروري أن ندرب أنفسنا على تنمية مسارات الذهن المشتركة مع شخص ذو دافع النطاق الأولي والأوسط، ثم ننمي أيضًا مسارات الذهن والتي هي النقاط الرئيسية هنا. هذه هي مسارات الذهن الخاصة بشخص بالنطاق المتقدم -أي، تكريس القلب والفهم الصحيح للخلو، ثم مزجهما كزوجين. على الرغم من أن أفضل شيء يمكن القيام به، بالطبع، هو أن ننمي فعليًا المسارات المختلفة باستمراريتنا الذهنية، لكن حتى إذا لم نتمكن من هذا، نحتاج على الأقل اكتساب فهم عام عما تشمله تلك المسارات.
ما أن نحقق هذا، لدينا نوعية الذهن المُعِد جيدًا للدخول لتدرب التانترا، الوسائل الخفية لحماية الذهن. المدخل هو عبر تلقي التعزيز من معلم روحاني مؤهل بالكامل. بدون التعزيز ليس هناك طريقة للدخول إلى تدريبات الذهن هذه. ذُكر هذا في البيت التالي:
(10) عندما أدرب نفسي عبر تلك المسارات المشتركة وأصبح إناءً، اَطلب الإلهام لأركب بسهولة الناقلة الماسية القوية، الأسمى من كل الناقلات، ممر العبور السري لكل المحظوظين.
المحافظة على عهود التانترا
ما أن يتم إعدادنا بالحالة الذهنية التمهيدية الصحيحة وندخل مسار التانترا عبر تلقي التعزيز الملائم من معلم روحاني مؤهل بالكامل، يُقال لنا في التعزيز أن الشيء الأهم هو التمسك بعهود التانترا -عهود الامتناع الخاصة بتلك الإجراءات الخفية. يشتمل هذا على أربعة عشر عهدًا جذريًا لتجنب أربعة عشر مخالفة جذرية وثمانية عهود ثانوية لتجنب ثمانية أفعال غبية.
ما لم نتمسك بتلك العهود وتدريبات خلق الرابط الوثيق ونحافظ عليها بنقاء، فسيكون من المُحال أن نصل لنوعي التحققات الفعلية عبر تدريبات التانترا الخفية. هناك ثمانية تحققات فعلية شائعة والتحققات السامية للاستنارة. لذا، لتحقيق تلك التحققات، من الضروري للغاية المحافظة على كل عهود الامتناع وتدريبات خلق الصِّلة الوثيقة.
تمّ شرح هذا في البيت التالي:
(11) عندها، ما أن وجدت الثقة التلقائية فيما قِيل، أن أساس إدراك نوعي التحققات الفعلية هو المحافظة بنقاء على تدريبات خلق الصلة الوثيقة وعهود الامتناع، اَطلب الإلهام كي أحافظ عليهما ولو كان الثمن حياتي.
مرحلتَيْ تدرب التانترا
كلٌ من الدرجات الأربعة لتدريبات التانترا تمثيلات جوانب شخصية بوذا تحتوي على مرحلتين. الثلاث درجات الأقل بها مرحلة التدرب بالبصيرة وبدون البصيرة. الدرجة الأسمى، أنوتّارايوغا، بها مرحلة التوليد ومرحلة الإكمال. بكل درجة في التانترا، من المهم التقدم عبر المرحلتين، بترتيبهما الصحيح، متبعين في ذلك الإجراءات الصحيحة الخاصة بهذه الدرجة من التدرب، من أجل تحقيق النتيجة. يُشار إلى هذا هنا في البيت التالي:
(12) ثم الفهم الصحيح للنقاط الرئيسية للمرحلتين هما جوهر درجات التانترا، اَطلب الإلهام، لأحققهما بما يتوافق مع الحديث المستنير، وألا أَحيد عن سلوك جلسات اليوغا (اليومية) الأربعة.
الطلب الأخير والتكريس
ثم، نطلب الإلهام ونهب ترديدات أن كل المعلمين الروحانيين الذين أشاروا لكل مسارات الذهن المتميزة هذه، وبالمثل أصدقاء الدارما الذين ساعدونا بتدربهم، أن تبقى أقدامهم ثابتة طيلة حياتهم المديدة. بالمثل، نكرر ترديدات بناء الإلهام أن تسكن الأنواع المختلفة من المعيقات الخارجية والداخلية. المعيقات الخارجية تأتي من المرض والأصدقاء المُضلِّلين، بينما الداخلية مصدرها المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة المختلفة. يشير البيت التالي إلى هذا:
(13) اَطلب الإلهام لأن تبقى أقدام المعلمين الذين يشيرون للمسارات المتميزة مثل هذه وأصدقاء التدرب الملائم ثابتة، ولأن تسكن جميع المُعيقات الخارجية والداخلية.
ينتهي النص بالتكريس. نُكرس كل الإمكانات الإيجابية التي تم بناؤها عبر هذا التدرب، حتى لا ننفصل أبدًا بجميع حيواتنا عن المعلم الروحاني النقي المثالي. ونكرسه أيضًا لنكون قادرين على الاستفادة بشكل صحيح في جميع الأحوال من الإجراءات والتدريبات الروحانية، لنكتسب كل الخصال الجيدة للمستويات المختلفة للذهن، ونحقق سريعًا حالة استنارة فاجرادارا، الحامل لكل شيء بقوة الماس -الهيئة التي يظهر بها بوذا في التانترا. نص البيت التالي هو:
(14) ليتني لا اَفترق أبدًا في كل حيواتي عن المعلمين المثاليين؛ ليتني اَستخدم الدارما المثالية بأفضل شكل في كل المواقف؛ وعبر التحقيق الكامل لكل الخصال الجيدة للمراحل والمسارات، ليتني سريعًا أحقق حالة فاجرادارا السامية.
اِقرأ النص الأصلي "أساس كل الخصال الجيدة" لتسونغكابا.