تهدئة الأفكار

07:47
الأفكار النظرية شيء ضروري، فبدونها لن نكون قادرين على التفرقة بين الأشياء الموجودة في المتجر هل هي تفاح أم خوخ، ولن نكون قادرين على فهم جملة من نوع "من فضلك أعطيني تذكرتين للحفلة". بينما هناك حاجة للأفكار النظرية في الحياة اليومية، إلا أنها في بعض الأوقات تكون عقبة. على سبيل المثال، للتركيز في التأمل، نحتاج إلى تهدئة جميع الثرثرة الذهنية وتصوراتنا المُسبقة لما نختبره.

تهدئة الذهن

للوصول إلى التركيز نحتاج إلى تهدئة الذهن، كما وصفتها بعض إرشادات التأمل، أي نصل إلى حالة ذهنية فطرية أكثر، لتوضيح الأمر، نحن لا نهدف إلى جعل الذهن خاوي تمامًا، ذهن أشبه بالزومبي، أو مثلما يحدث حينما يُوقَف تشغيل الراديو، فإذا كان هذا هو المقصد فمن الأفضل الذهاب إلى النوم! الغاية هي تهدئة الحالات الذهنية المزعجة. فبعض المشاعر تكون في غاية الإزعاج للذهن، مثل أن نكون عصبيين، قلقين، أو خائفين، هدفنا هو تهدئة الذهن من كل تلك المشاعر.

وعندما نحاول تهدئة أذهاننا، فنحن نريد تحقيق حالة ذهنية أكثر صفاءً وتنبه، حالة نتمكن من خلالها توليد بعض الحب والتفهم، أو حالة نتمكن عن طريقها من التعبير عن بعض من الدفء الإنساني الفطري الذي نتحلى به جميعًا. وهذا يتطلب استرخاءً عميق، ليس استرخاء العضلات البدنية فقط، بل استرخاء لكل الضغوط الذهنية والشعورية، التي قد تحول دون الإحساس بأي شيء، وخاصة الدفء الفطري ونقاء الذهن أو حتى أي شيء آخر.

يُسيء البعض فهم التأمل على إنه التوقف عن التفكير، بدلاً من كونه توقف كل أنواع التفكير الدخيلة أو غير الضرورية، مثل الفكر المُشتِّت حول المستقبل (ما الذي سأتناوله على العشاء؟)، أو التفكير السلبي (لقد كنت شخصا سيئًا معي بالأمس، أنت شخص كريه!). وكل هذه الأنواع من التفكير تندرج تحت فئة الأفكار المزعجة أو المُشتتة.

أن يكون لدينا ذهنًا هادئًا فهذه مجرد وسيلة، وليست الغاية النهائية، إلا أنه إذا تحلينا بذهن يتمتع بمزيد من الهدوء، أو الصفاء، أو التفتح، يمكننا استخدامه على نحو بنَّاء؛ فبإمكاننا استخدامه في حياتنا اليومية، وكذا يمكننا استخدامه أثناء التأمل في محاولة للحصول على فهم أفضل لحياتنا. وإذا تحلينا بذهن يخلو من مشاعر مزعجة، أو أفكار دخيلة، فسنتمكن من التفكير بمزيد من الصفاء نحو موضوعات أكثر أهمية مثل: "ما الذي يحدث في هذه العلاقة المهمة؟ وهل هي صحية أم لا؟ فبإمكاننا أن نقوم بالتحليل – وهذا يسمى التحري؛ فمن أجل فهم هذه الأنواع من التحري بطريقة مُنتجة، نحتاج إلى الصفاء. نحتاج إلى ذهن هادئ وصافي، والتأمل أداة تُمَّكِنُنا من تحقيق تلك الحالة الذهنية.

فيديو: دكتور آلان والاس — "التأمل للأشخاص كثيري المشاغل"
لتشغيل الترجمة، رجاءً أضغط على علامة "CC" أو "الترجمة والشرح" بالركن السفلي على يمين شاشة عرض الفيديو. لتغير لغة الترجمة،  يُرجى  الضغط على علامة "Settings" أو "إعدادات"، ثم أضغط على علامة "Subtitles" أو "ترجمة"، واختار لغتك المفضل
Top