تصف المصادر التاريخية الإسلامية الدينية الأحداثَ – وكأن خوتان قادت ما يُشبه الجهادَ البوذي – على أنها حرب مقدسة ضد مسلمي كاشغار؛ للدفاع عن ممارسة العقيدة البوذية النقية هناك. لكن القراخانيين، الذين كانوا يواجهون الاضطهاد البوذي للإسلام، ردُّوا بشكلٍ مبرر من خلال جهادهم الخاص ضد خوتان. إلا أن هذا التفسير ليس ذا بُعدٍ واحدٍ في كونه يتغاضى عن أي عوامل أو أحداث دافعة غير دينية فحسب، بل إنه يبدو وكأنه يُقحِم اعتبارات تتعلق بالحضارة الإسلامية في الحضارة البوذية التي لا تتصل بها.
إنَّ النص البوذي المقدس الوحيد الذي يذكر الحرب الدينية هو الكلاتشاكرا تانترا ، ففي رؤيته الألفية للمستقبل يتنبأ هذا النص بمعركةٍ نهائية في القرن الخامس والعشرين بعد الميلاد، عندما ستحاول القوات غير الهندية القضاء على كل مظاهر الممارسة الروحية، وسيصنع الانتصار عليهم عصرًا ذهبيًّا جديدًا للبوذية بشكلٍ خاص. وهناك تفسير آخر للنص يقول: إن النبوءة عبارة عن دعوة للصراع الروحي الفردي داخل كل شخص، ضد قوات الظلام والجهل الداخلية، ولم تُعتبَر أبدًا دعوة إلى معركةٍ خارجية كلما تعرض المجتمع البوذي إلى التهديد.
حتى لو فسَّر أحدهم الكلاتشاكرا تانترا على هذا النحو، فإن القوات غير الهندية التي يقودها المهدي لم تُشر إلى المسلمين بشكلٍ عام، رغم أن الوصف النصي لتقاليد هذه القوات يُشير إلى جذور إسلامية مثل الذبح الحلال للماشية والختان، إلا أن قائمة أنبيائهم تشمل ثمانية معلمين؛ سبعةٌ منهم يشكلون القائمة الشيعية الإسماعيلية الاعتيادية، والشخص الإضافي هو ماني. وهذا يُشير إلى وجود صلة بأتباع المذهب الشيعي الإسماعيلي من المانويين والشيعة المانويين. وتؤكد الطوائف الشيعية الأخرى والسنية كذلك على قائمة من خمسةٍ وعشرين نبيًّا، ولا تشمل قائمتهم المهدي الذي تشمله القائمة الإسماعيلية.
وقد كٌتبت هذه المصادر التاريخية من وجهة نظر بحثية غربية، وكذلك بعض النقاط الأخرى في الكلاتشاكرا تانترا غالبًا في منطقة كابول في شرق أفغانستان، وفي أوديانا خلال النصف الثاني من القرن العاشر. في البداية كانت كِلتا المنطقتين تخضعان لحُكم شاهية الهندو، وبعدها في عام ٩٧٦ م استولى الغزنويون على كابول، وقد أشير إلى ضم منطقة كابول بصفتها مصدرًا لمادة الكلاتشاكرا، وذلك من خلال حقيقة أن الكون الرمزي (ماندالا) الموصوف في الكلاتشاكرا تانترا يتردد صداه في الصوَر الملكية الساسانية التي عُثِر عليها في جدارية أحد معابد دير سوباهار، الذي أعيد بناؤه في كابول بعد انتصار شاهية الهندو على الصفاريين عام ٨٧٩ م، إن لدى ثلاثتها دائرة تمثيلات للكواكب، وعلامات دائرة الأبراج تُحيط برمزٍ ملكي في الوسط، يُعتبَر كما في القصر الساساني في تاقديس، "ملكَ المكان والزمان"، تعني الـ"كلاتشاكرا" حَرفيًّا، "دائرة الزمن"؛ حيث تُفسَّر "الدائرة" أحيانًا على أنها فُسحة الكوْن.
وفي عام ٩٦٨ م تحوَّلت المملكة الإسماعيلية في ملتان (شمال السند) إلى دولة تابعة للإمبراطورية الفاطمية الإسماعيلية (٩١٠ – ١١٧١ م)، التي أُسِّست في إفريقيا الشمالية. وفي عام ٩٦٩ م احتل الفاطميون مِصر، ثم وسعوا إمبراطوريتهم بعد فترةٍ وجيزة – مع عاصمتهم الجديدة قرب القاهرة – وصولاً إلى غرب إيران. وقد هدَّدَ الفاطميون الإسماعيليون المخلصون بالاستيلاء على العالم الإسلامي قبل المعركة الفاصلة النهائية ونهاية العالَم المُرتقَبة في بداية القرن الثاني عشر، أي بعد خمس مئة سنة من وفاة النبي. أما الموجودون تحت الحكم العباسي – بما في ذلك منطقة كابول التي كانت تخضع لحُكم الغزنويين – فقد خافوا أن يغزوهم الفاطميون وحلفاؤهم.
هرب المانويون والشيعة المانويون والمانويون الذين اعتنقوا المذهب الشيعي الإسماعيلي من الإمبراطورية العباسية، وذلك بعد وصمهم بالزندقة، واتهامهم بأنهم تهديد للحُكم العباسي. ومن المعقول الافتراض أن الكثير منهم طلبوا حق اللجوء السياسي في ملتان. وبما أن التحول إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي يسمح بوجود توفيقات أولية بين المعتقدات فقد سُمِحَ لهؤلاء الذين تحولوا إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي بإضافة ماني إلى قائمة الأنبياء الإسماعيلية. وهكذا كان تحذير الكلاتشاكرا غالبًا يُشير إلى الإسماعيليين في ملتان الذين وُصِموا بالزندقة، بل حتى اتهامهم بأنهم تهديد أكبر من ضم العناصر المانوية بين معتقداتهم. ولا شك أن الباحثين البوذيين الأفغان قد قابلوا الشيعة المانويين من البلاط العباسي أثناء العمل في بغداد في أواخر القرن الثامن. وربما خلطَ البوذيون بين الإسماعيليين وبين معتنقي الشيعية المانوية بوصفه موروثًا في ذلك الوقت.
على أية حال تصور الكلاتشاكرا تانترا الغزاة بأنهم أعداء كل الممارسات الروحية، بما في ذلك الممارسات الخالصة للإسلام، بالإضافة إلى البوذية والهندوسية؛ حيث يدعو النص أتباع جميع الديانات إلى نبذ خلافاتهم، وتشكيل جبهة موحدة ضد هذا التهديد. وفي ظل حُكم شاهية الهندو كان وادي كابول يضم مجموعة سكانية مختلطة من البوذيين والهندوس والمسلمين من السُّنَّة والشيعة.
حتى لو اعتبر أحدهم أن الكلاتشاكرا تانترا تدعو إلى معركة خارجية ضد جميع المسلمين، وليس ضد عناصرها المخلصة المتعصبة فحسب، سيكون من المتأخر جدًّا تأكيد أن الخوتانيين قد تأثروا بتعاليمها ليعلنوا جهادًا بوذيًّا ضد القراخانيين في كاشغار. وتُشير أولى المراجع إلى حضور تعاليم الكلاتشاكرا في المحطات الواقعة في شبه القارة الهندية إلى كشمير في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر. وقد انتقد البانديت الكشميري أبينافاغوبتا – وهو أحد النقاد الهندوس – نظامَ تأمل الملاتشاكرا في الفصل السادس عشر من نص التانترا الشافيتية الكشميرية، في نصه "إنارة التانترات". وكما ذكر بعض الباحثين فإن أبينافاغوبتا قد كتب نصه بين عاميْ ٩٩٠ و ١٠١٤ م، وتوفي عام ١٠٢٥ م. إلا أنه لا توجد إشارة إلى أن نظام الكلاتشاكرا الكامل – بما فيه من التعاليم حول الغزو – كان موجودًا في كشمير في ذلك الوقت، أو قبل ذلك في عام ٩٧١ م عندما أرسلت خوتان قوات عسكرية لدعم التمرد الكاشغاري. حتى لو كان هذا الجانب من تعاليم الكلاتشاكرا حاضرًا في كشمير في ذلك الوقت، فليست هناك إشارة إلى أن الكلاتشاكرا تانترا قد وصلت أساسًا إلى خوتان، بصرف النظر عن القرب الجغرافي بين كشمير وخوتان، والتبادل الحضاري والاقتصادي الكبير بينهما.
لذلك، إذا كانت البوذية تفتقر إلى أي تقليدٍ، أو عادةٍ تتعلق بحروبٍ مقدسةٍ بالمفهوم الإسلامي، فمن المرجح أن تكون خوتان قد استغلت التمرد الكاشغاري بوصفه حدثًا مناسبًا لإطلاق هجوم للإطاحة بالقراخانيين. فكان ذلك من أجل تأمين جوٍّ سياسي مستقر للتجارة الاقتصادية على طول القطاع الغربي من طريق الحرير. وبما أن الخوتانيين لم يواجهوا مشاكل مع السوق الإسلامية بالنسبة لبضائعهم في تركستان الغربية فمن غير المرجح أنهم شعروا بتهديدٍ ديني من قِبَل ستوق بغراخان الذي أعلن الإسلام دينًا رسميًّا لكاشغار.