إعادة التأكيد على دافعنا ومراجعة
أنظروا لجميع من حولكم، قريبين كانوا أم بعيدين، أغنياء أو فقراء، جميعنا متساوون في رغبتنا في تحقيق السعادة والتخلص من المعاناة. الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك هو بالتدرب على الدارما. لدينا أجسادًا بشرية معززًة بالكامل، قابلنا التعاليم الكاملة للالتزام الذاتي الأخلاقي، الماهايانا، والتانترا، وبالمثل المعلمين المؤهلين بشكل جيد. لذا، نحتاج لأن نولد بداخلنا كامل دافع الماهايانا بإزالة جميع المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة، تحقيق كل الخصال الجيدة وأن نصل للاستنارة.
النقطة الأساسية أن ننمي قلبًا طيبًا دافئًا. هذا هو مصدر كل السعادة لأنفسنا وللآخرين، بكل من نوعيها الظاهري والمطلق. فهذا هو جذر عزم البوديتشيتا، والذي سيجلبنا للاستنارة وبالتالي القدرة على جلب السعادة للجميع. لذا، بقدر ما نستطيع، نحتاج لأن ننمي قلبًا طيبًا.
لا تكتفوا فقط بترديد كلمات مثل "ليتني أنمي قلبًا دافئًا." ما نحتاج أن نقوم به هو أن نتدرب حقًا على مراحل تحقيق هذا. نحتاج لأن نعرف الأداة ومن ثم نضعها موضع التدرب. كامل تعاليم الدارما موجودة في المائة مجلد من "كانغيور" (كلمات بوذا) والمائتي مجلد من "تينغيور" (شروح المعلمين الهنود). المعلم الرئيسي الذي جلب كامل اللام-ريم المسار المتدرج لتدريب الذهن وتنقية مواقفنا الداخلية للتبت هو آتيشا. في كتابه "مصباح لمسار الاستنارة" هو المصدر الأساسي لهذا النص، تدريبات البوديساتفا السبع وثلاثون . وحيث أن هذا النص يعتبر قصير ويسهل فهمه، علينا أن نحفظه ونردده دائمًا، التفكير في معانيه، ووضعه موضع التدريب.
الآن استمعوا لبقية تعاليم هذا النص. أولًا، نحتاج لأن ندرك لأي درجة جسدنا البشري ثمين والتفكير في كيفية الاستفادة من الراحات والمُغنيات التي يوفرها هذا الجسد. وحيث إنه من المؤكد أننا سنموت وسنفقدهم يومًا ما، نحتاج لأن نهجر هوسنا بهذه الحياة وفي النهاية نهجر هوسنا بالحيوات المستقبلية كذلك.
لنقوم بهذا علينا في البداية أن نفكر في الموت وعدم الدوام، وأنه عند موتنا من الممكن أن نولد في أحد حالات إعادة الميلاد الأسوأ. نحن لا يمكننا رؤية الكائنات العالقة بالعوالم التعيسة (الجحيم) أو الأشباح المتشبثة (الأشباح الجائعة)، لكننا نعرف عن الحيوانات ومعاناتهم. نرى كيف يتم إساءة معاملتهم، ضربهم، استغلالهم في الأعمال الشاقة، استخدامهم بوحشية في الاختبارات الطبية، يضحى بهم لأجل لحومهم، وخلافه. في البوذية، نحتاج لأن ننمي الطيبة تجاههم. في ديانات أخرى، يشعرون أن قتل حيوان لا يختلف كثيرًا عن قطع شجرة، أو قطف الخضروات. لكن في البوذية، هذا يختلف. نحن في الحقيقة ننظر إلى معاناة الحيوانات ونأخذها على محمل الجد، بالنظر إلى كيف يسهل جدًا إعادة ميلادنا على هيئة أحدهم.
بوذا كامل الاستنارة علَّم مسار كيفية تفادي إعادة الميلاد كحيوان. فقد علم مسار السبب والنتيجة السلوكي، ما الأفعال التي نتركها وما الأفعال التي نتبناها. نحتاج لأن نحاول التعلُم بقدر ما نستطيع من تعاليم بوذا المتقنة، لأنهم دون أي خطاء ويوفرون اتجاهًا آمنًا وسليمًا تمامًا في الحياة. كما ذكرنا بالأمس، بوذا، دارما والسانغا هم جواهر الاتجاه الآمن الثلاث في الحياة. فقط أولئك الثلاثة يوفرون ما لن يفشل أبدًا:أمانًا، حماية، وتوجهًا مستقرًا في الحياة. على الرغم من إنه ليس هناك حطأ في اللجوء للآلهة الدنيوية للمساعدة كأصدقاء، لكنه من غير الملائم أن نسعى للملجأ المطلق لديهم.
أنظروا للرهبان في الأديرة بتايلاند وبورما؛ هم جيدون للغاية. بمعابدهم، ينحنون للأرض احترامًا فقط لبوذا شاكياموني ولا أحد غيره. في المعابد التبتية، قد تكون لدينا صورًا لبوذا شاكياموني، لكن هناك أيضًا العديد من الحماة غريبي الشكل وما شابهم. في اليابان، هناك فقط صورة المعلم الأساسي وتقريبًا لا أحد ينحني للأرض أحترامًا لشاكياموني بوذا. بالطبع، في الحقيقة بوذا لا ينفصل عن المعلمين ويظهر بهيئات عديدة، لكن هذا أمر مختلف. الأمر هو أن من علينا أن نتوجه إليه في الأساس لأجل الإلهام والتأثير المستنير هو بوذا شكياموني. غالبًا ما ينتقدنا الآخرون ويقولون أننا التبتيين نسينا بوذا وفقط نقرع الطبول أمام صور الحماة. هناك خطرًا كبيرًا في هذا. لذا، كونوا حذرين. لكن، هذا كافي عن هذه النقطة.
فيما يتعلق بجوهرة السانغا، التدرب في تايلاند وبورما جيد للغاية. الرهبان يعاملون هناك باحترام كبير ويُدعمون من أفراد المجتمع ويعطونهم الصدقات. هذا جيد للغاية. عادة، يشعر الناس في الحقيقة أن هناك جوهرتين للاتجاه الآمن فقط : بوذا والدارما، وأن السانغا غير هامة. يفكرون أننا يمكننا أن نتجاهلهم. ليس هناك داعي لأن يصبح الجميع رهبان وراهبات، لكن نحتاج أن نتفحص موقفنا الذهني، وإذا وجدنا أن هذا يناسبنا، فأن نصبح رهبانًا أو راهبات سيكون أفضل. لكن، على الأقل لا تنتقد الرهبان والراهبات. نحتاج لأن نتفحص وننتقد أنفسنا فقط. السانغا غاية في الأهمية لضرب المثال الذي يرمز لتعاليم بوذا. نحتاج أن نكون حذرين للغاية للكارما الخاصة بما نقوله وما نقوم به.