مستويَيّ الدافع الأوسط والمتقدم

مراجعة

تحدثنا عن المراحل المتدرجة للمسار الروحاني، حيث نحاول في الأساس مد وتوسيع دافعنا بدءًا من النطاق الأصغر حتى يصل إلى حالته الكاملة. بهذه الطريقة، كل مرحلة تُبنى على المرحلة السابقة لها.

رأينا أيضًا أن هناك طريقتَين لعملية النمو. يمكننا اتباع نسخة الدارما لايت، والتي بها نركز على تحسين تلك الحياة وجعل حياتنا أفضل قليلًا. لمعظمنا، هذا ما نحتاج أن نبدأ به. مع ذلك، العرض التقليدي لا يضع باعتباره حتى هذا المستوى لأنه يَفتَرِض الاقتناع بإعادة الميلاد الذي ليس له بداية أو نهاية. الدارما الشاملة، مثل الكوكا كولا الحقيقية، تتحدث عن هذا النمو في سياق إعادة الميلاد.

رأينا أيضًا أن مستوى الدافع الأولي، كما في جميع مستويات الدافع الأخرى، به هدف، سببًا لتحقيق هذا الهدف ومشاعر تكمُن خلفه وتدفعنا لتحقيقه. بالمستوى الأولي، بالمرحلة الأولية، نسعى لتحسين حيواتنا المستقبلية، لنضمن استمرار حصولنا على إعادة الميلاد البشري الثمين حتى نستمر في تنمية أنفسنا لنصل للأهداف العظمى. نحن ندرك أنه يَصعُب تحقيق الأهداف النهائية فقط في هذه الحياة. تحقيق هذا الهدف النهائي يتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا. سبب محاولة الحصول على إعادة ميلاد أفضل واستمرار الحصول عليه هو للاستمرار في النمو بالمسار الروحاني.

هذا ما نخطط للقيام به بتحقيقنا لهدف الحصول على إعادة الميلاد البشري الثمين. نحن لا نتحدث عن الذهاب للجنة في حياتنا التالية وفقط الحصول على وقت طيب. بسياق هذا النطاق، المشاعر التي تدفعنا للسعي لإعادة ميلاد أفضل هي الخشية من حالات إعادة الميلاد الأسوأ. بحالات إعادة الميلاد الأسوأ تلك، لن تكون لدينا فرص العمل على أنفسنا والنمو. لكن، لدينا ثقة أن هناك طريقة لتجنب ذلك. ناقشنا هذا في سياق التوجه الآمن، أو الملجأ. هذا التوجه هو أننا بالأساس نحاول إلى أن نوقف بالكامل وللأبد كل محدودياتنا وجوانبنا السلبية المصاحبة لأنشطتنا الذهنية، خاصة فيما يتعلق بسلوكنا. بالإضافة لهذا، نحن نرغب في التصرف بطرق بناءة. نقوم بهذا في سياق تقدرينا للفرص التي لدينا مع هذا الميلاد البشري الثمين، وبفهم أننا بالتأكيد سنفقد هذا في وقت موتنا. الموت بالتأكيد قادم وليس لدينا أي فكرة عن وقت حدوثه.

Top