يُعَدُّدير توبتن دورجي-دراغ إيوام-تشوغار، والمعروف أيضًا بـ: دورجي-دراغ، الديرَ الرئيس الذي نقل تقليد نص كنز النيينغما الشمالي، ويقع هذا الدير في منطقة لوكا جنوبَ التبت المركزية، وهو أحد أديرة النيينغما الستة: ميندرول-لينغ ودورجي دراغ في وسطالتبت المركزية وجنوبها، وكاتوغ وباليول في كام (جنوب شرق التبت)، وشي تشن ودزوغتشين في الوسط.
وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي أسَّس نغاري بانتشين بيما وانغيال (١٤٨٧ – ١٥٤٢ م) دير إيوام-تشوغار، ثم زاد فيه ووسَّعهتناسخه البوذا الحي: جانغداغ تاشي-توبغيال وانغبودي (١٥٥٠ – ١٦٠٢ م)، واستقر فيه العديد من المعلمين المشهورين، وأصبح الدير مركزًا لدراسة وممارسة السوترا والتانترا، ومجالات المعرفة البوذية التقليدية؛ مثل الطب وعلم التنجيم، وكان النظام الرئيسالذي يُدرَّس هناك من "تانترا الماياغوهياغاربها" ("تانترا جوهر الوهمالمخفي").
واتَّضحفي وقت مبكر أن موقع الدير غير مناسب له، وفي ١٦٣٠ مفجاء ريغدزين نغاغ غي-وانغبو (١٥٨٠ - ١٦٣٩ م)، ويُعَدُّ حامل سلالة دورجي-دراغ الثالث،وهو ابن جانغداغ وانغبودي، وأعاد تأسيس الدير في موقعه الحالي؛ لأن الجبل الصخري وراء الدير يضم أَثَر قدم الغورو رينبوتشي بادماسامبافا، وتقاطع فاجرا المُشكَّل طبيعيًّا، وقد رأى الناس هذا الموقع الجديد مميزًا جدًّا، وسُمِّيَ الدير دورجي-دراغ، ويعنيحَرفيًّا: صخرة فاجرا،وذلك تكريمًا لهذا الأثر الميمون، أما الاسم الكامل للدير، وهو: توبتين دورجي دراغ إيوام-تشوغار، فهو مزيج من هذا الاسم والاسم الأصلي.
ثم عَيَّن الدالاي لاما الخامس:نغاوانغ-لوزانغ-غياتسو (١٦١٧ – ١٦٨٢ م) حاملَسلالة دورجي دراغ الرابع: ريغدزين- كونزانغ-بيما-ترينلي (١٦٤١ – ١٧١٨ م) كاهنًاللدير، وقد تمت توسعة الدير بصورة كبيرة بالتزامن مع رعاية الدالاي لاما الخامسدير ميندرول-لينغ، وقدمُنِح دير دورجي-دراغ مهمة تأدية طقوس محددة للحكومة التبتية، تلك الطقوس الذي ما زال ديره الذي أعيد تأسيسه في المنفى يواصل تأديتها.
وفي عام ١٧١٧ م دَمَّر جيش الدزونغار المنغوليين دير دورجي-دراغ، ثم بدأت عملية إعادة بنائه عام ١٧٢٠ م برعاية الدالاي لاما السابع: كالتزانغ-غياتسو (١٧٠٨ – ١٧٥٧ م). ووصل عدد الرهبان فيهعام ١٩٥٩ م حوالي ١٧٠ راهبًا، ثم دمَّرهالصينيون مرة ثانية،وفي عام ١٩٨٥ م بدأت عملية إعادة بنائه.
سلسلة تناسخات ريغدزين غوديم جي (١٣٣٧ – ١٤٠٨ م) سيحملون لقب:ريغدزين تشينبو، وحملة السلالة الكبار كانوا الرؤساء التقليديين لدير دورجي-دراغ، وكان ريغدزين غوديم جي واحدًا من المظهرين الأساسيين لنصوص الكنز الشمالي، ونجدتحت الريغدزين تشينبوات خطي الغيلساي تولكو رينبوتشي وتشوسانغ تولكو رينبوتشي، الذين يخدمون بوصفهم أوصياء على حامل العرش أثناء فترة طفولة الريغدزين تشينبو، أو بين تناسخاته، وريغدزين توبتين-جيغمي-نامغيال-غياتسو (ولد عام ١٩٣٦ م) هو حامل سلالة دورجي دراغ الحالي، وهو العاشر من هذا الخط، وما زال باقيًا في التبت.
الدالاي لاما الخامس كان المظهر الكبير لنصوص كنز النيينغما، وقد استُمِدَّت مجموعة الـ ٢٥ ممارسة إلهية من "السانغ وا غياتشين"("الذي يحمل ختم السرية") من رؤاه الصافية، وقد نقلها الدالاي لاما الخامس إلى حامل سلالة دورجي-دراغالرابع:ريغدزين-كونتسانغ-بيما-ترينلي. ثم أدخلها حامل سلالة دورجي-دراغ الخامس:ريغدزين-كيلزانغ-بيما-وانغتشوغبدوره إلى دير نيتشونغ لعراف نيتشونغ الرسمي. ونقلها الدالاي لاما الخامس أيضًا إلى ديره نامغيل، وقد حافظت الأديرة الثلاثة جميعها على ممارستها منذ ذلك الوقت.
وقد وافق الدالاي لاما الخامس على تقليد نص الكنز الشمالي من دورجي- دراغ، بما أن حاملي سلالته كانوا سليلي دم الملوك الدينيين العظماء للتبت، وكان الغورو رينبوتشيبادماسامبافا قد حذره من إنه في حال عدم تأييده ودعمه لهذه السلالة فسوف يُسبِّبُ ضررًا كبيرًا للتبت، لذلك يتَّبع دير نامغياللدالاي لامات، وديرَيْ نيتشونغ وغادونغلعرَّافي التبت الرسميين تقليد نص الكنز الشمالي لدورجي- دراغ.
يواصل الرهبان في دورجي-دراغدراسة وممارسة السوترا والتانترا والحقول البوذية التقليدية للمعرفة، وكان التأكيد بشكل خاصٍّ على ممارسة الأنظمة الإلهية التانترية المختلفة، ويجب على الرهبان أداء ممارسات روحية تأملية فترةًتبدأ من سنة إلى ثلاث سنوات. وقد حافظ الدير على قواعد انضباط صارمة جدًّا؛فالكحول واللحم مُحرَّم، فإذا كان اللحم سيستعمل في طقوس القربان فإنه يجب أن يكون من حيوان مات موتًا طبيعيًّا، وليس من حيوان مذبوح.
وقد أُعِيد تأسيس دير دورجي-دراغثانية في شيملا في ولاية هيماتشال براديش بالهند، وذلك تحت إشراف تاغلونغ تسيترول رينبوتشي، وما زال الدير على علاقة وثيقة بأديرة نامغيال ونيتشونغ وغادونغ في دهارماسالا.