الطرق الطارئة للتعامل مع الخوف
في البوذية التبتية يمثل شخص البوذا الأنثى تارا مظهرًا للبوذا التي تحمينا من الخوف، وتمثل التارا في الواقع رياح الطاقة للجسم والنفس، وعندما تُطهَّر فهي تمثل أيضًا القدرة على التصرف وإنجاز أهدافنا. وهذا الرمز يقترح العديد من الطرق الطارئة للعمل مع النفس والطاقات المصقولة لتناول الخوف.
تنشأ الطرق الطارئة من الممارسات الأولية (التمهيدية) التي نؤديها قبل التأمل والدراسة أو الاستماع للتعاليم، وتساعدنا هذه الممارسات على أن نهدأ في المواقف الطارئة، وذلك عندما نكون في حالة من الخوف الشديد، أو بداية الذعر. وهي تعمل أيضًا بوصفها خطوات أُولى تتخذ قبل تطبيق طرق أكثر عمقًا، وهي:
١. عُدَّ دورات التنفس والعينان مغلقتان، واحتساب الدورة يكون بأنفاس الشهيق والزفير، والتركيز على الإحساس بالنفس وهو يدخل ويهبط، ويرتفع الجزء الأسفل من البطن ثم يهبط، ويخرج النفس.
٢. عُدَّ دورات التنفس والعينان مفتوحتان بمقدار النصف، وبتركيز قليل، ناظرًا إلى الأرض، واحتساب الدورة بالنفس الخارج، ثم وقفة، والهواء الداخل بالتركيز المذكور نفسه آنفًا، وبعد برهة نضيف الإدراك بالإحساس بمؤخراتنا وهي تلامس المقعد أو الأرضية.
٣. إعادة التأكيد على الدافع أو الهدف لما نرغب في تحقيقه (أن نصبح أكثر هدوءًا) وسبب ذلك.
٤. تصور أن العقل والطاقة يؤثران على التركيز مثل عدسة الكاميرا.
٥. مرة بدون عد الأنفاس، ثم التركيز على الجزء الأسفل من البطن يرتفع ويهبط عند التنفس، والشعور بأن كل طاقات الجسم تتدفق بطريقة متجانسة.
ما الخوف
الخوف هو اضطراب شعوري أو جسدي نشعر به بشأن شيء ما معروف أو غير معروف، ونشعر بأننا لا نستطيع السيطرة عليه، أو معالجته، أو الوصول إلى النتيجة المرغوبة؛ وهي أننا نريد أن نتخلص مما نخافه، وبالتالي يكون هناك تنافر قوي. حتى إذا كان الخوف قلقًا من النوع العام، بلا وجود لشيء محدد نخشاه، فإنه لا تزال هناك رغبة قوية في التخلص من ذلك الشيء غير المعروف.
وليس الخوف هو الغضب ببساطة، ومع ذلك فهو يشبه الغضب؛ إنه يستلزم تضخيم للصفات السلبية للشيء الذي نخافه، وتضخيم للـ"أنا". ويضيف الخوف إلى الغضب العامل العقلي لتمييز (إدراك) أننا لا يمكننا التحكم في الموقف أو معالجته. حينئذ ننتبه لما نخافه ولأنفسنا طبقًا للطريقة التي نميز بها، وقد تكون هذه الطريقة من التمييز أو الانتباه دقيقة أو غير دقيقة.
الخوف يكون مصحوبًا بعدم الإدراك
دائمًا ما يكون الخوف مصحوبًا بعدم الإدراك (الجهل، والارتباك) لإحدى حقائق الواقع، إما أن تكون غير معروفة، أو أنها تكون معروفة بطريقة تناقض الحقيقة، ولنمعن النظر في ستة أشكال مختلفة ممكنة:
١. عندما نخاف من ألا نستطيع السيطرة على موقف ما أو معالجته فقد يكون هذا الخوف مصحوبًا بعدم إدراك للسبب والنتيجة، وكيفية وجود الأشياء. وتكون الأشياء المتصورة (الشيء المتضمن) لطريقتنا المخيفة للانتباه لأنفسنا ولما نخافه.
- "أنا" موجود بصفة ثابتة، وهو الذي – بقوته الخاصة بمفرده – ينبغي أن يكون قادرًا على التحكم في كل شيء، مثل ألاَّ يصاب طفلنا بأذى.
- شيء موجود بصفة ثابتة، يوجد بمفرده، ولا يتأثر بأي شيء آخر، وينبغي علينا أن نكون قادرين على التحكم فيه بجهودنا الخاصة بمفردنا، ولكننا لا نكون قادرين على القيام بهذا بسبب عدم ملائمة شخصية منا.
وهذه طرق مستحيلة للوجود، وطرق مستحيلة لعمل السبب والأثر.
٢. عندما نخشى من عدم قدرتنا على معالجة موقف ما فإن عدم الإدراك المصاحب قد يكون لطبيعة العقل واللادوام (الزوال). نحن نخاف من عدم قدرتنا على التعامل مع مشاعرنا، أو فقدان أحد الأحبة، ونكون غير مدركين أن خبرات الألم والحزن التي نمر بها هي مجرد ظهور وإدراك للمظاهر، فهي زائلة، وستمضي مثل الألم الناتج عن قيام طبيب الأسنان باقتلاع إحدى الأسنان.
٣. قد يكون خوفنا من عدم قدرتنا على معالجة موقف ما ناتجًا من إحساسنا من أننا قد لا نستطيع أن نعالجه بأنفسنا، وقد يستلزم خوفًا من الوحدة، ونعتقد أننا يمكننا أن نجد شخصًا آخر يخفف من حدة الموقف، والأشياء المتصورة هنا هي:
- "أنا" موجود بصفة ثابتة، وهو غير كفؤ، وغير مناسب، وليس جيدًا بما فيه الكفاية، ولا يمكن أن يتعلم أبدًا.
- "شخص آخر" موجود بصفة ثابتة، وهو أفضل مني، ويستطيع أن ينقذني.
وهذا شكل آخر من أشكال عدم الإدراك لكيفية وجودنا، وكيفية وجود الآخرين، وعدم الإدراك للسبب والأثر. وإذا أردنا الدقة فلنعترف بعدم وجود معرفة كافية لدينا الآن كي نكون قادرين على أن نعالج شيئًا ما، مثل تعطل السيارة مثلاً، فقد يكون لشخص آخر مثل هذه المعرفة، ويكون قادرًا على أن يساعدنا، ومع هذا، فلا يعني ذلك أننا لا نستطيع أن نتعلم من خلال طرق عمل السبب والأثر.
٤. عندما نخاف من أحد ما – على سبيل المثال أصحاب العمل – فإننا نكون غير مدركين لطبائعهم التقليدية، فأصحاب عملنا هم بشر، لديهم من المشاعر ما لدينا، إنهم يريدون أن يكونوا سعداء، وليسوا تعساء، ويريدون أن يكونوا محبوبين، وليسوا مكروهين. ولديهم حياة خارج مكاتبهم، وهذه الحياة تؤثر على حالاتهم المزاجية. فإذا استطعنا أن نرتبط بأصحاب عملنا بعلاقات بشرية متبادلة، بينما نبقى مدركين لمكاناتنا الاجتماعية الخاصة، فسيكون خوفنا أقل.
٥. بالمثل، عندما نكون خائفين من الثعابين أو الحشرات، نكون غير مدركين أيضًا أن هذه الحشرات ذات حس مثلنا تمامًا، وتريد أن تكون سعيدة، وألا تكون بائسة حزينة. من وجهة النظر البوذية ربما نكون غير مدركين لها بوصفها مظهرًا حاليًّا لهذه الأشياء، وهي التي ليس لها كيان متأصل بوصفها جنسًا أو آخر. إننا لا ندرك أن هذه الكائنات ربما قد كانت أمهاتنا في حيوات سابقة.
٦. عندما نخشى الفشل أو المرض نكون غير مدركين لطبائعنا التقليدية بوصفنا كائنات سامسارية مقيدة محدودة الأفق، فلسنا كاملين، وبالطبع سنخطئ، ونفشل أحيانًا، أو نقع صرعى للمرض. "ما الذي نتوقعه من المرض؟"
الإحساس بالأمان
من منظور بوذي لا يستلزم الشعور بالأمن:
- التحول إلى كائن قدير ذي سلطة مطلقة، ونفوذ قوي، وأنه هذا هو ما سيحمينا؛ حيث إنه في البوذية لا يستطيع أحد أن يكون ذا سلطة مطلقة.
- حتى إذا كان بمقدور كائن قوي أن يحمينا بطريقة ما فإننا نكون بحاجة إلى أن نُرضِي ذلك الكائن، أو نقدم عرضًا، أو أن نضحي لكي نلقى الحماية أو المساعدة.
- تحقيقه لكل الصفات الحميدة والمهارات.
- وقفه الحقيقي لكل المعضلات التي تعوق التحرر والتنوير.
- المعضلات التي يحتاج الآخرون أن يخلصوا أنفسهم منها؛ لكي يحرزوا التحرر والتنوير.
- أن نصبح نحن أنفسنا أقوياء ذوي سلطة ونفوذ مطلقين.
ولكي نشعر بالأمان فإننا بحاجة إلى:
١. أن نعرف ما نخاف منه، وأن ندرك الارتباك وعدم الإدراك الكائنين وراءه.
٢.أن يكون لدينا فكرة واقعية عن معنى أن نعالج ما نخاف منه، وخاصة طبقًا لتخليص أنفسنا من الارتباك الكائن وراء هذا الشيء.
٣.أن نُقيِّم قدراتنا على معالجة ما نخاف، في الوقت الحالي وفي نهاية المطاف، بدون أن نبالغ في قَدْر أنفسنا، أو أن نحط من قَدْرها، وأن نقبل المرحلة الحالية من تطورنا.
٤.أن ننفِّذ ما يمكننا أن نفعله الآن، فإذا كنا سنفعله فلنفرح بذلك، وإذا كنا لا نفعله فلنعقد العزم على أن نفعله حسَب قدراتنا الحالية، ثم نحاول فِعليًّا أن نفعله.
٥.إذا لم نستطع أن نعالجه كلية الآن فعلينا أن نعرف كيف نتطور إلى الحد الذي نستطيع عنده أن نعالجه كله.
٦.أن نهدف إلى الوصول إلى هذه المرحلة من التطور ونعمل على ذلك.
٧.أن نشعر بأننا نسير في اتجاه آمن.
وتصف الخطوات السبع المذكورة سابقًا ما تطلق عليه البوذية "اتخاذ الاتجاه الآمن" (اتخاذ الملاذ). وليست هذه حالة سلبية، ولكنها حالة نشطة فعَّالة لتحديد اتجاه آمن في حياتنا، اتجاه العمل بطريقة واقعية على أن نخلص أنفسنا من مخاوفنا. وبناء عليه نشعر بالأمان والحماية؛ لأننا نعرف أننا نسير في الاتجاه الصحيح المحقق في الحياة، الذي سيمكننا في النهاية من أن نتخلص من كل مشكلاتنا وصعوباتنا.
نظرة واقعية لكيفية معالجة المواقف المخيفة
علينا أن نتذكر:
١.أنه مهما يحدث لأحبابنا أو لأنفسنا فهو نتيجة لشبكة ضخمة من القوى الكارمية الفردية، وكذلك القوى التاريخية والاجتماعية والاقتصادية. فسوف تقع الحوادث والأشياء غير المرغوبة الأخرى، ولن نستطيع أن نحمي مَن نحب منها، مهما كنا حريصين، ومهما أسدينا لهم من نصائح ليكونوا على حذر، وكل ما يمكننا فِعْله هو أن نخلص لهم النصح، وأن نتمنى لهم الخير.
٢.لكي نتغلب على الخوف والحوادث فعلينا أن نكتسب إدراكًا حقيقيًّا للفراغ (أو الباطل )، فبقاؤنا منهمكين كليةً في هذا الفراغ، أو ما هو باطل غير حقيقي، ليس كما لو كنا ندفن رءوسنا في حفرة في الأرض، وليس هروبًا من الخوف، ولكنه طريقة للتخلص من عدم الإدراك والارتباك، التي تتسبب في أن تنتج الكارما الخاصة بنا أشياء غير مرغوب فيها للأشياء، وهذا يسبب لنا الخوف.
٣.بالعمل مع الدراية الحقيقية غير التصورية بهذا الفراغ أو الباطل، لكي نُطهِّر أنفسنا من الكارما، فسوف نظل نمر بالحوادث والخوف على طول الطريق، حتى نصل إلى مرحلة التحرر من السامسارا (الأرهاتية). وهذا مرده إلى أن طبيعة السامسارا متأرجحة صعودًا وهبوطًا، فالتقدم ليس خطًّا طوليًّا، فأحيانًا تسير الأمور على ما يرام، وأحيانًا أخرى لا يحدث هذا.
٤.حتى عندما نبلغ التحرر بوصفنا (أرهات) (كاهن بوذي بلغ درجة النرفانا)، فسوف نظل نمر بالحوادث والأشياء التي لا نريدها أن تحدث، ومع هذا سنمر بهذه الحوادث بلا ألم أو معاناة، وبلا خوف؛ لأننا نكون متحررين من كل العواطف المزعجة والتصرفات. وفي مرحلة الأرهاتية وحدها نستطيع أن نعالج كليًّا كل مخاوفنا بالطريقة الأكثر عمقًا.
٥.عندما نبلغ مرحلة التنوير فقط فلن نعد نمر بالحوادث، أو أي شيء غير مرغوب في حدوثه. والبوذا وحده هو من لا يعرف الخوف في إعلان ما يلي:
- القوى المضادة التي يحتاجها الآخرون ليعتمدوا عليها ليخلصوا أنفسهم منها.
الطرق المؤقتة للتعامل مع الخوف
١. إعادة التأكيد على السير في الاتجاه الآمن للحياة، من خلال الخطوات السبع الموجزة سابقًا.
٢. عند مواجهة موقف مخيف – مثل فحص مرض السرطان – تخيل حدوث أسوأ الاحتمالات، وتخيل ما الذي سيحدث عندئذ، وكيف سنعالج هذا. وهذا يساعد في أن نبدد الخوف من المجهول.
٣. قبل أن تتعهد بشيء ما، مثل الوصول إلى المطار في الوقت المحدد لركوب الطائرة، أعدَّ عددًا من الحلول، حتى إذا ما فشل أحدها جربنا الآخر؛ كي لا نكون في وضع صعب بعدم وجود طريقة أخرى لتحقيق هدفنا.
٤. كما علمنا شانتيديفا: إذا كان هناك موقف مخيف، ونستطيع أن نفعل شيئًا ما حيال هذا، فلِمَ نقلق؟ بل كل ما علينا هو أن نفعل ما نستطيع، فإذا لم يكن هناك ما نستطيع فعله إذن فلِمَ القلق؟ فلن يجدي نفعًا.
٥. إذا كنا سنمر بالخوف والحزن على طول الطريق إلى التحرر فإننا بحاجة إلى التركيز على عقولنا كأنه عميق وواسع مثل المحيط،فوعندما ينشأ الخوف أو الحزن فلندعه يمر كفقاعة في محيط؛ فالفقاعة لا تُعكِّر من هدوء وسكون أعماق المحيط.
٦. إذا ما نمينا قوة كارما إيجابية (جدارة) من أفعالنا البناءة يمكننا أن نكون واثقين من الاستمرار بجسم بشري ثمين في حياتنا المستقبلية، وأفضل حماية من الخوف هي الكارما الإيجابية لنا، على الرغم من أننا نحتاج إلى أن نضع في عقولنا أن طبيعة السامسارا هي تلك الطبيعة المتقلبة صعودًا وهبوطًا.
٧. في مواجهة موقفٍ مخيف قد نؤدي إحدى الشعائر، طالبين العون من حامي الدارما، أو شخص البوذا مثل التارا أو بوذا الطب. مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا كائنات قديرة تستطيع أن تنقذنا، ونحن نطلب تأثير تنويرهم ونفتح له قلوبنا؛ لكي يعمل ظرفًا لنضج قوى الكارما من أعمالنا البناءة التي أنجزناها في الماضي، التي قد لا تكون نضجت. وهناك أثر أكثر أمانًا يكون لتأثير التنوير لكي يعمل بوصفه ظرفًا، ولكي ينضج إلى عقبات بسيطة من القوى الكارمية من الأعمال الهدامة التي اقترفناها في الماضي، التي قد تكون تحولت إلى عقبات خطيرة تمنع النجاح. وبالتالي فبدلاً من الخوف من الصعوبات فإننا نرحب بها لكونها "محرقة" للقوى الكارمية السلبية.
٨. إعادة التأكيد على طبيعة البوذا لدينا، فلدينا المستويات الأساسية للوعي العميق؛ لكي نفهم المواقف الصعبة المخيفة (الوعي العميق الذي يشبه المرآة)، ولكي ندرك الأنماط (الوعي العميق الموازن)، وأن نعرف كيفية التصرف (التي قد تتضمن إدراكًا بأنه ليس هناك أي شيء نستطيع أن نفعله) (إتمام الوعي العميق). ولدينا أيضا المستويات الأساسية للطاقة للتصرف في الواقع.
٩. إعادة التأكيد على أن امتلاك طبيعة البوذا تعني أننا لدينا أساس لكل الصفات الحميدة لتكتمل بداخلنا. ففي مصطلحات علم النفس قد تكون تلك الصفات عن وعي أو عن عدم وعي (قد نكون متنبِّهين لها أو لا، وقد تنمو أو تتطور إلى درجات مختلفة). في أغلب الأحيان نُسقط صفات عدم الوعي كأنها "ظل"؛ لأن عدم الوعي هو المجهول. فإن التوتر الناتج لعدم إدراكه يَظهُر كأنه خوف من المجهول، وبالتالي الخوف من الخصال التي نحن غير واعين بها المجهولة. وبالتالي قد نُعرفها من خلال وعينا العقلاني، وننكر أو نتجاهل الجانب الشعوري غير الواعي وغير المعروف لنا، وقد نعمل على إسقاط الجانب الشعوري كظل، ونُصبح خائفين من الآخرين ذوي المشاعر العميقة. وربما نكون خائفين من الجانب الشعوري الخاص بنا ونشعر بالقلق حيال كوننا منفصلين عن مشاعرنا. إذا كنا نُعرف أنفسنا من خلال الجانب الواعي للمشاعر والعواطف وننكر جانبنا العقلاني اللا واعي، قد نعمل على إسقاط جانبنا الذكي كظل وتُصبح لدينا رهبة ممَّن يستخدمون جانبهم العقلاني.
وبالتالي نحتاج إلى إعادة تأكيد كلا الجانبين بوصفهما شيئًا كاملاً بداخلنا، كمظاهر لطبيعة البوذا لنا. قد نتخيل الجانبين يحتضن أحدهما الآخر على هيئة زوجين، كما في تصور التانترا، ونشعر بأننا نحن الزوج الكامل أنفسنا، ولسنا مجرد عضو واحد من هذا الزوج.
١٠. إعادة تأكيد مظهر آخر من مظاهر طبيعة البوذا لنا، وهو بالتحديد كون طبيعة العقل حرةً بصفة طبيعية من كل المخاوف، ولذلك فالإحساس بالخوف ما هو إلا أمر ظاهري زائل.
١١. إعادة التأكيد بعد ذلك على مظهر آخر من مظاهر طبيعة البوذا، وهو أنه من الممكن أن يلهمنا الآخرون لنمتلك الشجاعة لمواجهة المواقف المخيفة.
الخلاصة
الخوف هو أحد أقوى عوائق تحقيق أي شيء إيجابي في الحياة، كحالة ذهنية مرتبكة، أساسها عدم الوعي، خاصة فيما يتعلق بمعنى "الشعور بالأمان". مع ذلك، فعبر الأطياف المتعددة من الأدوات سواءً التي تطبق على وجه عاجل كمضادات أو تلك التي تُستخدم كإجراءات وقائية، يمكننا أن نحرر أنفسنا من قبضة الخوف الذي يصيبنا بالشلل.