النقطة السادسة هي الثمانية عشر تدريبًا الذين يمثلون رباطًا وثيقًا لتنقية أذهاننا، تنقية مواقفنا الداخلية، أو تدريب مواقفنا الداخلية. "رباط وثيق" -هذه كلمة "سامايا" في السنسكريتية أو "دام-شيغ" في التبتية، التي تعني شيئًا سيربطنا بشدة بالتدرب.
لدينا هنا في هذه النقطة ثمانية عشر تدريبًا وفي النقطة التالية اثنين وعشرين، وهي نقاط في غاية الروعة، مثل عهود البوديساتفات. أتذكر عندما تعلمتها هي وعهود البوديساتفا كنتُ في غاية الامتنان أن هناك خطوط إرشادية مثل هذه عن كيفية التصرف والتعامل مع الحياة والآخرين، حتى لا أجعل نفسي أحمق بالكامل. لأنه، كما قلت، عندما جئت للدارما كنت معاقًا بالكامل فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية والتعامل مع الآخرين. أنا ممتن للغاية لتعلم تلك النقاط. هي حقًا ثمينة للغاية.
أول نقطة من النقاط الثمانية عشر هي:
تدرب دائمًا على النقاط الثلاث العامة.
وتشتمل على ثلاث نقاط، وبالتالي فهذه هي النقاط الثلاث الأولى من الثمانية عشر. أولها:
لا تعارض ما وعدت به.
يشير "لا تعارض ما وعدت به" إلى أنه عندما نتعهد بالقيام بتدريبات الماهايانا -تدريب مواقفنا الداخلية وما شابه- أن نعارضها عبر التفكير في أننا بهذا يمكننا تجاهل الأنواع الأخرى من التدرب، مثل تجنب الأفعال العشرة الهدامة، أو أنه ليس هناك حاجة بنا إلى القيام بأي شيء جسدي، مثل الانحناء احترامًا، وهب الطعام، وهب الماندالا، والأشياء المماثلة. نحن لا نحط من التدريبات الأخرى فقط لأننا قلنا، "أنا أقوم بتدريبات الماهايانا، وأنا أقوم بكل شيء للتغلب على إيثار الذات، لكني أتجاهل كل الأشياء الأخرى". لأنه في الحقيقة عندما نتجاهلها فهذا أيضًا نوع من إيثار الذات، "لا أشعر بالرغبة في القيام بهذا. أنا مرهق جدًا للقيام بالانحناء للأرض"، أو التقليل من قيمتها -وهب الماندالا وما شابه.
النقطة الثانية من بين النقاط الثلاث العامة هي:
لا تنخرط في سلوك شائن.
التصرف بشكل شائن، هذا يعني التفكير، مرة أخرى، "يمكنني تغيير كل الظروف المعاكسة إلى إيجابية، لذا يمكنني القيام بكل أنواع الأشياء المؤذية مثل قطع الأشجار"، وهذا المثال نجده في الشروح، "...قطع الأشجار حيث تعيش كائنات الناجا، وألوّث مساكنهم، وما شابه، لأنني منيع ضد الأذى". الناجا هم نوع من الكائنات أشبه بالثعابين. تعيش بعالم الحيوان، وهناك العديد من القصص الخيالية حولها، لكن أحد الأشياء التي يقومون بحمياتها هي البيئة. لذا، عندما نلوّث البيئة، ويتولد كل هذا الأذى الناتج عن التلوث فهذا يُرى بأنه بسبب لكائنات الناجا، لذا لا نرغب في الإساءة إليها. هذا أشبه بأساطير الهنود الحمر -الإساءة لأرواح الطبيعة؛ لكن الفكرة هنا هي ألا نلوّث البيئة ونفكر، "يمكنني أن أحوّل تلك الظروف المؤذية. يمكنني العيش في الهواء الملوث"، وما شابه.
أيضًا، أن لا أكون منافقًا في تدربي: نكون لطفاء في الخارج، لكن عندما نكون وحدنا في المنزل، نصطاد البعوض ونبتهج بقتله. كما لو كنا نخرج في رحلات الصيد مرتدين خوذة اللباب وكامل معدات الصيد الإنجليزية لنصطاد البعوض بالغرفة. أجد تلك صورة مفيدة عندما نبدأ في هذا -كم هذا سخيف.
النقطة الثالثة من النقاط الثلاث العامة هي:
لا تقع في الانحياز.
المثال الذي يُقدّم عادةً هنا هو عندما يقوم شخص نشعر بأنه أقل منا بإهانتنا أو يقول شيئًا سلبيًا عنا، لا يعجبنا هذا؛ لكن عندما يقوم شخص نعتبره ذا مقام أعلى منا بقول ذات الأشياء، نكون مستعدين لتقبلها. هذا يستخدم كمثال على أننا قادرين على تدريب أنفسنا، أو التعامل مع أشياء، فقط مع بعض الأشخاص، ولكن ليس مع الجميع -لا اعتقد أن هذه النقطة هنا تتحدث حرفيًا عما يشير إليه المثال- إنه مثل ألا نحب أعداءنا، لكن نحب فقط أقاربنا وأصدقاءنا. بعبارة أخرى، عدم حب هؤلاء الذين يضايقوننا، لكن نحب فقط اللطفاء معنا. هذا هو معنى الانحياز.
المثال الخاص بعدم استعدادنا لتقبل الإهانة من هؤلاء الذين نشعر أنهم أقل منا، أدنى، لكننا مستعدين لتقبلها من هؤلاء الذين هم أرفع مكانة منا..، اعتقد أيضًا أننا يمكن تفسيره في هذا السياق، نحن لا ندرب أذهاننا على التعامل مع من هم أقل منا، لكن فقط نتدرب على الصبر مع هؤلاء الأسمى مكانة. اعتقد أن هذه هي الفكرة خلف هذا المثال.
تفسير آخر لهذا البيت، هو الشعور بأن الفينايا -التعاليم الخاصة بعهود الرهبان وغير الرهبان- وعهود التانترا نقيضان لا يجتمعان، هذا انحياز.
التدريب الرابع الذي يخلق رباطًا وثيقًا هو:
سأحوّل نيتي، لكنني سأظل طبيعيًا.
هذه نصيحة مهمة للغاية. بعبارة أخرى، تدربنا يجب أن يكون طبيعيًا. لا نحتاج أن نصنع الجلبة خارجيًا، مثل أشخاص أعرفهم أصبحوا ما نُطلق عليه "مهاويس الدارما" يسيرون في كل مكان مرتدين ملابس تبتية، دائمًا ما يمسكون بمسبحة بأيدهم، ويرتدون عشرة خيوط حمراء قذرة حول أعناقهم، وأشياءً كهذه. ويعتقد الجميع أنهم في غاية الغرابة، وينتمون لطائفة ما، وهم متطرفون. هذا لا يجعل فقط الآخرون لا يحملونهم على محمل الجد، لكن يعطي أيضًا انطباعًا سيئًا عن البوذية. من المهم أن نبقى طبيعيين من الخارج، حتى لا يعتقد الآخرون أننا أشخاصًا غريبين، لكن أن نُغير مواقفنا الداخلية وكل شيء داخلنا، أي تخليص أنفسنا من إيثار الذات وما شابه.
يتم شرح هذا البيت أيضًا في سياق أن لا نصطنع الجلبة حول شفقنا واعتنائنا بالآخرين -البكاء أمام الملأ وما شابه. أعني، أحيانًا عندما يُدرّس الدالاي لاما تؤثر فيه التعاليم حتى يدمع، لكنه لا يصنع جلبة حول هذا. أحيانًا يكون هذا مُلهمًا للغاية -في الحقيقة، دائمًا ما يكون هذا مُلهمًا جدًا جدًا؛ لكن للأغلبية لن يكون هذا هو الحال. إذا تأذى أحدهم وسمعنا، "يا الهول" لقد تأذى وتأثرنا بشدة لهذا"، إذا استمررنا في هذه الجلبة الشعورية، "يا الهول، كم هذا بشع"، وبكينا، وكنا متضايقين للغاية، وما شابه، فهذا غير مفيد على الإطلاق لهذا الشخص. هذا فقط يُشعره بعدم الارتياح، "لماذا، أنت متضايق أكثر مني"، لذا فقط نعتني ونساعد الآخرين. لا ننغمس في مشاعرنا بصنع جلبة كبيرة بشأنها، حتى إذا كنا نشعر بهذا داخليًا.
لا تتحدث عن عيوب (الآخرين) أو جوانبهم المتردية.
يعني هذا بالأساس أن [لا] نسخر من الآخرين. المثال المستخدم هو مناداة الشخص الممتلئ جسديًا بكلمة بدين، أو الشخص الكفيف بكلمة أعمى، وهذا النوع من الأشياء. بالأساس، لا نقول أشياءً تجرح مشاعر الآخرين. لا نسُب أو نصيح على بعضنا البعض، نسخر منهم، نُحرجهم أمام الآخرين، ننعتهم بالغباء إذا لم يكونوا في الحقيقة أذكياء. حتى إذا كنا نظن أن هذه مزحة، ونعتقد أن الشخص الآخر يعرف أن هذه دعابة، يظل الأمر جارح. حتى إذا كان الشخص الآخر بالفعل بوديساتفا، ونقول، "حسنًا، يمكنني أن أقول له أي شيء، لأن هذا لن يجرحه"، مع ذلك، لا نقوله، "أنت صديق جيد، لذا يمكن أن أعاملك بشكل سيء، مثل القمامة، لأنك ستتحمل هذا. لا يجب علي أن أُحْْسِن السلوك عندما أكون في المنزل".
بخصوص "التحدث عن جوانب ضعف الآخرين"، الرينبوتشي سيركونغ اعتاد أن يناديني "بالأحمق". اعتاد أن يقوم بهذا أيضًا أمام الكثيرين، لكنني منحته الإذن ليفعل هذا. قلت له، "رجاءً قم بهذا، ساعدني على التغلب على حماقتي". قداسة الدالاي لاما يقوم بهذا أيضًا. يشير للأشياء، لكن يصنع منها مزحة، يضحك على الأشخاص الذين ينامون أثناء التعاليم وما شابه. إذا تم هذا بطريقة لطيفة، لا أحد يصاب بالأذى. عندها أحيانًا يصبح هذا فعالٌ، لكن يجب أن نكون حذرين، ماهرين للغاية، قادرين على جعل الآخرين يضحكون على أنفسهم. في نهاية التعاليم يقول قداسته، "أتمنى أن تكونوا قد حصلتم على غفوة جيدة وأحلام سعيدة"، هذا النوع من الأشياء…
البيت التالي:
لا أفكر في أي شيء يخصّ (عيوب) الآخرين.
هذا يعني ألا ننتقد الآخرين أو نحكم عليهم، نبحث دائمًا عن أخطائهم، ونحاول أن نجد الأخطاء فيما يقومون به، وننتقدهم دائمًا، وهذا النوع من الأشياء. إذا رأينا أخطاءً، قد تكون من إسقاطنا. نحن لا نعرف ما إذا كان ما نراه يعكس الطريقة التي يتصرف بها دائمًا الشخص الآخر، ونحن بالتأكيد لا نعرف الاستمرارية الذهنية للآخرين. كيف نعرف حقًا؟
النقطة السابعة هي:
أن أنقي نفسي أولًا من أي مشاعر مزعجة لهو الأعظم لي.
نحن نعرف ما هي أكبر مشاكلنا، على الرغم من أنه قد يكون لدينا أكثر من مشكلة؛ ونعرف ما هو الشيء الأساسي الذي علينا العمل عليه، ونعمل على ذلك. إذا كان التعلق والرغبة، حتى إذا لم يكن لدينا الفهم العميق للخلو الذي يمكن أن نستخدمه، يمكننا أن نستخدم ما نعرفه من العلاجات المؤقتة التي يمكنها أن تساعدنا -التفكير في حتمية التغيير، قبح الجسد البشري، الميلاد البشري الثمين، وهذا النوع من الأشياء؛ وللغضب يمكننا أن نستخدم الحب والشفقة. أيًا كان، نحاول أن نعمل على أكبر مشاكلنا، أو أكبر معيقاتنا أولًا.
النقطة الثامنة هي:
أخلص نفسي من الأمل في جني الثمار،
بمعنى أننا لا يجب أن يكون لدينا أي أمل أو توقع للحصول على أي شيء مقابل مساعدتنا للآخرين -أنهم سيساعدوننا في المقابل، أو سيكونون ممتنين، أو سيشكروننا، أو أي شيء مماثل. أو أننا سنصبح مشهورين، أو أنني أقوم بهذا فقط كاستثمار، لأنني أرغب في الحصول على إعادة ميلاد أفضل بدلًا من حصولي على إعادة ميلاد أسوأ، كنوع من سداد مقابل شيء، من أجل أن أحصل على شيء آخر في المقابل. أو أرغب في أن يحبني الآخرون. أو كنوعٍ من الهوس بالقوة لأن الآخرين سيعتمدون علي ويحتاجونني، وهذا النوع من الأشياء. نحن فقط، وببساطة، نساعد الآخرين.
حينها، يجب ألا نتوقع نتائج من تدربنا اليومي، لأنه، كما قلت، إذا لم يكن لدينا أن أمل أو توقع فلن يكون هناك إحباطًا. لا نتوقع نتائج دراماتيكية، لأن طبيعة السامسارا هي الصعود والهبوط. حتى نصبح أرهات -كائنات محرّرة- بعض الأيام ستسير بشكل جيد، وبعضها لن يسير بشكل جيد. ستسير في صعود وهبوط. بعض الأيام نشعر بالرغبة في التدرب، بعض الأيام لن نشعر بتلك الرغبة. بعض الأيام سنكون في حالة مزاجية جيدة، وبعض الأيام لن نكون. ما الذي نتوقعه من السامسارا؟
في العموم، إذا كنا، كما قلت، في حالة مزاجية جيدة طيلة الوقت، أو في معظم الوقت، فهذا يُظهر أننا نتقدم. حتى إذا كنا في حالة مزاجية سيئة للغاية، إذا كنا قادرين على تحويلها بشكل سريع جدًا، ولا ننغمس بها فقط وتسيطر علينا، "لا أشعر بالرغبة في التدرب"، لكننا نتدرب على أيّ حال. إنه مثل توقع أن يصبح كل يوم أفضل فأفضل. لن يحدث هذا.
النقطة التاسعة هي:
تخلى عن الطعام السام.
هذا يعني أنه حتى إذا كنا نقوم بشيء بنَّاء، أو لدينا أفكارًا بنَّاءة وما شابه، إذا شعرنا بأن هذا مختلط بإيثار الذات، نوقفه ونصحّح دافعنا ثم نعود إليه مجددًا -مثل إعادة تشغيل الحاسب الآلي- ولا نترك الأمر يستمر بدافع أناني جزئي -بقدر الإمكان؛ لأنه من الواضح أننا لن نُخلّص أنفسنا بالكامل من إيثار الذات حتى نُصبح كائنات محررة. قداسة الدالاي لاما دائمًا ما يقول، أن أفعالنا الإيجابية عادة ما تكون ببعض إيثار الذات، أو ببعض التشبث بالوجود الحقيقي للـ"أنا"، لكن نحاول ألا يكون هذا هو دافعنا الغالب، الشيء السائد. على الأقل نكون واعين به ونحاول تقليله. مع ذلك سيعود مجددًا. لا نتظاهر أننا مثل البوديساتفات العظام بينما نحن لسنا كذلك، "دافعي في غاية النقاء".
النقطة العاشرة هي:
لن اعتمد (على الأفكار الهدَّامة) كدعامتي الأساسية المتميزة.
"الدعامة الأساسية" تعني أيضًا ما يشبه الطريق السريع، الطريق الأساسي. لذا فهي تعني لا نُسلم المسار الرئيسي في أذهاننا لأفكارنا ومشاعرنا المزعجة، لكن أن تكون لدينا أفكارًا ومشاعر إيجابية بنَّاءة، وإيثار الآخرين، ونعطيها المسار الأساسي أو نجعلها الشيء الأساسي الذي نعتمد عليه في أذهاننا، في قلوبنا. يقال دائمًا، "لا تكون طيبًا مع المشاعر المزعجة"، ويقول شانتيديفا هذا أيضًا، "لماذا أصنع في ذهني وقلبي بيتًا مريحًا للمشاعر المزعجة؟ بدلًا من أن أكون طيبًا معها، سأكون طيبًا مع الكائنات الواعية" ما أن يتولّد الغضب، التعلق، التشبث، الرغبة، أو ما شابهها، لا نلهو معها. نقضي عليها فورًا، نتخلص منها في الحال. إذا تساهلنا ولهونا معها ومنحناها المساحة الأكبر في أذهاننا، عندها ستنمو بشكل أقوى، ونخسر حضورنا الذهني وتحكمنا، ويتولون زمامنا.
النقطة الحادية عشرة هي:
لا تُسرع إلى الرد السيّئ.
هذا يعني أنه إذا أهاننا أحدهم، أو قال شيئًا سيئًا جدًا عنا. لا نبحث عن شيء أسوأ لنرد به عليه. هذا هو الرد السيّئ، "كيف يمكنني أن أجرح هذا الشخص بشكل أسوأ؟" إذا كان علينا أن نُنفِّسَ عن غضبنا، ولا يمكننا البقاء هادئين، نحاول أن نقول شيئًا معتدلًا، ولا نحاول أن نقوم بما هو أسوأ. مثل، "هذا بالفعل جرحني"، على سبيل المثال، بدلًا من إهانة الشخص الآخر.
النقطة الثانية عشر هي:
لا تترصّد.
بعبارة أخرى، لا يمكننا أن نؤذي الشخص الآخر فورًا، لكننا ننتظر لحظة ضعفهم، ثم ننتقم ونثأر لأذيتهم لنا. نحمل الضغينة وننتظر الفرصة لنسوي حسابنا معهم، هذا هو "الترصد"، ننتظر لنهجم.
النقطة الثالثة عشر هي:
لا تُقلل من شأن (أحدهم) لشيء حساس.
هذا مشابه للقول الإنجليزي، "لا تضرب تحت الحزام". بعبارة أخرى، الإشارة إلى أخطاء أو نقاط ضعف الشخص الآخر أمام الآخرين، وهذا النوع من الأشياء، جرحهم في مواطن ضعفهم الأكثر حساسية. "التقليل من شأن أحدهم بسبب نقاطهم الحساسة" يعني، بشكل ما، التحكم به، ولكن إذا رغبنا في الإشارة إلى شيء صعب على الطرف الآخر، خاصة عندما يكون هذا الشخص أكثر عرضه للأذى، نقوم بهذا بمهارة.
أحد الأمثلة على هذا، عندما كنت أترجم في أحد المرات الأولى لقداسة الدالاي لاما، كان نص الانخراط بسلوك البوديساتفا في بودجايا. كان الرينبوتشي سيركونغ في نيبال لعدة أشهر وجاء ليحضر التعاليم. كنت متوترًا للغاية بشأن قيامي بالترجمة، من الواضح أنه كانت لدي صعوبات معينة. ولذا قمت في أحد الأيام بزيارة الرينبوتشي سيركونغ، وتناول نص شانتيديفا وأشار إلى ثلاث كلمات مختلفة في النص وسألني إذا كنت أعرف معنى تلك الكلمات. ولم يكن لدي فكرة واضحة عنها، وشرحها لي جيدًا. كانت تلك النقاط الثلاث -بالضبط النقاط- التي كان لدي صعوبة فيها تلك الأيام. لذا بدلًا من أن يخوض في هذا مباشرة، بينما كنت في حالة شعورية هشه، قام بهذا بشكل غاية في المهارة.
في الحقيقة هذا في غاية الأهمية إذا كنا أكبر في السن ونتعامل مع شخص أصغر منا سنًا، أو في أي موقف يكون هناك عدم توازن بالقوة، الخبرة، السن وما شابه، لنستغل هذا بصفتنا أكبر سنًا أو أكثر خبرة لنتلاعب بالشخص الأصغر، الأقل خبرة.
تفسير آخر لهذا البيت، ألا نستخدم السحر الأسود، أو أي وسائل مشابهة، عندما يكون الطرف الآخر أكثر هشاشة، سواءً لنؤذيه أو لنضعه تحت سيطرتنا أو سلطتنا. نحن ليست لدينا مثل تلك الوسائل، لكن عندما يكون الطرف الآخر سريع التأثر بحيث يصبح معتمدًا عليها وهذا النوع من الأشياء، أن نستغل هذا لنشعر بسطوتنا ونستغل هذا الجانب الحساس لديه، سواء لإيذائه، أو نُظهر سطوتنا عليه لنتحكم به للقيام بما نرغب فيه.
النقطة الرابعة عشر هي:
لا تضع حمولة الدزو على الثور.
الدزو هو هجين من حيوان الياك والبقر، أو الثور، وهو حيوان غاية في القوة. الثور ليس بقوة الدزو. وهذا يعني أن نُلقي بمسؤولية الشيء على الآخرين، أن نضع حمل القيام بالشيء على الآخرين، فقط لأننا لا نرغب في القيام به. [شيءٌ] نحن قادرون تمامًا على القيام به، والذي سيكون في غاية الصعوبة عليهم، يمكننا القيام به بشكل أفضل؛ نرسل شخصًا آخر للقيام بعمل غير محبب لنا. أو أن نلوم الآخرين على ما قمنا به بشكل خاطئ، هذا أيضًا وضع لحمولة الدزو على الثور، لوم الآخرين على أخطائنا، أن نضعها عليهم.
النقطة الخامسة عشر هي:
لا تُسابق.
معنى هذا، لا نجري لنحصل على أفضل مقعد في محاضرة الدارما، أو المسرح، أو أيًا كان. لا نتدافع لنحصل على أكبر كمية من الطعام، ونقلق من أن الآخرين سيحصلون على تلك القطعة التي نحبها، أو أننا لن نحصل عليها، أو أنها ستنفذ، هذا النوع من الأشياء. حتى بأفكارنا نحن نتسابق من أجل الأشياء. من الأفضل أن نقبل الأسوأ ونكون الأخيرين. لكن إذا قمنا بهذا، من المهم ألا نقوم به بادعاء، ألا نصنع جلبة حوله، "لقد أخذتَ كمية كبيرة، سآخذ الأقل. هذا حسن، أنا لا أمانع"، وهذا النوع من الأشياء. أو إذا ما كنا نشارك شيئًا مع الآخرين، مثل المرحاض أو شيئًا مماثل، أن نذهب إليه أولًا - أعني، من الواضح، إذا لم يكن الأمر طارئًا- ثم نأخذ وقتنا بالداخل، نأخذ وقتًا أكثر مما نحتاج.
النقطة السادسة عشر هي:
لا تعكس التميمه.
في بعض الثقافات القديمة، يُمسك البعض بالتميمة، الرقية أو ما يُشبهها، من أجل أن يحموا أنفسهم من أذى الأشباح أو ما شابه. بالمثل، نقوم بتدريب المواقف الداخلية من أجل تخليص أنفسنا من إيثار الذات، ولكن إذا عكسنا الأمر، واستهدفنا منه ما هو عكسه، واستخدمناه لبناء المزيد من أهمية الذات، عندها نحن نُمسك بالتميمة بشكل معكوس، نعكسها. الأمثلة على هذا ستكون أن نتقبل على أنفسنا خسارة حالية مؤقتة، لأننا نعرف أننا سنربح في النهاية، "سيكون هذا من الأفضل لي". أو القيام بهذا التدرب حتى لا يقوم الآخرون أو كائنات الجانغبو -كما ورد بالشروح- بإيذائنا، أو التدرب على البوديتشيتا حتى يحبنا الآخرين، ليكون لدينا الكثير من الأصدقاء. هذا هو استعمال التدرب بطريقة معكوسة.
النقطة السابعة عشر هي:
لا تجعل الإله يصبح شيطانًا.
يقصد بهذا، بشكل عام، عدم المزج بين التدرب وإيثار الذات. بعبارة أخرى، استخدام التدرب على الدارما، وكنتيجة لهذا، ما يحدث هو أن ننمي الكبرياء، العجرفة، وشعور بصحة الموقف الذاتي، الموقف الداخلي الخاص بأننا أكثر نقاءً من الآخرين. أو التأمل في الكهوف حتى يعتقد الآخرون أننا في غاية الروعة ومثل المتدربين العظام ويقدمون لنا الهبات، يظهرون لنا الاحترام. أو ندرس الدارما ونكتب كتابًا من أجل جني المال. أو نقوم بمعتزل الثلاث سنوات ليُطلق علينا مُسمى "لاما" ويجتمع حولنا الأتباع وهذا النوع من الأشياء. من الأفضل دائمًا أن نعتبر أنفسنا أقل، أن نكون متواضعين، كما يقال في الأبيات الثمانية لتدريب الذهن. قال أحد المتدربين: "عندما أقرأ نصوص الدارما، أرى كل الأخطاء الموصوفة كأنها أخطائي وكل الخصال الطيبة كأنها خصال الآخرين".
النقطة الثامنة عشر والأخير في هذه القائمة:
لا أسعى لمعاناة (الآخرين) كداعمٍ لسعادتي.
معنى كلمة "داعم" هي المساعد. إذا كنا نتمنى موت والدينا حتى نرث أموالهما، وهذا النوع من الأشياء، أو نتسابق مع شخص ما آملين أن يتعثر ويقع، أو شيئًا مماثلًا حتى نصبح في الصدارة. "سأتقدم عبر تأخيرك، وألقي شيئًا في طريقك ليوقفك".
هذه هي النقاط أو التدريبات الثمانية عشر التي تمثل رباطًا وثيقًا بتنقية أذهاننا، ويمكنكم أن تروا أنها مشابهة لعهود البوديساتفات، على الرغم من أننا لا نتلقى هذه النقاط كعهود، لكن كم يمكنها أن تكون مفيدة في سياق التعامل مع الآخرين وتجنب المشاكل.