النقطة التالية هي النقطة السابعة، قائمة الاثني عشر تدريبًا، أو نقاطًا نتدرب عليها لتنقية مواقفنا الداخلية.
أوّلها:
قم بكل اليوغات بتدريب واحد.
يشير هذا إلى، بغض النظر عما نقوم به، نحاول القيام به بهدف مساعدة الآخرين. لذا عندما نأكل وننام نقوم بهذا حتى نغذي ونستعيد طاقتنا من أجل مساعدة الآخرين. هناك أبيات للتكريس عند تناول الطعام، "أتناول هذا الطعام ليس بسبب الشره أو الرغبة، لكن كدواء يمَكّنني من مساعدة الآخرين". هناك أيضًا تدريب عندما نأكل أننا سنقوم بتغذية الأربعة والثمانين ألف جرثومة وميكروب الموجودين بجسدنا، أو الديدان، هذا النوع من الأشياء. إذا لم نتمكن من المحافظة على استمرارية الدافع خلال تناولنا لوجبة الطعام، على الأقل نحاول أن نبدأ بهذه الطريقة.
النقطة الثانية هي:
قم بكل القمع لما يُزعج بتدريب واحد.
"القمع" يعني أن نُخمد شيئًا، أو نوقفه. ما يعنيه البيت هو أن نُخلّص أنفسنا من مشاعرنا المزعجة -هذا ما يزعجنا- نقوم به بنوع واحد من التدرب، وهو تدريب الأخذ والمنح، تونغلين، أن نأخذ المزيد من معاناة الآخرين، نختبرها، وهذا النوع من الأشياء، ونتعامل معها بالطريقة الملائمة.
إذا كنا نتدرب بهذه الطريقة ومعاناتنا وهذا النوع من الأشياء بدت في التولد والتزايد لدرجة معينة قبل أن نتخلص منها، فهذه علامة جيدة. من أجل أن نخلص أنفسنا من الأشياء غير المتجسدة أو المخفية داخلنا، يجب أن تظهر على السطح قبل أن نتمكن من التخلص منها. مثل المَثل القائل -إذا كنت تشعل النار، إذا كان كان هناك الكثير من الدخان في البداية، فهذه نار جيدة؛ إذا كان لديك القليل من الدخان، فعندها لن تكون نارًا جيدة. إنه مثل محاولة تنمية حالة الشاماتا، السكون والثبات الذهني بالتركيز. في البداية، يبدو أن الشرود الذهني وما شابهه في زيادة، [لكن] نحن فقط نلاحظه؛ [قبل هذا] نحن لم ننتبه له حقًا. ذات الشيء عند التدرب للتخلص من المشاعر المزعجة عبر القيام بتدريب الأخذ والمنح، تونغلين، بأخذ المزيد من المعاناة، يبدو أن لدينا مشاعر مزعجة طيلة الوقت والتي لم نكن واعين بها. هذا جيد. هذه المشاعر المزعجة الخفية تظهر. تظهر قبل أن نتمكن من العمل عليها وتخليص أنفسنا منها.
هذا مفيد للغاية. أحيانًا عندما نتدرب على الدارما لسنوات عديدة ونعتقد أننا قد اعتنينا بالمشكلة، "أنا لا أتعلق للغاية، وأقع في الحب بجنون، وتصبح الأمور خارجة عن سيطرتي، وما شابه، ليس بعد الآن. أنا قادر على التعامل مع المشاعر المزعجة القوية". ثم يستمر الأمر على هذا الحال، ثم بعد عشر، خمسة عشر، عشرين سنة، فجأة تصيبنا حالة من كل تلك المشاعر المزعجة القوية مرة أخرى. من الجيد ألا ننزعج حينها من هذا، لكن أن نتقبله و"اعطني المزيد، هات ما عندك، لأنه من الواضح لا يزال هناك البعض مما لم يتجسد بعد، بعض البقايا التي علي أن أتعامل معها، لهذا هذا عظيم. هات ما لديك، حتى أعمل عليها أكثر، بدون أن أفقد عزيمتي". هذا مفيد. بلا شك هذا يحدث مع المتدربين ذوو خبرة طويلة. اختبرته بالتأكيد. تعتقدون أنكم لن تغضبوا، لن يكون عليكم التعامل مع غضبكم بعد الآن، لا يضايقكم شيء، ثم يحدث شيء وتتضايقون بشدة، بعد عشرين عامًا. نحن لن نتخلص من كل هذه المشاعر المزعجة حتى نصبح أرهات، لذا ما الذي نتوقعه؟
النقطة الثالثة هي:
في البداية والنهاية، ليكن لدي الفعلين.
يشير هذا إلى نية مساعدة الآخرين في البداية، وتكريس القوى الإيجابية في النهاية. لمساعدتنا في هذا، يمكننا القيام بجرد الحصى الأبيض والأسود الذي كان الغيشي بِنكونغيال يقوم به والذي ذكرته سابقًا. البعض يقوم بهذا ويجده مفيدًا للغاية.
النقطة الرابعة هي:
عند حدوث أيًا من الاثنين، تصرف بصبر.
تشير "أيًا من الاثنين" إلى سواءً كنا سعداء، أو كنا نعاني، نتصرف بصبر، ونمنح السعادة للآخرين ونأخذ معاناتهم. سواءً كنا أثرياء أم فقراء -بأي من الطرفين- لا نتغير، نُبقي ذات الموقف الداخلي. فجأة نحصل على الكثير من المال، فجأة نخسر أموالنا، أو أيًّا ما يحدث. لا نصبح متكبرين ومتعجرفين من جهة، أو محبطين من جهة أخرى. إذا كنا أغنياء يمكننا استخدام أموالنا في مساعدة الآخرين، وإذا كنا فقراء يمكننا على الأقل أن نستخدم مخيلتنا -استخدام كِلا الظرفين في مساعدة الآخرين وتنمية البوديتشيتا.
عندما نكون سعداء، حينها، نمنح هذا للآخرين. نستخدمها بمشاركتها مع الآخرين. "ليت الآخرين يحظون بهذه السعادة" -بدون أن نصنع جلبة حولها، "ألا نستمتع؟"
النقطة الخامسة هي:
احرس الاثنين ولو كانت حياتك هي الثمن.
"الاثنين" هنا هما التزاماتنا العامة وعهودنا، والآخر هو تحديدًا هذه الأنواع المختلفة من التدريبات التي توثق الرباط بتدريب المواقف الداخلية. من المهم للغاية أن نتفقّد ما إذا كان بإمكاننا المحافظة على العهود التي أخذناها، وأن نرى ما إذا كان باستطاعتنا المحافظة عليها طيلة حياتنا. من المهم عندما نأخذ تعزيزات التانترا، وليس فقط العهود، ولكن التزامات التدرب اليومي، "هل أنا حقًا عازم وقادر على القيام بهذا كل يوم لبقية حياتي؟" إذا لم نُبقِ على عهودنا ورغبنا في الانتقال إلى التدريبات الأكثر تقدمًا، فسيكون هذا في غاية الخطورة. "في يوم ما سيتهدم هذا البيت عديم الأساسات"، كما شرح الغيشي دارغيي، لذا قبل أن نطلب تلك التدريبات المتقدمة من المعلمين، نسأل أنفسنا بشأن التزامنا الأخلاقي.
النقطة السادسة هي:
تدرّب على الأشياء الثلاثة الصعبة.
"الأشياء الثلاثة الصعبة" هي -عندما تنشأ مشاعرنا المزعجة، الأول أن نكون حاضري الذهن بالمضاد، الثاني هو أن نعكسها عبر تطبيق المضاد، والثالث هو أن نقطع استمرارية تلك المشاعر المزعجة. لا نتركها تنشأ مرة بعد الأخرى. تلك هي الأشياء الثلاثة الصعبة. نقوم بكل هذا عبر الحضور الذهني بعيوب تلك المشاعر المزعجة مثل إيثار الذات.
النقطة السابعة هي:
خُذ بالأسباب الثلاثة الكبرى.
"الأسباب الثلاثة الكبرى" للنجاح في نموّنا هي مقابلة المعلم الروحاني، الاعتماد على المعلم الروحاني؛ الثاني هو التدرب على التعاليم التي نتلقاها منه، أن نضعها بالفعل موضع التدرب بحياتنا؛ والثالث هو النجاح في الحصول على الظروف المواتية للتدرب. الظروف المواتية للتدرب هي الرضا -أن نكون قانعين وراضين بالطعام المتواضع، المسكن المتواضع، كم المال المتواضع، وما شابه. من الواضح إننا بحاجة لما يكفينا لنعيش، لكن نكون عندها قانعين وراضين ولا نحاول بشكل مستمر أن نُحسّنه ليصبح أفضل وأفضل، ولكن نستخدم ما لدينا، إذا كان كافيًا ومُرْضيًا كظرفٍ للتدرب.
النقطة الثامنة هي:
تأمل على الأشياء الثلاثة التي لا تتدنى.
"تأمل" تعني أيضًا تعويد أنفسنا، جعل الشيء عادة. أول شيء نحتاج أن لا يتدنى لدينا هو عدم تدني الثقة والإعجاب بمعلمينا الروحانيين -من الواضح أن هذا يشير إلى المعلمين الروحانيين المؤهلين- وأيضًا يمكن أن يعني هذا الاحترام والإعجاب بكل الآخرين. من المهم للغاية أن نتدرب بتواضع. أحد أسباب عدم قدرتنا على تنمية البوديتشيتا والتفكير في سياق مساعدة الآخرين، هو بسبب النظر نظرة متدنية للبعض، والشعور بأننا أفضل أو أحسن. الشخص المتبحّر الذي تعلم قدرًا كبيرًا ولكنه في غاية العجرفة، معرفته لن تنفع أحد، ولا حتى هو نفسه. سينفر الجميع من مجرد التواجد مع شخص في غاية العجرفة، ولن يستمعوا حتى لمثل هذا الشخص.
مع الكبرياء نرفض أفكار الآخرين، لا يمكننا التعلم منهم، نحاول أن نفرض عليهم أفكارنا، حتى إذا كانت خاطئة، ونرفض نصائحهم. لكن إذا كنا متواضعين ونستمع للآخرين، يمكننا التعلم حتى من هؤلاء قليلي التعليم. يمكننا التعلم حتى من الأطفال، يمكننا التعلم ألا نتصرف كما يتصرف الآخرين. مع الكبرياء نتجاهل كلمات الآخرين، ونصبح دفاعيين للغاية، ونرغب فقط في الدفاع عن أفكارنا. لذا من المهم أن يكون لدينا احترام لا يتدنى، ليس فقط للمعلمين، ولكن للجميع.
الشيء الثاني الذي لا يتدنى هو نيتنا على التدرب. يعني هذا أيضًا أننا لا يجب أن نأخذ تدريب المواقف الداخلية كشيءٍ مفروض علينا، نقوم به كواجب لنسعد معلمنا، أو ما شابه. لكن إذا كنا متحمسين ومبتهجين به، يمكن أن يكون ذو نفع عظيم. عندما نشعر بأننا مرغمين على القيام بشيء أو ملتزمين بالقيام به، عادةً ما نجد أنفسنا نقوم بعكسه. علينا أن نحترس من هذا.
الشيء الثالث الذي لا يتدنى هو التزامنا النابع من تدريب المواقف الداخلية والتدريبات الأخرى، يجب أن لا يتدنى.
النقطة التاسعة هي:
اِمتلك الثلاثة الذين لا انفصال بينهم.
الثلاثة هنا هم الجسد، الحديث والذهن. يجب أن نحاول أن نجعل الثلاثة متصلين دائمًا بتدربنا. نحاول أن نكون واعين ونتدرب حتى لا نكون متململين نتحرك في كل مكان -نحاول ألا نقوم بهذا- أو نشرد بعيدًا بخيالنا، أو نتحدث في تفاهات، نتحدث كثيرًا، أو ندع ذهننا يمتلئ بكل أنواع الأفكار الغريبة وما شابه، لكن نحاول أن نحافظ دائمًا على صلة بشيء بنّاء وإيجابي. كما اعتاد الغيشي دارغيي أن يقول، "لا تذهب للنوم مثل الثور، تسقط مكانك منهارًا"، لكن من الأفضل دائمًا أن تقوم بثلاث انحناءات للأرض قبل أن تنام وعندما تستيقظ في الصباح.
ثم التدريب التالي، النقطة العاشرة هي:
تصرّف بنقاء دون انحياز للمحل.
يشير هذا إلى التدرب تجاه كل الكائنات -الجميع- لأن يكون لدينا هذه المواقف الداخلية البنَّاءة، وليس فقط تجاه أصدقاءنا.
النقطة الحادية عشر هي:
اَعْتَزَّ (بتطبيق)التدريبات الشاسعة والعميقة تجاه كل شيء.
هذا يعني أن نتدرب لأن يكون لدينا تلك المواقف الداخلية الإيجابية مُمَّددة بشكل شاسع تجاه كلٍّ من المحال الواعية وغير الواعية، تجاه كل شيء. هذا يعني ألا نغضب من السيارة وهذا النوع من الأشياء؛ أو نغضب من الحاسب الآلي عندما لا يقوم بما نرغب فيه ويعطل. من الواضح أن النقطة هنا ذات صلة بالقيام بتدريب الأخذ والمنح، تونغلين، في مثل هذه الظروف، "ليت معاناة تعطّل حواسيب جميع الكائنات تأتي إلي، سأتعامل معها". "ليت كل الرسائل الدعائية غير المرغوب فيها في العالم تأتي إلي. سأتلقى كل الرسائل المزعجة التي في العالم"، وهذا النوع من الأشياء. "أرسلوا لي المزيد".
النقطة الثانية عشر هي:
تأمل دائمًا تجاه هؤلاء الذين تنحيهم بعيدًا (كمقربين).
"تنحيهم بعيدًا" تعني هؤلاء الذين نحن مقربون منهم -الذين نعيش معهم، والدينا، معلمونا الروحانيون- وليس فقط قريبون بمعنى أننا نحبهم، أو أن لدينا علاقة إيجابية معهم، ولكن أيضًا أعداءنا، وبالتالي هؤلاء الذين لا يحبوننا. أو هناك أشخاص بعينهم يبدو أننا نحبهم فورًا أو نكرههم فورًا من النظرة الأولى، نتيجة صلات الكارما. كل هؤلاء يصعب للغاية التدرب معهم، أن يكون لدينا تساوي تجاههم وما شابه. لذا نحتاج أن نتدرب جيدًا بشكل خاص معهم "ننحيهم بعيدًا كمقربين".
لذا هذه النقطة تخص كلا النوعين. كلاهما قريب منا في سياق صلة الكارما. هؤلاء من يؤذوننا من الواضح أن لديهم صلة كارما قريبة منا. نضعهم في مكان خاص مميز عن الآخرين كأن لهم قرابة خاصة. ليسوا جزءًا من الحشود.
النقطة الثالثة عشر هي:
لا تعتمد على ظروف أخرى.
بعبارة أخرى، إذا انتظرنا من أجل أن نتدرب ولم نقم بهذا التدرب حتى نحصل على الظروف المثالية، فلن نجدها أبدًا. كما يقول أحد الأمثال التبتية: "يُظهر الناس جانبهم المتدين عندما تسير كل الأمور بشكل حسن، لكن يظهرون مظهرهم الحقيقي في المواقف الصعبة السيئة، عندما لا تسير الأمور بشكل جيد". يجب ألا نكون على هذه الشاكلة. علينا أن نحقق الاستنارة بأنفسنا. لا يمكننا أن نعتمد على الظروف الخارجية.
كما يقول ناغرجونا، لا يمكننا أن نُؤخذ خارج السامسارا مثل الصياد الذي يُخرج السمكة من الماء. المعلم الروحاني يمكنه فقط أن يقدّم المساعدة. لا تتوقع أنك ستجد معلمًا عظيمًا وتحقق التحرر الفوري كما لو كان هناك ضوء سحري يخرج من المعلم. المسئولية تقع علينا. يجب أن نعتمد على أنفسنا. إذا لم نستطع القيام بأي شيء، نترك كل شيء لمعلمنا -الغيشي دارغيي قال هذا التعليق- كل ما يمكنه القيام به هو أن يربت على رأسنا ويقول لنا كلمات لطيفة. لن يأخذنا هذا إلى أي مكان. ما الذي سنقوم به، فقط نهز ذيولنا.
النقطة الرابعة عشر هي:
تدرب في المقام الأول الآن.
هذا يعني أن لا نتجول في كل مكان، نتذوق كل شيء، ونصبح سائحين في السامسارا، نختبر كل شيء بها، أو نجرب كل تدريب وكل معلم، لكن نتخذ القرار ونضع كل جهودنا في تدريب مواقفنا الداخلية، في تنمية نوعي البوديتشيتا وتحقيق الاستنارة. لا نؤجل هذا. أن يكون لدينا الاهتمام بالدارما وليس الأشياء الدنيوية؛ بالحيوات المستقبلية، ليس بهذه الحياة؛ نهتم بالتحرر، وليس بأشياء السامسارا؛ وبالآخرين، وليس بأنفسنا -مثل مفارقة أنواع التشبث الأربعة.
النقطة الخامسة عشر هي:
لا يكن لدي فهمًا معكوسًا.
يشير هذا إلى قائمة تحتوي ستة أنواع من الأشياء التي يمكن أن تُعكس، ولا نرغب في أن يكون هذا لدينا.
الأول هو عكس، أو مضاد الشفقة. لدينا الشفقة ونشعر بالأسى نحو متدربي الدارما مرتدي الأثمال، بدلاً من أن يكون لدينا شفقة تجاه الأشخاص الذين يتصرفون بشكل هدَّام ويرتدون ملابس جيدة، الأشخاص الدنيويون الأغنياء. كان هناك ثلاث شقيقات ثريات رأيْن ميلاريبا وقلن، "كم نشعر بالأسف عليك، نُشفق عليك، كم أنت فقير"، وما شابه. قال لهن، "لا، في الحقيقة أنا من لديه شفقة عظيمة تجاهكن".
الثاني هو عكس الصّبر و التحمل، الصبر أو التحمل المعكوس. بدلًا من أن يكون لدينا صبرًا وتحملًا تجاه الأشخاص الذين يغضبون منا، نتحمل مشاعرنا المزعجة ولا نقوم بأي شيء تجاهها. ليس لدينا صبر للجلوس في محاضرة للدارما لعدة ساعات، لكن لدينا صبر مثالي لنقف بالساعات عند النهر لنصطاد السمك -وهذا النوع من الأشياء- أو نقف بالساعات في الصف لندخل إلى حفل موسيقي.
الثالث هو الانتباه المعكوس. هذا هو الانتباه للأشياء الدنيوية بدلًا من الدارما. بدلًا من سعادتنا الداخلية لدينا الانتباه لنحاول أن نحصل على المكاسب الدنيوية.
الرابع هو التذوق المعكوسة. بدلًا من رغبتنا في تذوق الخبرة الروحانية للاستماع، التفكير والتأمل على الدارما، نرغب في أن نحظى بخبرة تذوّق الممارسة الجنسية الغريبة، المخدرات الغريبة، وهذا النوع من الأشياء.
الخامس هو الاهتمام المعكوس. الاهتمام يعني تشجيع الآخرين على أن يهتموا. بدلًا من تشجيع الآخرين على الاهتمام بالتدرب، نُشجعهم على التجارة لكسب المزيد من المال، أو مواكبة صيحات الموضة الحديثة وما شابه.
السادس، الابتهاج المعكوس. سيكون هذا هو الابتهاج بمعاناة مَن لا نُحبهم، بدلًا من الابتهاج بالسعادة. لذا "لا يكن لديك الفهم المعكوس".
النقطة السادسة عشر هي:
لا تكن متقطعًا.
تعني كلمة "متقطع" أن نتدرب يوم ولا نتدرب التالي، ثم نتدرب مرة أخرى، فقط نقوم بتدربنا لبعض الوقت. بدلًا من هذا نحتاج للاستمرارية. أيضًا ما نحتاج أن نحاول تجنبه هو إذا لم نكن أقوياء في أحد التدريبات، ننتقل إلى تدريب آخر. لا تكونوا متعصبين، حافظوا على ثباتكم، مثل النهر الكبير.
النقطة السابعة عشر هي:
"تدرّب بحسم".
يعني هذا أن نكون قاطعين ومباشرين. ما يعنيه هذا هو أن نكون حاسمين عازمين في تدربنا، لا نقف بمنتصف الطريق. كما اعتادت أمي أن تقول بحكمة الأم العظيمة، "إذا كنت ستقوم بشيء ما، قم به من أوله إلى آخره، لا تقم بجزء منه وتترك الباقي". لا تكن أذهانكم نصفها بالتدرب ونصفها خارج التدرب. إذا كنتم ستقومون بشيء، قوموا به بشكل صحيح، وقوموا به بأكمل شكل ممكن.
تلك الأقوال النابعة من حكمة الأم يمكنها أن تكون مفيدة جدًا،جدًا. كانت لأمي مقولة أخرى والتي تنطبق على التعاليم الخاصة بعجرفة وكبرياء المنصب الكبير أو هذا النوع من الأشياء. اعتادت أن تقول، "أنت ذو منصب سامي والخمسة قروش لن تجعلك تركب إلا الحافلة". سيكون هذا مرادفًا لأن نقول، "تحمل مسمى كبير وأثنين يورو لن يسمحوا لك إلا بركوب قطار الأنفاق أو حافلة شركة يو باهن". بعبارة أخرى، لن يُشكّل منصبك أي فارق. هذه هي الحياة، ونتعامل معها، لذا لا نصطنع جلبة كبيرة حول هذا. لا نُعجب بأنفسنا: ففي النهاية ركوب الحافلة سيكلف اثنين يورو.
النقطة الثامنة عشر هي:
"سأحرر نفسي من خلال التحري والتفحص".
نحن بحاجة لاستخدام التحري، بعبارة أخرى، أن نتحقق مِن ما الذي يحدث على المستوى الأكثر ظهورًا؛ والتفحص لنتحقق بشكل أكثر دقة، لنرى ما إذا كنا دربنا حقًا مواقفنا الداخلية، إذا ما قمنا بتنقيتها من المواقف الداخلية السلبية، إذا ما كنا قد تعاملنا مع المشاعر المزعجة والإيثار الذات بشكل دقيق وفعال، ولا نقم فقط بكبتها. لأن هذه هي الطريقة التي سنتخلص بها منها، نحرّر أنفسنا منها. لذا بالأساس الرسالة هنا هي أن نتفقد دائمًا. نُشغل برنامج التفحّص، بجميع مستوياته.
النقطة التاسعة عشر هي:
"لا تتأمل بحسّ الخسارة".
يمكن أن يُشير هذا إلى العديد من الأشياء. عندما نمنح كل شيء لجميع الكائنات -نقدّم بأذهاننا تلك الهبات، "ليت جميع الكائنات الواعية تستمتع بهذا"، إلى آخره، "اَمنحُ هذا للجميع"- لكن بعدها، عندما يأتي أحدهم ليتلقى أو ليأخذ بالفعل شيئًا منا، نتشبث به ببخل. أتذكر، في تأملي، كنت أقدّم هبات من الزهور، ثم عندما يأتي أطفال القرية في الهند ويقطفوا كل الزهور بحديقتي، كنت أغضب للغاية من هذا. لكنني وهبتهم للآخرين، لذا عندما يأتون لأخذه، هو ملكهم، ليس ملكي.
تشير هذه النقطة أيضًا إلى ألا نُذكّر الآخرين بما قدمناه لهم من خدمات. لا نقول، "لقد كنت أعمل من أجلك". لا نتباهى وننشر بين الناس ما نقوم به في تدربنا، "لقد قمت بالعديد من الانحناءات"، أو نشعر أنه كان في هذا نوع من الخسارة، بمعنى كم كان صعبًا، "كم كانت محاولتي للوصول إلى الاستنارة مكلفة". هذا غير ملائم أبدًا. إذا كنا، على سبيل المثال، نقوم بمائة ألف انحناءة ونقوم بها بدافع ملائم، عندها بالطبع سننمّي قوى إيجابية من هذا. لكن لا ننمي أي قوى إيجابية أخرى أو إمكانات من التبجح بما قمنا به أمام الآخرين. خاصة إذا ذهبنا في معتزل طويل، ثم نخرج منه وننظر نظرة متدنية لأصدقائنا وأقاربنا كما لو "يالكم من كائنات عالقة في السامسارا تستحق الشفقة"، هذا ليس جيدًا. نحتاج لأن نقوم بتدربنا بهدوء، بهدوء، وليس بشكل علني صارخ، بدون تباهي.
نحتاج أيضًا ألا نعتمد أو لا نضع بحسباننا تلقي المساعدة من الآخرين. نعتمد على الدارما -بوذا، دارما والسانغا. لا نفكر، "يا لبؤسي، لا أحد يساعدني. أعاني كثيرًا لكوني متدرب على الدارما". إذا كنا مخلصين، ستسير أمورنا بشكل جيد -على الرغم من أنني أتذكر هنا دائمًا المثل العربي، "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ". لا تكونوا سُذّجًا وتعتقدوا أن الله سيوفر لكم ما تحتاجونه دون أن تقوموا بأي شيء. على الرغم من أنه يُذكر في النصوص أنه ليس هناك متدرب مخلص مات أبدًا من الجوع، لكن مع ذلك لا تتبعوا أيضًا التفكير الحالم، وبالتأكيد لا تشتكوا من صعوبة تدربكم على الدارما. هذا التأمل بحس الخسارة، "من الصعب للغاية فهم تلك التعاليم عن الخلو"، وهذا النوع من الأشياء، ونشتكي أنه يصعب فهمها، يصعب التدرب عليها، "إنها معقّدة للغاية".
نتدرب بطريقة غير متباهية. أعني، أن يكون هناك حشد من الناس، ونصل للتعاليم متأخرين قليلًا، ونقوم بالانحناء احترامًا حتى يرى الجميع كم نحن مخلصون أو ما شابه، بدلًا من تقديم الانحناء بالخلف عند الباب، حيث لا يرانا أحد.
النقطة العشرون هي:
"لن أَحُدَّ من نفسي بالحساسية الزائدة".
الغضب لأقل استفزاز. الحساسية الزائدة تعيقنا حقًا. يجب أن نحاول ألا نكون محدودين بهذه الطريقة، "يمكنني أن أتلقى النقد عندما أكون وحدي، فقط وجهًا لوجه، لكن لا يمكنني أن أتلقاه عندما أكون بين حشدٍ من الناس". يقول شانتيديفا، بهذه المواقف كُن مثل جذع الشجرة، مثل قطعة الخشب. إذا أهاننا شخصٌ ما، نبقى مثل قطعة الخشب. في النهاية سينفذ ما لدى هذا الشخص من كلام، ويسأم ويتوقف. مثل الكلب الذي سيتوقف في النهاية عن النباح، بدلًا من صنع جلبة ونحاول إسكات الكلب؛ لكن كل هذا يتطلب دافعًا جيدًا. إذا كان الدافع سلبي أو عصبي، فنحن عندها نتمسك بالأفكار السلبية داخلنا ونكبتها وستخرج لاحقًا. أو ستصبح مثل القُرحَة، وسنفكر لاحقًا في الانتقام.
النقطة الحادية والعشرون هي:
"لا تتصرف فقط لفترة قصيرة".
بعبارة أخرى، لا تكن متقلبًا، في تغير دائم. أقل مديح يجعلنا سعداء، ويقطّب أحدهم في وجهنا، أو لا يُلقي التحية علينا، أو يودعنا، أو يرحب بنا جيدًا، ونكتئب. إذا كنا على هذه الشاكلة، سيعتبرنا الآخرون غير مستقرين وغير متوازنين. من ناحية أخرى، إذا أصبحنا مفرطي الاستثارة، نهاجم أي شخصٍ يقول شيئًا به أدنى خطأ، يصبح من المُجهد التواجد معنا. نحتاج، بشكل ما، أن نكون رفقاء سهلي المعشر، نتساهل مع الآخرين. متوافقين مع المزاج العام للآخرين. لا نضيع كل وقتنا في النميمة، لكن نرحب بأصدقائنا، نسأل عنهم، نبتسم لهم، نكون ودودين. لا نُزعج الآخرين بالقراءة بصوت مرتفع -أعني، كل التبتيين يقومون بهذا، لكنهم معتادون تمامًا عليه- إزعاج الآخرين الذين نعيش معهم، التسبب في الكثير من الضوضاء، نستمع إلى الموسيقى بصوت عالٍ، أو هذا النوع من الأشياء، أو دائمًا ما نجلس في صمت ولا نتواصل.
نكون مرنين، حينها سنتدرب طيلة حياتنا، وليس فقط لفترة وجيزة. عندما نكون غير مرنين ومتصلبين وما شابه، عادة ما نستسلم بسهولة. نحن متعصبون للغاية. إذا كنا مرنين وهادئين ومسترخين بشأن تدربنا على الدارما، يمكننا أن نحافظ على استمرارية تدربنا طيلة حياتنا. نحن لسنا عصبيين في تدربنا على الدارما. نعرف كيف يصبح الناس عندما يكونون عصبيين في تدربهم على الدارما، عندما يكونون عصبيين ومضغوطين بسبب تدربهم. ليسوا مسترخين، لأنهم غير مرنين، ثم يتخلون عن الأمر بأكمله، يستنزفون أنفسهم.
النقطة الأخيرة، الاثنان وعشرون، هي:
"لا تتمنى (أي) شكر".
تعرّضنا لنقطة مشابهة سابقًا. لا تتمنى أي شهرة أو امتنان أو أي شيء مماثل، أو أي شكر نتيجة لتدريب مواقفنا الداخلية.
فيما له صلة بهذا، نحتاج لأن نحاول التدرب بدون الصعود والهبوط نتيجة للأشياء الثمانية الزائلة في الحياة. أحيانًا أشير إليها بالمشاعر الثماني الطفولية. عند تلقي الهدايا وما شابه، أو الحصول على أشياءٍ، نصبح سعداء، ونكون تعساء عندما لا يحدث هذا؛ أو نتحمس عندما تسير الأمور بشكل جيد، أو نكتئب عندما لا تسير بشكل جيد؛ سماع الأشياء اللطيفة في تواصلنا تجعلنا سعداء، أو ما إذا كانت الأصوات حولنا هادئة، لكن إذا ما كانت هناك ضوضاء نتضايق؛ أو نتحمس عندما نُمدح، ونتضايق للغاية عندما يُحط من قدرنا. فقط عندما نتوقع ونأمل في تلقي الأشياء، وتسير الأمور بشكل جيد، ويتحدث معنا الآخرون بلطف، ويمدحوننا وما شابه، تحدث المشاكل في تدربنا، وتعترينا تلك المشاعر الطفولية، نسير في صعود وهبوط بشأن تلك الأشياء العابرة الثمانية. ما نرغب في تجنبه هو تطرّف ردة الفعل، ردة الفعل الطفولية تجاهها. "لا اَنتظر أي شكر".
إذا تساءلتم عن لماذا أطلق عليها الأشياء الثمانية "الزائلة"، حسنًا، هكذا كان يشرحها الرينبوتشي سيركونغ. تترجم عادة "الدنيوية"، لكن المصطلح التبتي "جيغتِن" له مقطعين، "تِن" معناه "أساس الشيء" و المقطع "جيغ" معناه "يتداعى". ما معنى كلمة دنيوي، إنه شيء لا يمتلك الأساس ليدعمنا، مقابله سيكون حالة الأريا، عندما يكون لدينا إدراك غير نظري للخلو. وهي حالة متجاوزة لحالة الدنيوية، تُترجم عادة إلى "أسمى مما هو دنيوي"، لكنها تعني أنها ثابتة، ليست شيئًا عابرًا، "هذا الأساس سينهار". أجد هذا منطقيًا أكثر.
بهذا نكون قد أكلمنا الاثنين وعشرين نقطة لتدريب مواقفنا الداخلية، وهذه هي النقاط السبع لتدريب الذهن. أنهى الغيشي تشِكاوا النص بالأبيات التالية، بيتان. يقول:
(بهذه الطريقة،) حول لمسار الاستنارة هذا (الزمن عندما) تعصف فيه أشكال التدهور الخمسة.
بعبارة أخرى، سنكون قادرين بهذه التدريبات أن نحوّل تلك المواقف الصعبة في زمن أشكال التدهور الخمسة. أولها هو تدهور المدى العمري. لذا يموت الأشخاص في عمر أقل عما سبق، على الرغم من أن هناك من يعيشون أطول، لكن يشير هذا إلى كيف أنه مع الحروب، الحوادث، الجرعات الزائدة للمواد المخدرة، مرض نقص المناعة، وهذا النوع من الأشياء، يموت العديدون في سن أصغر وأصغر. أو، إذا بحثنا عن معنى أكثر حداثة، يعيش الناس طيلة حياتهم بوتيرة أسرع بكثير. لا تطول فترة الطفولة كثيرًا. بعمر الثالثة عشر، يبدأ المراهقون بالفعل في تجربة المخدرات والجنس وكل هذه الأشياء. لا يُسمح لنا بأن نحظى بطفولة طويلة.
التدهور الثاني هو المواقف الداخلية المزعجة. يشير هذا إلى هؤلاء الذين يتركون منازلهم، ويرتدون الرداء الرهباني ليصبحوا راهبين وراهبات. على الرغم من أن لديهم المواقف الداخلية السامة الثلاثة، أو المشاعر القوية السامة الخاصة بالرغبة المتشبثة، الغضب والغُفل. التدهور الثالث هو المنظور أو الرؤية، ويشير إلى مجتمع غير الرهبان. ليس لديهم احترامٌ لأي شيء أو لأي شخص. هذه علامة على زمن التدهور. الرابع هو تدهور الكائنات -أن الأشخاص والحيوانات أصبحوا عرضة للانقراض وغير قادرين أكثر على المحافظة على أنفسهم، وما شابه، [مثل] الحيوانات التي تُجبر على العيش فقط في حدائق الحيوانات ولا تعيش أبدًا في البرية. الخامس هو تدهور الزمن في العموم، يكون هناك الكثير من الكوارث الطبيعية. يمكننا رؤية هذا في الاحتباس الحراري وهذا النوع من الأشياء.
لذا "نحوّل إلى مسار الاستنارة هذا (الزمن عندما) تعصف فيه أشكال التدهور الخمسة". من الواضح أن الجميع يعتبرون أنفسهم يعيشون في هذا الزمن. كما ذكرت.
البيت التالي:
هذا جوهر رحيق الخطوط الإرشادية في تقليد سِرلينغبا.
لقد ناقشنا بالفعل سلسلة معلمي هذه التعاليم، لذا ليس هناك حاجة لتكرار هذا. يُطلق على هذه التعاليم "جوهر الرحيق". كلمة "الرحيق" في السنسكريتية هي الشيء الذي يمنع الموت، رحيق الخلود. وفي اللغة التبتية تحمل الكلمة دلالة "قمع مارا أو كبته"، معنى كلمة مارا هي شيطان الموت. ويجلب لنا التدرب على البوديتشيتا وإيثار الآخرين الاستنارة، والتي تعني التغلب على نوعية الموت العادي للسامسارا.
يُنهي الغيشي تشِكاوا النص بأبيات تُلخّص بالأساس كيف تلقى هذه التعاليم، والآن وقد تدرب عليها، كم كان هذا مفيدًا. يقول:
مِن إيقاظ تيقظ بقايا الكارما من تدربي السابق إعجابي (بهذا التدرب) يتزايد. ونتيجة لهذا السبب، متجاهلًا المعاناة والإهانة طلبت تعاليم تلك الخطوط الإرشادية لأروّض تشبثي بذاتي. الآن حتى إذا مت، ليس لدي ما أندم عليه.
من غرائز الكارما القوية من الحيوات السابقة، ما إن سَمِع عن تدريبات مشابهه لهذه، إعجابه واهتمامه بهذه التعاليم أصبح قويًا جدًا جدًا، ورغب بشدة في دراستها والعثور عليها. لم يكن يمانع المعاناة والإهانات التي تعرض لها في طلبه لتلقي تلك التعاليم، والأعوام الستة التي قضاها في دراستها، لكنه طلب تلك التعاليم، وكانت في غاية الفائدة. ولذا يقول، "الآن حتى وإذا مت، ليس لدي ما أندم عليه" بشأن القيام بهذا.
إذا تدربنا، هناك ثلاثة طرق يمكن أن نموت بها. أفضلهم هي الموت بحالة ذهنية سعيدة -أن نكون سعداء، لأننا دربنا أنفسنا، فسنكون قادرين على الاستمرار في التقدم وما شابه، لذا سنكون سعداء لقدرتنا على أن نستمر في التدرب في حيواتنا المستقبلية. أوسطهم أن نموت بحالة ذهنية مسترخية؛ وأقلهم، الحد الأدنى هو أن نكون قادرين على الموت بلا ندم.
النصيحة التي يقدمها الغيشي نغاوانغ دارغيي في نهاية هذه التعاليم كانت أننا بحاجة لأن نحاول التدرب بقوة على الدارما وخاصة على تدريب الذهن، وحينها ستتولد غريزة التدرب على الدارما في المستقبل بقوة، كما حدث مع الغيشي تشِكاوا. هذا مهم في سياق كيف نكون قادرين أن نموت في حالة ذهنية سعيدة. إذا وضعنا الكثير من الجهد، ودربنا أنفسنا جيدًا، يمكننا أن نشعر بالثقة في أن تلك الغرائز موجودة وستثمر أكثر في حيواتنا المستقبلية.
إذن، في أي موقف نجد أنفسنا فيه، نحتاج لأن نحاول أن ننمي البوديتشيتا. لكن إذا كنا سنجد أنفسنا في مواقف صعبة، نحتاج لأن نتدرب قبلها، نتدرب، حتى نكون حذرين ونحمي أنفسنا بهذه التعاليم. الأمر أشبه بقيادة السيارة، إذا رأينا منحنيًا أمامنا أو شيئًا مشابهًا، نستعد له، نُبطئ من السرعة ونكون حذرين. إذا كنا على هذه الشاكلة وحذرين، وحريصين بشأن تدربنا بشكل ملائم للتعامل مع المواقف الصعبة في الحياة، عندها سنكون قادرين على إحراز تقدمًا ثابتًا -على الرغم بالطبع، هناك صعود وهبوط من يوم لآخر.
هذه هي التعاليم، وكما يمكنكم أن تروا، هي مفيدة للغاية، عميقة، عميقة للغاية، متقدمة جدًا، كثيرة. وما قمت بشرحه، كما قلت سابقًا، قائم بالأساس على الجمع بين ما شرح الغيشي نغاوانغ دارغيي في أكثر من مناسبة وما شرح الرينبوتشي سيركونغ وقداسة الدالاي لاما.
أقراء للنص الأصلي "النقاط السبعة لتدريب الذهن" للغيشي تشِكاوا.