أفضل خصال الميلاد البشري الثمين

الخصال الثمانية الجيدة وأسبابها

تحدثنا بالأمس عن اتخاذ الملجأ، وضع توجه إيجابي، آمن وسالم في حياتنا. اتخاذ التوجه الآمن في الحياة، التوجه الآمن والسالم، تدرب مهم جدًا ونقطة في غاية الأهمية، لأنه على أساس منها سنكون قادرين على تحقيق الاستنارة سريعًا. لهذا، من المفيد جدًا أن نضع الجهد في هذا الاتجاه. في هذه اللحظة لدينا أساس العمل المتميز الخاص بالهيئة البشرية الثمينة، وإذا كانت لدينا أساس العمل المعزز بالخصال الثمانية العظيمة التي تُثمر عن الأفعال الإيجابية السابقة، حينها سيكون لدينا أفضل الفرص للتقدم. ما هي الخصال الثمانية المُثمرة التي تجعل التدرب أكثر فاعلية؟

  • حياة طويلة
  • جسد جيد ومنظر جذاب
  • الولادة في طبقة اجتماعية راقية، عائلة عريقة وما شابه
  • القوة الهائلة ووفرة المصادر التي يمكن استخدامها
  • نوعية متميزة من الحديث، بعبارة أخرى، شخص يقول القليل لكن ما يقوله يكون ذو معنى عميق وصادق، غير قاسٍ، والجميع يجده حديثًا مهذبًا ومفيدًا.
  • ذو تأثير قوي ويمارس تأثيرًا إيجابيًا قويًا على الآخرين
  • قوة جسدية هائلة ودرجة تحمل عالية
  • قوة ذهنية أو عزيمة شديدة

كيف يمكنكم الاستفادة من هذه الخصال؟

  • إذا كانت لديكم حياة طويلة، عندها يمكنكم الوصول بتدربكم لنهايته. لديكم فترة كافية من الوقت لتكونوا قادرين على تنمية أنفسكم ونفع الآخرين.
  • إذا كان منظركم جميلاً ولديكم طلعة ومحيا جذاب، الآخرون سينجذبون إليكم بشكل طبيعي وستكونون قادرين على أن تجمعوا حولكم حشدًا ضخمًا من البشر لتساعدوهم وتقدمون لهم التعاليم.
  • إذا جئتم من عائلة متميزة وخلفية اجتماعية سامية، فهذا شيء مفيد للغاية بمعنى أن الآخرين تلقائيًا سينتبهون إليكم أكثر ويسمعون ما تقولونه بجدية.
  • إذا كان لديكم قدرًا كبيرًا من القوة والتأثير، ستتوفر لكم حينها المصادر التي يمكنكم استخدامها لمساعدة الآخرين.
  • إذا كنتم صادقون في حديثكم، الآخرون سيأخذون ما تقولونه بجدية ويستمعون إليكم.
  • إذا كانت لديكم قوة وتأثير قوي، يمكنكم استخدامهما للتأثير على الآخرين بطريقة إيجابية بشكل أسهل.
  • إذا كان لديكم تحمل وعزيمة هائلة، ستتمكنون من استخدامهما، على سبيل المثال، لاكتساب بسهولة، الأنواع المختلفة من البصائر الاستثنائية والأنواع الأخرى من التحققات. ستكونون قادرون على ترويض أنفسكم بسهولة، سواءً على المستوى الجسدي أو الذهني.

السبب الذي سيسمح بأن تكون لديكم حياة طويلة، الأول وقبل أي شيء، التوقف عن قتل أي كائن حي. أيضًا إنقاذ حياة الكائنات التي على وشك أن يتم التهامها، على سبيل المثال، إنقاذ فأر الحقل أو الكائنات الصغيرة الأخرى التي على وشك أن يصطادها الصقر، الكائنات التي يتم اصطادها من الحيوانات الأكبر في الغابة، أو فأر صغير سيلتهمه القط. إنقاذ حياة الكائنات يؤدي أيضًا إلى إطالة حياتكم؛ ستكون حياتكم طويلة. مساعدة المرضى والمحتاجين، هو أيضًا شيء إيجابي وله نتائج إيجابية. كل هذا يتسبب في أن تكون لديكم حياة طويلة.

الأسباب التي سيثمر عنها أن يكون لديكم المظهر الحسن والجسم الجميل، أن تكونوا بهيي الطلعة، هو تقديم وهب مصابيح الزبدة، وبالمثل تقديم هدايا من القماش والحلي المختلفة، وما شابه. أيضًا عدم الغيرة والغضب -كل هذا ينتج عنه المظهر الحسن.

أسباب الميلاد في عائلة جيدة وخلفية اجتماعية متميزة هو الاحترام الشديد تجاه المعلمين الروحانيين، المعلمين المختلفين حتى هؤلاء الذين يدرِّسون الموضوعات الدنيوية مثل القراءة والكتابة، واحترام الوالدين.

سبب الحصول على قدر هائل من الموارد التي يمكن استخدامها في نفع الآخرين، هو الكرم الشديد ومنح المحتاجين، فعل العطاء تجاه الجهات الخيرية وما شابه عندما يطلب الآخرون ذلك، وحتى عندما لا يطلبون، وتقديم الهدايا للآخرين. كل هذا نتيجته هو ثراء الموارد التي يمكن استخدامها في مساعدة الآخرين.

كان في إحدى المرات هناك في أرض بعيدة رجل وامرأة عجوزان، لديهما قطعة واحدة من القماش التي يشاركانها فيما بينهما كثياب عبر لفها حولهما. كان هناك براتياكابوذا متحرر، والذي كان متحررًا ذاتيًا، مر بجوار منزلهما بإناء الوهب. لم يكن لديهما أي طعام أو أي شيء ليمنحاه لهذا الكائن العظيم، لكن كان لديهما قدرًا هائلًا من اليقين به ولذا وهباه قطعة القماش التي كانت لديهما. نتيجة لهذا، حيث أن مَن قدموا له هذا الوهب كان كائنًا ساميًا، فورًا نزلت أمطار بمنزلهما من الملابس والطعام وكل أنواع الموارد. علاوة على هذا، في حيواتهما المستقبلية وُلدا مرتدين ملابس بيضاء.

سبب الحصول على قدر كبير من التأثير، لتكونوا قادرين على التأثير على الآخرين بشكل إيجابي، هو تدريب أنفسكم وتعلم المهارات المختلفة، وتكرار ترديدات بناء الإلهام كي تكونوا قادرين على مساعدة الآخرين؛ بالإضافة لهذا، تقديم الهبات للجواهر الثلاث بأفضل ما في استطاعتكم. ليس عليكم بالضرورة أن تقدموا هباتًا ضخمةً إذا لم تكن لديكم موارد، لكن أيًا كان الوهب الذي تقدمونه، حتى أصغر وهب، قوموا به بنقاء، بدون أي شح وبفكرة "عبر قوة الإمكانات الإيجابية المتولدة عن تقديم هذا الوهب ليتني أكون قادرًا على نفع الجميع".

هناك العديد من القصص عن الطرق المختلفة التي كرّس بها شكياموني بوذا قلبه للآخرين وللاستنارة في حيواته السابقة. لقد قدم العديد من الهبات، لم يكن لديه قدر كبير من الثراء والأشياء ليقدمها كوهب، لكن بسبب أنه قام بهذا بقلب نقي وبشعور عميق مخلص تجاه الآخرين، نتيجة هذا كانت هائلة. لذا، عندما تقدموا الهبات، يمكن أن تكون مجرد قطعة من القماش الأبيض أو وردة أو أي شيء مشابه. هناك قصة بزمن ديبامكارا بوذا عن هبة تم تقديمها ولم تكن أكثر من إلقاء زهور الزنبق في الهواء، والغرض من هذه القصة هو أنه إذا تم تقديم الوهب بإخلاص شديد وقلب نقي، النتيجة ستكون عظيمة للغاية. هناك قصة عن شخص قدَّم هبة مكونة من مجرد وعاء رمال لبوذا، مُكررًا ترديدات بناء الإلهام أنه يأمل أن ما يقدمه كان تراب الذهب، ولأنه قام بهذا بقلب نقي وأمنية مخلصة كانت النتيجة هائلة.

أيًا كان نوع الأنشطة الإيجابية التي قد تقومون بها، مثل سماع التعاليم والتدبر فيها، التفكير بشأنها ومحاولة بنائها كعادات إيجابية للأذهانكم، التأمل، الطواف، أو أيًا كان التدرب الذي تقومون به، إذا قلتم: "ليت الإمكانات الإيجابية التي أولدها من هذا تُثمر بقدرتي على مساعدة جميع الكائنات، في تحقيقي للاستنارة حتى استطيع حقًا القيام بهذا"، عندها ستكون هذه العبارة ترديدة بناء إلهام تتمنون فيها تحقيق شيء بعينه وهي أيضًا ترديدة للتكريس.

إذا كان لدينا محلًا بعينه للفعل وقلنا: "بالإمكانات الإيجابية الناتجة عن هذا الفعل، ليته يحدث كذا وكذا، ليتني أحقق الاستنارة"، وما شابه، عندها فهذه الترديدة تنتمي لنوعي الترديدات، هي ترديدة تمني، بعبارة أخرى بناء إلهام، وترديدة تكريس. بينما إذا فقط تمنينا حدوث شيء: "ليتني أحصل على إعادات الميلاد البشري الثمينة في حيواتي المستقبلية"، أو "ليتني أحقق الاستنارة"، إذا كانت الترديدة مجرد أمنية بدون وجود شيء بعينه يتم تكريس تلك الإمكانات الإيجابية من أجله، عندها فهذه مجرد ترديدة تمني أو بناء إلهام. هناك فرق بين الاثنين، إذا كانت ترديدة تكريس، فهي أيضًا  ترديدة تمني، لكن إذا كانت ترديدة تمني فهي ليست بالضرورة ترديدة تكريس. الفرق بينهما في مصطلح تمني، ترديدة التمني، بناء الإلهام، هي مجرد تمني حدوث شيء، بينما ترديدة التكريس هي توجيه الإمكانات الإيجابية التي قمنا ببنائها، أو مجرد طيبة قلوبنا، أو أيًا كان، من أجل أن تتحقق أمنياتكم.

إذا كرستم أي أشياء إيجابية قمتم بتوليدها لأجل الاستنارة كما في ترديدة "ليتها جميعًا تذهب لأجل تحقيق الاستنارة"، عندها تلك الإمكانات الإيجابية لن تُستنفذ حتى تحقيقكم للاستنارة الفعلية. إذا كرستموها من أجل تحقق هائل كهذا، فلن تنفذ حتى الوصول لهذا التحقق، لذا فهي ستدوم طويلًا جدًا. بينما إذا لم يتم تكريسها لأشياء عظيمة مثل هذه، عندها فإن تلك الإمكانات الإيجابية الناتجة عن الأفعال الإيجابية سيكون لها إثمار واحد فقط وستُستنفذ بهذا، ستكون حياتها قصيرة. إذا كرستموها بشكل صحيح، عندها ستدوم تلك الإمكانات الإيجابية حتى تحقيقكم للاستنارة.

إذا لم تكرسوا الإمكانات الإيجابية التي قمتم ببنائها، يمكنكم أن تُخَرِّبُوها بالكامل بغضبكم، لذا من المهم ألا تغضبوا لأن نتائجه يمكن أن تكون كارثية فيما له علاقة بتدمير الإمكانات الإيجابية التي قمتم ببنائها ولكن لم تكرسوها. مثل العبور من كشاف الأشعة السينية الموجود في المطار. إذا كنتم تحملون فيلم تحميض صور غير مغلف، كل صوركم التي أخذتموها سيتم مسحها بالأشعة السينية. من خلال عملية مشابهة، يمحي الغضب كل الإمكانات الإيجابية التي قمتم ببنائها. لهذا، حيث أن الغضب له هذه العيوب والنقائص، والعديد من السلبيات تنتج عنه، يجب أن تحاولوا بقدر الإمكان أن تُقللوا من غضبكم بأفضل استطاعتكم. الغضب يمكنه أن يأخذكم لإعادة ميلاد بأحد عوالم الناركا. لهذا من المهم جدًا أن تتحكموا في غضبكم وتحاولوا التخلص منه.

دعونا نرجع مرة أخرى إلى القائمة التي كنا نناقشها، أسباب الحصول على جسد وذهن قويين هو منح الطعام وما شابه للآخرين، وأيضًا، إكمال كل أنواع المهام التي لا يستطيع الآخرون حتى تخيل قدرتهم على القيام بها.

يجب أن تكرروا ترديدات تمني الحصول على أفضل أنواع أساس العمل، الجسد البشري المعزز بالخصال التي ستسمح لكم بأن تكونوا أكثر فاعلية في مساعدة الآخرين. عندما يكون لديكم أساس العمل هذا، الجسد البشري المعزز بكل هذه الخصال، ستكونون قادرون على اتباع المسار الروحاني بشكل أكثر فاعلية، وسيكون لكم كل قدرات القيام بهذا. مع ذلك، إذا لم تتبعوا أي مسار روحاني، يمكنكم بسهولة إساءة استخدام تلك الخصال التي لديكم وتصبح أسبابًا لبناء قدر هائل من الإمكانات السلبية. لذا، من المهم عندما تكررون ترديدات التمني أو بناء الإلهام لأن تكون لديكم تلك الخصال في المستقبل، أن تحددوا في ترديداتكم أن تكون لديكم تلك الخصال من أجل استخدامها في أغراض روحانية مفيدة.

المستوى الأولي من البصيرة في المسار الروحي للدارما -من بين مستوى البصيرة الأولي، الأوسط والمتقدم- يتم الوصول إليه عندما ترون أن تكريس حياتكم فقط للأشياء الدنيوية، مثل الحصول على الطعام، الشراب، الملبس وما شابه، فقط من أجل هذه الحياة، هو شيء عديم المعنى على الإطلاق. بهذه الطريقة يكون لديكم بصيرة أن العمل من أجل هذه الحياة ليس له مغزى، ولهذا، العزم على، "يجب أن أعمل من أجل نفع حيواتي المستقبلية". بالتالي، تجعلون تركيزكم الأساسي على العمل على تحسين حيواتكم المستقبلية وتوجيه طاقتكم في السعي الروحاني لأجل النفع المستقبلي، لتحسين حيواتكم المستقبلية.

التأمل

للوصول إلى هذا المستوى من البصيرة، النقاط التي تتأملون عليها في محاولة بناء تلك العادات الجيدة للذهن، هي: أولًا، التفكير في الميلاد البشري الثمين الذي لديكم بكل الفرص المعززة والمثرية. التالي، تأملوا على الموت وأن الوضع الحالي لن يبقَ ثابتًا، أن كل هذا متغير. الشيء الثالث هو: اتخاذ التوجه الآمن في الحياة عبر اتخاذ الملجأ. رابعًا: التفكير في قانون الكارما، في السلوك ونتائجه.

عندما نتأمل على تلك النقاط ونحاول بناءها كعادات إيجابية للذهن، طريقة القيام بهذا هي أولًا بنوعية التأمل عميق الفهم، أحيانًا يُطلق عليه التأمل التحليلي، ثم التأمل الترسيخي حيث تقومون بتثبيت أذهانكم على نقطة معينة، أو ما يُطلق عليه التأمل التثبيتي. في أولهما، في نوعية التأمل التحليلي أو عميق الفهم، تفكرون بشأن تلك النقاط، تحللونها، تتحرون مدى دقتها وتحاولون فهم الأشياء بعمق بناءً عليها. ثم، عندما تصلون إلى قرار حاسم أن هذه هي الطريقة التي عليها الأشياء، تثبتون أذهانكم على هذا، وهذا ما يُطلق عليه التأمل الثبيتي أو الترسيخي. تبادلون بين هاذين الاثنين، محاولين فهم حقائق معينة بطريقة تحليلية، ثُم تُثبتوا أذهانكم على تلك الثقة بأن هذه الحقيقة صحيحة.

سأطرح الآن بعض الأسئلة. قبل أي شيء كيف تبدؤون تأملكم، ما هي نقطة البداية؟ ما هي نقطة البداية التي تسمح لكم بالدخول في التأمل؟

التفكير في كيف أننا نتأمل من أجل نفع جميع الكائنات الواعية.

دكتور بيرزين: هذا صحيح فيما له علاقة بالدافع، لكن رينبوتشي يسأل مرة أخرى، ما هي نقطة البداية الفعلية للقيام بهذا؟ أعني صحيح أنكم بحاجة لتنمية الدافع، لكن ما هي نقطة البداية؟

التركيز على التنفس لتهدئة الذهن.

دكتور ريرزين: رينبوتشي يسأل ما إذا كان هناك شيء آخر غير هذا؟

الوعي بعدم الرضا عن الوجود المتكرر الذي يدفعنا للعمل على تجاوزه؟

الرينبوتشي سيركونغ: بالنسبة لكم جميعًا، هذا يقع مرة أخرى، تحت تصنيف دافع التأمل والإجابات الثلاثة التي أعطيتموها هي إجابات عامة في سياق إجراءات التأمل. السؤال هو، ما هي بوابة التفرقة بين المتدرب على الدارما والشخص الذي لا يتدرب بالفعل على الدارما، أو بين البوذي وغير البوذي. لذا السؤال هو أكثر في سياق ما هو الخط الفاصل الذي يُحدد التأمل؟

[وقفة]

دكتور بيرزين: إذا كنتم تتأملون على الخلو، فإنه في الحقيقة -لربما كلمة بوابة أو مدخل ليست ترجمة صحيحة. لم أفهم في الحقيقة النقطة بالضبط التي يتم السؤال عنها. لذا أنا لا أنقل لكم الأمر بشكل صحيح.

هل تقصد أساس التأمل؟

دكتور بيرزين: الأمر أكثر عن "ما هي البوابة التي تبدؤون منها التأمل"، كان هذا هو السؤال الذي طُرح. رينبوتشي كان يشرح أنه عندما تبدؤون في تعلم الكتابة، على سبيل المثال، ما هي نقطة البداية، ما هو أول شيء تبدؤون  القيام به؟ هذا أقرب للسؤال الذي تم طرحه. ما هو أول شيء ستقومون به؟ عندما تبدؤون الكتابة، أول شيء تقومون به هو تعلم الأبجدية. بالمثل، عندما تبدؤون في التأمل أول شيء تقومون به هو تفحص دافعكم من القيام بالتأمل. هذا أكثر تعميمًا مِن إجاباتكم التي أعطيتموها. تفحص دافعنا، ثم، إذا ما كان دافعنا غير جيد، تقومون بما قلتموه، وهو التركيز على التنفس. من أجل تهدئة الذهن إذا كنتم في حالة ذهنية عدائية أو أيًا كانت حالتكم الذهنية عند الجلوس، تقومون بتدريب التنفس.

لذا، بعد كنس الغرفة، تنظيف مكان التأمل والجلوس في الوضع الجسدي الملائم، نقطة بدء أي تأمل هو تفحص دافع الجلوس. أول شيء نقوم به هو هذا التفحص وهذا لا يعني أن تبدؤوا بالجلوس، تغلقون أعينكم بإحكام وتكملون من هناك. الفكرة هي أن تنظروا أولًا لما يشكل دافعكم للقيام بهذا. سيخبركم رينبوتشي قصة لطيفة عن توليد الدافع للتأمل.

الرينبوتشي سيركونغ: كان هناك في التبت لص شهير اسمه بن غونغيال. كانت لديه مزرعة مساحتها أربعون فدانًا وحاول أن يوفر لنفسه العيش منها، لكنها لم تكن كافية ولذا كان أيضًا لصًا وكان يخرج للنهب وأيضًا لصيد السمك والحيوانات. في إحدى المرات كان في الممرات الجبلية عندما مر بجواره مسافر على صهوة جواده. لم يتعرف المسافر على بِن غونغيال وسأله، "هل سمعت أو رأيت قاطع الطريق الشهير بِن غونغيال هنا؟" حينها زأر فيه، "أنا بِن غونغيال"، وخاف المسافر وسقط من على صهوة جواده لأسفل الجبل. انزعج بِن غونغيال بشدة لرؤية شخص يسقط من على الجبل لمجرد سماع اسمه وقرر أنه هذا خطأ جدًا، كونه قاطع طريق وكل تلك الأشياء التي كان يقوم بها. اعترف لنفسه بأمانة بأخطائه، فيما يتعلق بأفعاله، وعقد العزم على محاولة إصلاح طرقه في الحياة، ملتزمًا بالتدرب على الدارما وعيش حياة أمينة منذ هذه اللحظة فصاعدًا.

ومن أجل هذا راقب بحرص كل الأفعال الهدَّامة والبنَّاءة والأفكار التي لديه خلال اليوم، محافظًا على سجل لها. كل يوم يجمع العدد النهائي. لكل شيء هدَّام قام به أو فكر فيه، يضع علامة سوداء، ولكل شيء بنَّاء وإيجابي، يكتب علامة بيضاء. في البداية، كانت لديه في الأغلب علامات سوداء ولم تكن لديه أي علامات بيضاء على الإطلاق. مع استمراره في التأمل وبناء العادات النافعة، مع الوقت، العلامات السوداء في آخر كل يوم أصبحت أقل وأقل، وحصل على المزيد والمزيد من العلامات البيضاء. أدرك لاحقًا أن لديه العديد والعديد من العلامات البيضاء كل يوم. ثم بعد ذلك اتخذ اسم الدارما "المنتصر على الالتزام الذاتي الأخلاقي".

بينما هو مستمر في تدربه بهذه الطريقة، إذا في نهاية اليوم رأى أن لديه علامات سوداء أكثر، كان يمسك يده اليمنى ويهزها بقوة شديدة، ويقول، "بِن غونغيال، كم أنت عفن. تحاول التدرب على الدارما لكن كل ما تقوم به هو حقًا فاسد"، ويعنف نفسه بشدة. إذا كانت لديه المزيد من العلامات البيضاء، كان يأخذ يده اليسرى ويصافحها بيده اليمنى، ويُهنئ نفسه قائلًا، "نعم، أنت تقوم بعمل جيد، أنت حقًا المنتصر على الالتزام الذاتي الأخلاقي"، ويمدح نفسه، يُشجع نفسه.

لاحقًا أصبح مشهورًا بأنه موجه روحاني جيد أو غيشي بِن غونغيال، مَن انتصر على الالتزام الذاتي الأخلاقي، وجاءه العديد من الناس ليزوروه ويروه، والعديد من الرعاة جاؤوا ليدعموه. في أحد الأيام، إحدى السيدات والتي كانت راعية له دعته إلى منزلها لتناول وجبة. بينما هو هناك، خرجت إلى الخارج، ومن كل الغرائز التي كانت لديه حينما كان سارقًا، رأى سلة تحتفظ فيها بالشاي ووضع يده فيها ليسرق بعض أوراق الشاي. لكنه عندها، مُدركًا ما الذي يقوم به، سريعًا أمسك يده بيده الأخرى وصاح مناديًا المرأة، "أمي، تعالي سريعًا لقد أمسكت لصًا".

مرة أخرى، شخص كان أيضًا يساعده كراعٍ، أرسل له رسالة قائلًا أنه سيأتي إلى كوخه الصغير ليزوره. لذا نهض بِن غونغيال من الصباح الباكر وعمل جاهدًا على تنظيف كوخه، واضعًا هبات جميلة، صانعًا مصابيح الزبدة ومُشعلًا بخورًا عطرة جدًا. ثم جلس للقيام ببعض التأمل وأول شيء قام به هو تفحص دافعه من القيام بكل هذا في الصباح. أدرك أنه قام بكل هذه الإعدادات بسبب زيارة راعيه ورغب في إثارة إعجاب هذا الراعي ليأخذ المزيد منه. أدرك كم أن هذا دافعًا بشعًا. لذا نهض وذهب إلى المدفئة حيث، في التبت، يوجد حاوية صغيرة بها كل الرماد، وأخذ بعض الرماد وأخذ يدور في الكوخ مُلقيًا الرماد على كل شيء، وجعل بيته في غاية القذارة.

توضح هذه القصة جزئية بدء التأمل بتفحص الدافع لما تقومون به. عندما تتفحصونه، إذا وجدتم قدرًا كبيرًا من العداء، الغضب، الرغبة أو أيًا كان، إذا وجدتم أن لديكم الكثير من الاضطراب الذهني، عندها في هذه الحالة تقومون بتدريب التنفس. على سبيل المثال، زفير بطيء وشهيق بطيء ثم عدوا هذا كعدة واحدة، كرروا هذا واحد وعشرون مرة، وأثناء هذه العملية هدئوا أذهانكم. ستجدون أنه أيًا كانت الأشياء التي تتسبب في إزعاجكم، ستهدأ في لحظات.

لاحقًا، بِن غونغيال، الذي أصبح لديه عددًا كبيرًا من الرعاة وكان يتلقى المساعدة من الجميع، لاحظ، "سابقًا، عندما كنت قاطع طريق، كان لدي أربعين فدانًا من الأرض، وأسرق في الليل، اصطاد السمك والحيوانات، وفمي لم يكن قادرًا على العثور على طعام ليأكله. الآن وقد أصبحت متدربًا روحانيًا، حتى إذا لم أكن بحاجة لأي شيء، يأتيني الناس ليمنحوني الأشياء. بينما فمي في الماضي لم يكن يعثر على الطعام ليأكله، الآن الطعام لا يمكنه أن يعثر على فم ليدخله".

بعد أن تتفحصوا دافعكم، إذا كان دافعكم غير جيد وكنتم في حالة ذهنية سيئة، تهدئون أنفسكم عبر القيام بتدريب التنفس. بعد هذا، تنتقلون إلى الجزء الحقيقي من الجلسة، والذي سيكون، على سبيل المثال، بناء العادات النافعة للذهن للتفكير في إعادات الميلاد البشرية الثمينة التي لدينا، وما شابه، أيًا كان الموضوع الذي قد نحدده للجلسة. إذا، عندما تفحصنا دافعنا، وجدنا أنه صحيح، عندنا لا حاجة لتدريب التنفس في البداية، نبدأ فورًا في موضوع التدريب الفعلي.

وضع الجسد أثناء التأمل يشار إليه إما بوضعية السبع نقاط أو الثمانية نقاط لفايروتشانا. الجزء الثامن، والذي قد يدخل بها أو لا، يشير إلى التنفس. هناك تشبيه لفهم كيف أن عد الأنفاس يمكنه أن يخدع مشاعركم المزعجة لتهدأ للحظات. التشبيه هو، لنفترض أن هذه الغرفة كانت ممتلئة بالكامل بأشخاص جاؤوا للمناقشة. إذا أراد شخص إضافي أن يأتي غدًا، لن يكون هناك مكان فيه كرسي ليجلس عليه. إذا جاء وتحدث مع أحدهم مباشرة، "أنت، اِعطني كرسيك، ارغب في الجلوس"، فهذا لن ينجح ولن يحصل على كرسي. لكن إذا جاء، واختلق قصة، قائلاً لشخص ما، "هناك شيء مثير جدًا للاهتمام بالخارج. لماذا لا تنهض وتُلقي نظرة؟" ونهض هذا الشخص وخرج، عندها يمكنه أن يجلس مكان هذا الشخص. بالتالي هو تَحايَل ليجد طريقة ليعثر على مكان ليجلس فيه. بنفس الطريقة يخدع التنفس مواقفكم الداخلية المزعجة لتخرج في الوقت الراهن.

سؤال خاص بالحيوات السابقة والمستقبلية

دكتور بيرزين: سألت رينبوتشي السؤال الخاص بالحيوات السابقة والمستقبلية الذي ورد ليلة الأمس. السؤال كان: إذا كنت لا زلت أعمل على قضية ما إذا كانت هناك حيوات سابقة ومستقبلية أم لا، بينما في نفس الوقت أقوم بتدريبات أخرى مختلفة، هل ستُعتبر هذه التدريبات الأخرى من الدارما حقًا؟ رينبوتشي قال إذا كنتم تُعرِّفون الدارما بأنها إجراءات وقائية لإيقافكم من السقوط بالعوالم السفلى في الحيوات المستقبلية، ثم، إذا لم تكونوا تفكرون في سياق نفع الحيوات المستقبلية، أفعالكم لن تكون في اتجاه منع سقوطكم بالعوالم السفلى، لأنكم فعليًا لا تفكرون في هذه السياقات. هذا لا ينفي حقيقة أن ما تقومون به يبني إمكانات إيجابية. لأن هناك مستويات عديدة للإجراءات الوقائية في سياق الاستخدام العام العادي للمصطلح كترجمة لكلمة دارما.

على سبيل المثال، قد تذهبون إلى الطبيب وتأخذون حقنة أو شيء كهذا. هذا إجراء وقائي لمنع أن تصابوا بالمرض وهذا مفيد في هذه الحياة، وبشكل طبيعي، على مستوى عادي معين هو إجراء وقائي. بالمثل، ما تقومون به في هذه الحياة، أيًا كانت الإجراءات الوقائية الخاصة التي تطبقونها في هذه اللحظة، عندما تكون لها نتائج هنا، فهي أيضًا، في هذه الحياة، إجراءات وقائية. لكن إذا تحدثنا بشكل رسمي بشأن المسارات الفعلية للذهن الموصوفة في اللام ريم، المسارات المتدرجة لذهن شخص بمستوى الدافع والنطاق الأولي، الأوسط والمتقدم والذي يعمل على هذه المسارات، فكل هذا يأتي قبل النطاق الأولي. يمكن فقط الدخول إلى الخطوة الأولى الواردة في وصف المسارات، عندما تفكرون بالفعل في سياق نفع حيواتكم المستقبلية.

إذًا هذا هو المكان الذي، كغربيين، نبدأ منه، الخطوة السابقة على هذا. إذا كانت الحدود الفعلية التي يبدأ التبتيون فيها بوصف المسار الروحاني تكمن حيث نعمل بالفعل من أجل نفع الحيوات المستقبلية، عندها، من أجل أن نصل حقًا إلى هذه المرحلة، من الضروري أن نعرف الحيوات المستقبلية وكيف نُثبت لأنفسنا وجودها.

الرينبوتشي سيركونغ: الآن كلنا نعرف أنه لدينا كلٌّ من الجسد والذهن. الأعمدة، عوارض السقف وتلك الأشياء ليس لديها ذهن بالمعنى المتعارف عليه لدينا جميعًا. إذا كنا ببساطة مجرد جسد مادي بدون أن تكون لدينا الطرق المختلفة كي نكون واعين -أي لدينا ذهن- عندها، إذا كان كل شيء مادي، فلن يكون هناك فارق بيننا وبين الجثث أو لن نختلف عن العمود وعارضة السقف.

ما اسمك؟

توبتِن.

عندما تقول أن اسمك توبتِن، نحن نرى جسدك؛ لا يمكننا حقًا رؤية ذهنك، طرقك في أن تكون واعيًا. لكن عندما نتحدث في سياق ذهنك كنشاط ذهني، عندها يكون هناك نشاطك الذهني بالأمس واليوم وأيضًا غدًا. ليست هناك لحظة عندما يكون ذهنك، النشاط الذهني، غير موجود، إنه استمرارية. عندما تبدؤون في التفكير في هذا السياق، يجب أن تحاولوا إدراك أنه على الرغم من أن الجسد قد ينتهي ويصبح غير موجود، فهذه ليست نفس حالة الذهن.

فيما يخص الطريقة التي تصبحون مقتنعين فيها بقانون السلوك ونتائجه -أن القيام بنوعية الأفعال الإيجابية والبنَّاءة يبني الإمكانات الإيجابية ونتيجتها السعادة كثمرة لها- كما تناقشنا في اليوم السابق، إنه شيء يمكن أن تصبحوا مقتنعين به على أساس من الاعتماد على مرجعية النصوص. إنه شيء يصعب رؤيته بالأعين المجردة، أن تكونوا قادرين على أن تثبتوا لأنفسكم أن الأسباب والنتيجة بينهما هذه العلاقة. عليكم قبول كلمة بوذا في هذه المسألة.

الآن، إذا كان هذا شيء لا يمكنكم حقًا رؤيته بعينكم وعليكم فقط قبول كلمة بوذا بشأنه، كيف يمكنكم قبول كلمة بوذا في هذه المسائل؟ ما الذي يجعل بوذا مرجعية صحيحة وصائبة في هذه الأشياء، في سياق السعادة الناتجة عن القيام بالأشياء الإيجابية والاستمرارية الذهنية التي تستمر للحيوات المستقبلية؟ الطريقة التي يمكنكم بها قبول كلمات بوذا في هذه المسائل بطريقة مريحة وصائبة، هو عبر التفكير في بعض الأشياء الأخرى التي تحدث عنها بوذا. أعني، تحدث بوذا عن الخلو أو الواقع، وتحدث أيضًا عن أدوات تحقيق الشاماتا، وهي الحالة الذهنية الهادئة والساكنة أو الهدوء الذهني. إذا نظرتم إلى ما قاله بوذا في هذه المواضيع وتدربتم حقًا وفقًا لما قاله، ستجدون أنه، في الواقع، حقيقي تمامًا. يمكنكم التأكد بأنفسكم، من خبرتكم، أن ما قاله بشأن الواقع كان صحيحًا لأننا يمكننا رؤية هذا. ما قاله بشأن اكتساب حالة الهدوء والثبات الذهني صحيح لأنكم حققتموه. لذا، على أساس من هذا، يمكنكم قبول تعاليمه بشأن موضوعات مثل الحيوات المستقبلية.

يمكنكم التدبر في مثال توأمين أو ثلاثة توائم متطابقة. هاذان الطفلان أو الثلاثة أطفال قد يكونون متطابقين جسديًا، لكن أحدهم سيكون أكثر ذكاءً من الآخر؛ أحدهم سيكون قادرًا على تعلم الأشياء بسرعة شديدة والآخر سيكون أبطأ. سبب هذا يكمن في حيواتهم السابقة. أحدهم درب ذهنه جيدًا جدًا في الحيوات السابقة ولديه غرائز أن يكون أكثر ذكاءً، بينما الآخر لم يقم بهذا، ولذا، كان ذهنه أبطأ. على أي حال، حتى إذا لم يمكنكم إثبات أن الذهن مستمر من الحيوات السابقة وأن الحيوات السابقة والمستقبلية موجودة، حتى إذا لم يمكنكم إثبات هذا، فأنتم أيضًا لا يمكنكم إثبات، بشكل قطعي، أنها غير موجودة. مع ذلك، إذا حققتم حالة الهدوء والسكون الذهني، شاماتا، حيث تولدون التركيز الذهني المثالي على نقطة واحدة، ستحوزون حينها على أنواع مختلفة من البصيرة الاستثنائية، وعندما تحوزون عليها، ستكونون قادرين بالفعل على رؤية حيواتكم السابقة. قد لا تكونون قادرين على رؤية عدد هائل منها، لكن على الأقل ستكونون قادرين على رؤية بعضها. نفس الشيء بالنسبة للحيوات المستقبلية: ستكونون قادرين على معرفة أين ستولدون. عبر اتباع هذه الأدوات، سيمكنكم بالفعل أن تروا بأنفسكم وجود الحيوات السابقة والمستقبلية.

هل يمكنني أن أطرح سؤالًا؟

نعم.

ما نوع التفاصيل التي سأكون قادرًا على رؤيتها؟

سيكون هناك بالطبع أشخاصًا لديهم مستويات مختلفة مِن الذاكرة عما حدث بحيواتهم الماضية، وهذا صحيح فيما له علاقة بهذه الحياة أيضًا. البعض يمكنهم تذكر كل وجبة تناولوها في هذه الحياة؛ آخرون لربما لن تكون لديهم ذاكرة لأغلب الوجبات التي تناولوها منذ سنوات مضت، ما الذي أكلوه وفعلوه في كل يوم، ناهيكم عن تذكر ما قاموا به في كل يوم من أيام حياتهم السابقة. هذا يعتمد على الأفراد. البعض سيكون قادرًا على أن يرى تفاصيل أكثر أو أقل. هل تتذكر كل وجبة تناولتها عندما كان عمرك ثماني سنين، كل يوم من هذه السنة؟

لربما أربعة ونصف.

هل تتذكر كل وجبة تناولتها عندما كان عمرك أربع سنين ونصف؟

من يناير إلى مارس، لكن فقط وجبات الغذاء.

لكنك مع ذلك لا تتذكر ما تناولته الشهر السابق لهذا؟

لا.

ذات الشيء صحيح بالنسبة للحيوات الماضية. سيكون من النادر للغاية أن تتذكروا كل تفصيلة دقيقة بشأنها. حتى مِن بين الأشخاص العاديين هناك مَن لديهم ذكريات عن الحيوات الماضية.

عندما تفكرون في كل هذه الموضوعات، ستبدؤون في فهم المزيد عن فكرة الحيوات السابقة والمستقبلية. عندما تقبلون هذا، ستجدون عندها أن القيام بالأفعال الإيجابية المختلفة من أجل نفع الحيوات المستقبلية ستصبح شيئًا مهمًا لكم. إذا كان الذهن ببساطة مجرد آلة ميكانيكية أو مادية حيث يمكنكم أن تقوموا بتثبيته في آلات، على سبيل المثال، يمكنكم صنع حاسوب وبعدها تقومون بتثبيت الذهن ويصبح فعلا كائنًا حيًا. عندها لكان بإمكانكم أن تصنعوا من الآلات كلاب، قطط، حشرات والكائنات المختلفة، وحينها، في الحقيقية، سيكون من الممكن أن تقوموا بتحميل الذهن على كل شيء. النتيجة السخفية التي ستتبع هذا هو أنه إذا كان الذهن ماديًا تمامًا، لكان من الممكن عندها أن يُوضع الذهن في كل شيء في العالم، وكل شيء حولنا سيكون حيًا وبالتالي سيمتلك القدرة على النمو. إما هذا أو سيتبع هذا بشكل سخيف أنه إذا كان يمكن إدخال الحياة والذهن إلى الآلات، عندها، كما تتعطل الآلات، يمكن للحياة أن تنقرض. سنصبح جميعًا كالديناصورات ونختفي إذا كان الأمر بالكامل ميكانيكيًا، فمع تعطل الآلات تنتهي الحياة. عندما نفكر في الأمر نجد أن كلا الاحتماليين سخيف.

Top