[محاضرة السادات للسلام هي سلسلة من المحاضرات بجامعة ميريلاند جامعة بارك والتي بدئت في عام ١٩٩٧ عند تأسيس كرسي السادات للسلام والتنمية بمركز التنمية الدولية وإدارة الصراعات. يتولى كرسي السادات حالياً شيلبي تيلهامي, وتم تأسيسه بواسطة جيهان السادات في ذكرى زوجها الراحل أنور السادات الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية. وفي عام ٢٠١٣ طلب من قداسة الدالاي لاما الرابع عشر أن يقدم محاضرة السادات للسلام السنوية.]
يجب أن أشير إلى كم أنا سعيد وإنه لشرف كبير أن ألقي محاضرة أنور السادات للسلام، كرئيس قد قام بإتخاذ خطوات حاسمة وشجاعة في الجزء الذي يخصه من العالم، وقد كنت معجباً من بعيد. اليوم قابلت أرملته وكنت في غاية السعادة فقد كان هذا شرف كبير، وعبرت لها عن إعجابي بزوجها الراحل، فإذا كان قد أحتفظ بالشك أو الكرهية بداخل نفسه لكان من الصعب عليه أن يمتلك مثل هذه الشجاعة. طريقة للتفكير أكثر اتساعاً وشمولاً بأن ننظر إلى المصالح طويل الأمد – أن تحترم وتتحدث وتصافح عدوك وأن تنظر إلى الاختلافات والتشابهات بين أنفسنا – هي الطريقة الأفضل.
كل البشر ترغب في السلام ولا احد يرغب في المشاكل أو العنف والذي دائماً ما يخلقون المعاناة.أسوء جوانب العنف أنه غير متوقع. عند ارتكابه ولو لمرة واحدة، حتى مع وجود دافع أو هدف جيد بالذهن، لأن الطريقة كانت عنيفة، فسيكون هناك نتائج غير متوقعة.
لذا أشعر أنه شرف كبير أن أتحدث تحت اسمه وأرغب في توجيه الشكر للجامعة والأشخاص المعنيين على إتاحة هذه الفرصة لي.
تعزيز الانسجام الديني
عندما أتحدث أعتبر نفسي في المقام الأول كائن بشري. بغض النظر عن إذا كنا مؤمنين أو غير مؤمنين فنحن ذات الكائنات وعلى هذا الأساس أتحدث عن السلام الداخلي. على مستوى ثاني أنا بوذي، وأحد ألتزاماتي هي تعزيز الانسجام الديني. بين التقاليد الدينية العالمية الأكثر أهمية هناك تصنيفان: الديانات المعتقدة بوجود "الخالق"، والتصنيف الأخر للتي ليس لديها مثل هذا المفهوم. هناك فروق جوهرية. بين الديانات الإيمانية هناك فروق أكثر في المعتقدات حول الحياة السابقة، مع ما بعد هذه الحياة، إلخ. فالتقليد الهندوسي في النهاية لديه "خالق" ولكن بسبب قانون السببية هناك حياة بعد الأخرى. وحتى بين المسيحية والإسلام هناك بعض الاختلافات البسيطة: إلاه واحد، لا إلاه غيره، الثالوث المقدس، إلخ.
بالتقليد الهندوسي القديم، من ثلاثة ألاف سنة على الأقل كان هناك فلسفة دون مفهوم "الخالق". الجاينية والبوذية تتبع هذا. وفي هذه التقاليد التي لا يوجد لديها مفهوم "الخالق" هناك اختلافات حول وجود الروح الدائمة المستقلة، أو الذات، أو عدم وجود الهوية المستقلة الدائمة.
ما هو الهدف من وجود مثل هذه المدارس الفلسفية المختلفة؟ إنها مداخل مختلفة لنصبح أشخاصاً ذوي حس وشفقة. ولذا فإن جميع التقاليد الدينية المختلفة تحمل ذات رسالة الحب والشفقة والتحمل والتسامح. هناك مشاكل وحالات يغضب بها الشخص، ولذا التعاليم الخاصة بالتسامح والتحمل هنا لنتدرب عليها. التحمل هو مضاد مباشر للغضب والتسامح هو مضاد مباشر للكراهية.
ولذلك فإن جميع التقاليد الدينية الكبرى تحمل ذات رسالة وذات الإمكانية لإحلال السلام من خلال رسالة الحب. من الواضح والمنطقي أن السلام بشكل أساسي مرتبط بالكراهية والغضب والشفقة للتغلب عليهم. السلام حتى على المستوى العائلي أو الفردي يجب أن ينبع من السلام الداخلي. مصدر السلام الداخلي هو الشفقة والتسامح. جميع التقاليد الدينية تحمل ذات الإمكانيات لخلق عالم مسالم، عائلة مسالمة وأفراد مسالمين.
إذاً لماذا هناك العديد من الفلسفات المختلفة؟ هناك الكثير من المواقف الذهنية بين الناس. للبعض التقاليد الدينية الإيمانية أكثر فاعلية، وللبعض الأخر المدخل غير الإيماني أكثر فاعلية، إنه مثل أدوية مختلفة: قد تحتوي على مكونات مختلفة، لكن جميعها لها ذات هدف تحقيق الشفاء من المرض. هناك أمراضاً مختلفة ناتجة عن الحالات الجسدية المختلفة والعمر ولذا نحتاج إلى تنوع في الأدوية المختلفة. بالمثل، الدواء لأجل السلام الذهني، أيضاً نحتاج لتنوع فيه، كمعظم التقاليد الدينية الكبرى تحمل ذات الإمكانيات ونفس الهدف، وبالتالي فهي هامة للغاية بالنسبة لنا كسبعة مليار بشري.
مداخل مختلفة لمواقف ذهنية مختلفة
من الواضح إننا في البوذية لدينا إيمان كامل بجوتاما بوذا والذي قام بتعليم رؤى فلسفية مختلفة. لماذا؟ لإنه بين مستمعيه أطياف شاسعة من المواقف الذهنية المختلفة، ولذا كان من الهام إظهار المداخل المختلفة في ذات التقليد. هناك المليارات من البشر بالبيئات الجغرافية المختلفة يعيشون بطرق غاية في الاختلاف لذا فهم بحاجة لمداخل ذهنية مختلفة. إن إدراكناً بأن جميع التقاليد الدينية تحمل ذات رسالة الحب والشفقة والتسامح هو الأساس لبناء الاحترام المتبادل. وبهذا الاحترام المتبادل يمكننا أن نبدء في التعلم المشترك عن بعضنا البعض والذي في الحقيقة سيُغني تقليدك الخاص.
من خبرتي الشخصية كنتيجة لمقابلة المسيحين والمسلميين واليهود والهندوس، تعلمت أفكاراً جديدة منهم والتي جعلت تدريبي أكثر غِنى. ولذا يمكن تطوير تناغم حقيقي بين التقاليد الدينية المختلفة مبني على الإعجاب المتبادل والاحترام. لذا إلتزامي الثاني هو تعزيز التناغم الديني.
تطبيق القيم الأخلاقية في حياتنا اليومية
كما ذكرت سابقاً إنه بالفعل شرفاً كبيراً لي أن أكون هنا. بينما نتحدث عن المرحوم أنور السادات، ليس علينا فقط أن نتذكر عظمته ونترك الأمر عند هذا الحد، علينا أن نحاول أن نطبق قيمه في حياتنا اليومية. إن روح الحوار الخاص بالرئيس السادات تُظهر لنا إنه مهماً كان الأمر صعباً فإنه من الهام أن نحل المشاكل من خلال الحوار. عادة أقول أن القرن العشرين هو قرن حمامات الدم وأن القرن الواحد والعشرين يجب أن يكون قرن السلام. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك مشاكل، لإنه دائماً ما ستكون هناك مشاكل، هذا يعني إنه لخلق قرن السلام فنحن بحاجة لأن نطور أليات مستندة إلى الوسائل السلمية والحوار لحل مشاكلنا.
قبل وصولي لهنا قابلت أبن المحافظ وقلت له أن العديد من أخواني وأخواتي الأكبر سناً من جيلي – جيل القرن العشرين المنصرم – نحن بالفعل نستعد لأن نقول وداعاً! ولهذا فجيل القرن الواحد والعشرين هؤلاء من سن خمسة عشرة عاماً إلى الثلاثين عاماً هم عن حق جيل القرن الواحد والعشرين – فلا يزال لدينا تسعة عقود بعد بهذا القرن – فهم حقاً الجيل الذي سيكون عليه أن يعيش بقية حياته بهذا القرن، ولذا لديكم الفرصة وعليكم المسئولية لأن تخلقوا عالماً جديداً أحسن وأفضل. وهذا يمكن تحقيقه بناء على قناعة راسخة في وحدة البشرية.
اختلاف المعتقدات الدينية أو أختلاف الجنسيات لهو شيئ يقع في المقام الثاني وليس ذو أهمية. عندما نتشدد في التأكيد على ما هو من المستوى الثاني من الاختلافات ننسى وحدة البشرية، وهنا تأتي المشاكل. علينا أن نفكر في الأمر بشكل معاكس. أولاً علينا أن نفكر في وحدة البشرية. واقع اليوم مع الاحتباس الحراري العالمي والاقتصاد العالمي يُظهر لنا أن الحدود الوطنية والاختلافات الدينية عديمة الصلة. فالجيل الجديد عليه أن يفكر أكثر في الإنسانية ووحدة كل البشرية على مستوى عالمي. تحقيق مكاسب قصيرة الأمد لصالح هذا المستوى الثاني من الاختلافات والتضحية بالوحدة البشرية في سبيل ذلك كارثة. عليكم خلق رؤية بواسطتها يمكن أن يصبح هذا القرن في النهاية قرن السلام، حيث يصبح نزع سلاح العالم أجمع شيئاً ممكناً، لذا رجاءً فكروا أكثر في هذا. وشكراً لكم!
أسئلة الحضور
الآن لدينا بعض الأسئلة.
قداستك، أثناء جولة ٢٠١١ بنيوآرك، أوصيت بأنه يجب على نظام التعليم بالولايات المتحدة أن يدمج تعليم الأخلاقيات. هل توصي بجعل فصول الأخلاقيات رسمية؟ هناك الكثير من فصول الأخلاقيات الإلزامية حول العالم، ما هي الإشكاليات التي تراها في اقتراح جعل حصص الأخلاقيات رسمية بنظام التعليم بالولايات المتحدة؟
كنتيجة لمراقبة البشرية، أعتقد أن التعليم قد جلب بالفعل عالماً جديداً جميلاً. أعتقد أنه في كل مكان بالعالم الجميع يُعتبر التعليم شيء غاية في الأهمية. ففي هذه الأيام العديد من الدول والمجتمعات تضع معايير مرتفعة جدا للتعليم الحديث، لكننا لا زلنا نواجه المشاكل والأزمات. وحتى هؤلاء الذين يتسببون في العديد من المشاكل للمجتمع فيما يتعلق بتعليم البعض منهم قد نجده متوافق مع هذه المعايير المرتفعة. أما فيما يتعلق بالسلام الذهني فلدي العديد من الأصدقاء المتعلمين بشكل جيد لكنهم كبشر ليسوا سعداء إطلاقاً. وهذا بشكل تلقائي يجلب المزيد من المواقف الذهنية الداخلية غير الصحية والتي تتحول إلى قتل وكذب ونفاق واستغلال وتنمر إلخ.
لذا عادة ما أخبر الناس أن كل التقاليد الدينية الكبرى تعلمنا القيم الأكثر عمقاً. بالتأكيد بين هؤلاء من يعلمون هذه القيم هناك من لا يمارس هذه القيم بإخلاص. وقد قلت مراراً إنه أحياناً هؤلاء الذين يتحدثون باسم الأديان يعيشون في الواقع حياة النفاق حيث يقولون أشياءً جميلة ولكن يفعلون أشياءً مختلفة. هذه علامة واضحة على عدم الاقتناع بالقيم الداخلية. بناء الاقتناع من خلال الإيمان وحده له أثر محدود جدا. ولكن كما قال البابا السابق، الإيمان والمنطق يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب.
أعتقد أن هذا صحيحاً جدا جدا. نحن بحاجة للمنطق خلال التعليم والوعي. أملنا الوحيد في التعليم. إذا علمنا الناس عن الدفء القلبي والشعور بالاهتمام بالآخرين سيتمكنون من رؤية هؤلاء الآخرين كمصدر لا ينضب لحسن حالهم وصحتهم. المشاكل بالعائلة والمجتمع بسبب نقص المبادئ الأخلاقية. لذا في المجال التعليمي الراهن علينا أن نُدخل المزيد من تعليم المبادئ الأخلاقية لأنها حالياً غير كافية.
فيما يتعلق بالذهن والمشاعر، أفكار الهنود القدماء تحتوي على العديد من التفسيرات حول كيفية معالجة المشاعر الهدامة مثل الغضب والكراهية والخوف. لذا في خبرتي خلال الثلاثين عاماً الماضية في التحاور مع العلماء والتربويين الحديثيين، العديد منهم يُقدر كمْ المعلومات المتوافرة في التقليد الهندي القديم بما في ذلك البوذية. هؤلاء العلماء ليسوا فقط يقدرون هذه المعلومات المتوافرة لهم بل إنهم حتى الآن يَعْقدون الأبحاث خلال التجارب التي تُظهر بعض الأدلة الجيدة التي تدعم هذه المعلومات. لذا خلال العاميين المنصرمين رأينا بشكل جاد كيف يمكن أن نقدم الأخلاقيات المبدئية. فيما يتعلق بالذهن في نظم التعليم الحديثة نحن بحاجة لمادة أكاديمية عن الذهن أو ما أُطلق عليه "خريطة الذهن" والتلاميذ حينها سيرون من خلال تجربتهم الشخصية كيف أن الغضب يدمر سلام الذهن.
التلاميذ يقدرون بشدة العاطفة التي يُظهرها لهم أبائهم وأمهاتهم وأصدقائهم. من عمر صغير وقيمة العاطفة حية بداخلهم. عندما – مثل حالتنا – ينضج الأشخاص ويقولون إننا لسنا بحاجة إلى العاطفة، وإنهم يستطيعون القيام بكل شيء بأنفسهم. ولكن هذه القيم الإنسانية الأساسية هي عوامل بيولوجية أساسية ولا تأتي من الدين. عاطفة الأم لطفلها – وأحياناً نراها بين الحيوانات أيضاً – هائلة. هذا العامل بيولوجي لا ينبُع من الدين. لذا فبينما هؤلاء الأطفال ما زالوا صغاراً وخبرة العاطفة لديهم لا تزال حية سنكون بحاجة إلى أن نعلمهم أن هذه القيم غاية في الأهمية وستظل كذلك حتى أيامهم الأخيرة، وحتى الموت. هذه القيم هي مصدر لا ينضب من سعادة والفرح.
يجب علينا استخدام الشروح والمنطق المتضمن بالمكتشفات العلمية، بدلاً من الاعتماد على الأديان. إذا اعتمدنا على الدين سيكون مدخلنا غير عالمي. ولكن حيث إننا نتحدث عن مشكلة نواجهها عالمياً فيجب أن تكون أداتنا في مواجهة هذه المشاكل عالمية. عادة ما أُطلق على هذا المدخل "الأخلاق العلمانية". وأحتاج هنا أن أوضح كلمة "علمانية" لإنه في الغرب يبدوا إنها تعني ضمنياً حمل موقف سلبي تجاه الأديان أو عدم احترامها، لكن وفقاً للفهم الهندي للعلمانية فهي تعني أحترام جميع الديانات وأيضاً احترام عدم المصدقين فيها على حد سواء، دون أي تفضيل لأي دين معين. لهذا عندما حصلت الهند على استقلالها أصبح دستورها مبني على أساس المفهوم العلماني.
ولأن الهند دولة متعددة المعتقدات الإيمانية لا يمكن أن تقول أن دينا بعينه أسمى من الآخرين. على مستوى عالمي العلمانية هي الطريق الوحيد المقبول عالمياً. لذا نحن الآن نحاول أن نخلق مناهج تستطيع أن تتلاءم مع مجال التعليم العلماني. نعمل على هذا ويمكن خلال عام نكون جاهزين. لكننا نحتاج للمزيد من الدراسات مع العلماء والفلاسفة والتربويين إلخ وهذا ما نقوم به بالفعل في الهند.
بمجرد الانتهاء من المنهج التعليمي لربما أماكن مثل هذه الجامعة يمكن أن تطبق البرنامج كتجربة. مدرسة واحدة تطبق البرنامج ثم نرى النتائج بعدها بعدة أعوام. إذا ظهرت نتائج إيجابية يمكننا أن نضع اللمسات الأخيرة بالمنهج التعليمي ونوسع تطبيقه لعشرة مدارس، أو مئة مدرسة، ثم على مستوى الولاية، بعد تطبيقه على مستوى الولاية وبعد العديد من النقاشات الجادة يمكن في النهاية أن نعممه على مستوى فيدرالي ثم لمستوى الأمم المتحدة حتى يتشجع العالم بالكامل على إضافة نوعاً من تعليم الأخلاقيات المبدئية غير القائمةعلى الأديان ولكن على العلمانية.
هل تشعر أن جهودك في حوار الأديان أصبحت أكثر صعوبة في العقد الماضي نتيجة المخاوف من الإسلام الراديكالي والتوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؟ خلال عقداً من أحداث ١١ سبتمبر هل أصبح الحوار أسهل بأي شكل؟
صاحب القداسة: لم يحدث أدنى تغيير، نحن نعقد الحوار خلال ثلاثين أو أربعين عاماً. ودائماً أحاول أن لا تكون لقاءات الأديان مجرد شعائر أو مراسم نتبادل بها التحية المصحوبة بالابتسامات. عوضاً عن هذا أُفضل أن أحظى على المزيد من المناقشات الجادة. ما هي خلافتنا وما هي تشابهاتنا وما هو الهدف؟ هذا هو الأكثر أهمية عندما يقابل المتدرب متدرب أخر. وأنا معجب في الحقيقة ببعض الرهبان الكاثوليك. بعد لقائي مع الراحل توماس ميرتون الراهب الترابيستي، تعلمت الكثير من التدريبات والخبرات منه ومن العديد من الرهبان والراهبات المسيحيين. في أحد المناسبات بمدينة سيدني بأستراليا وصفني أحد القساوسة بأنني مسيحي جيدّ ثم وأثناء حديثي وصفته بأنه بوذي جيد! هناك إحساس بإن لدينا ذات التدريبات، ذات الإمكانيات. بمجرد أن نصبح قريبين ونعرف بعضنا بشكل أعمق سيظهر الاحترام والإعجاب المتبادل.
لقد قمت أيضاً بجهود خاصة في لقاءاتي مع الأخوة والأخوات المسلميين. صراعات مثل القتال بين الشيعة والسنة مثله مثل ما بين البروتستانت والكاثوليك في شمال أيرلندا، ليس نتيجة للدين ولكن في الواقع العنصر الأساسي فيه هو السياسة، لكنهم يستخدمون أسم الدين. لذا يجب أن نفرق بينهم. الموضوعات السياسة يجب أن يتم حلها بالسياسة بدلاً من استخدام الوسائل الدينية. فلا يوجد أساس في الدين لإيذاء الآخرين.
هذه المآسي تذكرنا بأنه علينا أن نبذل جهداً مستمراً، لأن القتل باسم الدين شيئ محزن، شيئ لا يمكن تخيله. هذه الأيام حتى البوذيين في بورما أو سيريلانكا المتورطين مع رهبان بوذيين في تدمير مساجد ومنازل المسلمين. هذا بالفعل شيئ محزن. في أحد المناسبات ذكرت لإخواني وأخواتي البوذيين إنه عندما ننمي المشاعر السلبية تجاه المجتمع المسلم يجب عليهم التفكير في وجه بوذا. بلا شك بوذا سيرغب في أن نحمي أخواننا وأخواتنا المسلمين. في الأساس الأسباب الاقتصادية خلف هذه الصراعات، وعندما يتم إدخال الدين فإن هذا يتم من أجل إثارة المشاعر البشرية. وعندما تصبح المشاعر كثيرة جدا يسهل التلاعب بنا. إنه لشيئ محزن ولكن لا داعي لأن تثبط عزيمتنا. علينا أن نستمر في الجهد المتواصل وستأتي النتائج لاحقاً. أحياناً أشعر بالقليل من الفخر بمساهمتي في تحقيق التناغم الديني.
عندما يظهر الناس بعض التقدير أو الإعجاب بجهودي أو أفكاري هذا يعطيني التشجيع. عندما تم إعلان جائزة نوبل، أستجبت فوراً بقولي أني مجرد راهب بوذي بسيط، ليس أكثر أو أقل. ولكن هذا نوعاً من التقدير لجهودي في الترويج للسلام وتحسين البشرية.
أعتقد أن هناك أكثر من خمسة عشرة ألف أخ وأخت هنا، فإذا كنت لا تشعر إنه من الهام أن تنظر لهذه النقاط بجدية فلا توجد مشاكل. لكن إذا شعرت ببعض الاهتمام ورغبت بالمزيد من المشاركة، فرجاءً فكر أكثر في قيمك الداخلية. تدرب أولاً على المستوى المعرفي، الوعي البسيط بهذه القيم. ثانياً عوِد نفسك على هذه القيم، فستصبح شيئاً حياً. ثم قوموا بتطبيقها وستصبح جزءاً من حياتكم اليومية، وحينها ستحظون على المنفعة الحقيقية, فكروا في ذلك أكثر! شكراً لكم!