ما هي المشاعر المزعجة؟

11:27
يٰشى بالدرونعندما تنزعج أذهاننا بمشاعر الغضب، التعلق، الأنانية أو الطمع؛ يستتبع ذلك حدوث انزعاج في طاقاتنا. نشعر بعدم الراحة، أذهاننا ليست هادئة، أفكارنا مشتتة. نقول ونفعل أشياء نندم عليها لاحقًا. إذا لاحظنا انزعاج مفاجئ في أذهاننا أو طاقاتنا، نعلم أن هذا نتيجة لأحد المشاعر المزعجة، الحذاقة هي الإمساك بالشعور بالانزعاج بمجرد ظهوره وتطبيق حالة ذهنية مضادة له، مثل الحب والشفقة، لتجنب المشكلات التي تنشأ نتيجة للاستسلام للمشاعر المُثيرة للمشاكل والتصرف بناء عليها.

ما هي "المشاعر المُزعجة"؟

المشاعر المُزعجة تُعَرَف بأنها حالة ذهنية، عندما ننميها، تتسبب في فقداننا لراحة البال وضبط النفس.

 لأننا نفقد راحة بالنا، فهذا يعني أنها تُزعج؛ إنها تُزعج راحة بالنا. ولأننا عندما نفقد راحة بالنا، نُصبح منزعجين، فعليًا تُصبح مشاعرنا وأفكارنا غير واضحة. عندها نفقد حس التمييز الضروري من أجل ضبط الذات. نحن بحاجة لأن نكون قادرين على التمييز بين ما هو نافع وما هو غير نافع؛ ما هو ملائم وما هو غير ملائم في أي موقف.

المشاعر المُزعجة يمكن أيضًا أن يُصاحبها حالات ذهنية بنَّاءة

بعض المشاعر المُزعجة قد تقودنا للتصرف بشكل هدَّام، لكن هذه ليست الحالة دائمًا. المشاعر المُزعجة قد تكون، على سبيل المثال، التعلق، الرغبة الجارفة، الغضب، الغيرة، الكبرياء، العجرفة، وخلافه. يمكن أن يؤدي التعلق والرغبة الجارفة للتصرف الهدَّام –أن تسرق شيء ما، على سبيل المثال. لكن أيضًا، يمكن أن يكون لدينا رغبة جارفة في أن نكون محبوبين ونكون متعلقين بهذا. ومن ثم نساعد الآخرين من أجل أن نصبح محبوبين منهم. لذا، فمساعدة الآخرين ليست شيئًا هدامًا؛ إنها شيء بناء، لكن هناك مشاعر مُزعجة خلفها: "أنا أرغب في أن أكون محبوبًا، أتوسل إليك أن تُحبني في المقابل".أو في حالة الغضب: الغضب قد يقودنا للتصرف بشكل هدَّام، أن تؤذي شخص ما، تقتله، وما شابه، لأننا غاضبون بشدة. وهذا سلوك هدَّام. لكن يمكن أيضًا أن يدفعنا هذا – دعونا نفترض أن الغضب بسبب ظلم نظام أو موقف معين ونحن غضبنا من هذا – إلى القيام بشيء بالفعل في محاولة منا لرفع هذا الظلم. هذا لا يعني بالضرورة أن نقوم بشيء عنيف. لكن الفكرة إنه عند القيام بشيء بنَّاء أو إيجابي مدفوعًا بمشاعر مُزعجة، لا يكون لدينا راحة البال ولافتقادنا لراحة البال، فعندما نقوم بهذا الفعل الإيجابي لا تكون أذهاننا في كامل صفاءها، وتكون مشاعرنا غير واضحة بشكل كافٍ، وحالتنا الشعورية غير مستقرة.

في تلك الحالات، بالرغبة الجارفة أو الغضب، نريد من الشخص الآخر أن يحبنا، أو نرغب في إزالة الظلم الواقع، عندها لا تكون حالتنا الذهنية أو الشعورية مستقرة. ولأنها حالة ذهنية وشعورية مليئة بعدم الوضوح، فعندها لا نفكر بوضوح فيما نقوم به أو كيفية تحقيق نوايانا. لذا فليس لدينا القدرة على السيطرة على أنفسنا. لذا لربما نحاول مساعدة أحدهم، في حين لربما أفضل مساعدة هي أن نتركهم يقومون بما يحتاجونه بأنفسهم. دعونا نفترض أن لدينا ابنة ناضجة ونرغب في مساعدتها على الطهو أو على الاعتناء بالمنزل أو بطفلها، هذا تدخل بأشكال كثيرة. الابنة قد لا تحب أن يتم إخبارها كيف تطبخ أو تربي أطفالها. لكننا نرغب في أن نكون محبوبين ونافعين لذا نفرض أنفسنا على الآخرين. إذًا، فنحن نقوم بشيء بنَّاء، لكن نفتقد لضبط الذات والذي يمكن أن يجعلنا نقول، "حسنًا، من الأفضل أن أحتفظ بفمي مغلقًا، وألا أعرض رأيي أو أعرض مساعدتي".

وحتى إذا قدمنا المساعدة في موقف ما، وفي وقت كان من الملائم أن نقدمها فيه، نحن لسنا مسترخيين أثناء قيامنا بهذا، وذلك لأننا نتوقع شيئًا في المقابل. نحن نرغب في أن نكون محبوبين، نحن نرغب في أن نشعر بأن الآخرين بحاجة إلينا، نحن نرغب في أن يتم تقدير ما نقوم به. يمثل هذا النوع من الرغبة الجارفة أحد الشروط الحاضرة أذهاننا، إذا لم تستجب ابنتنا بالطريقة التي نرغب بها، مع توافر هذا الشرط المُسبق، نتضايق بشدة.

آلية المشاعر المُزعجة تلك، تتسبب في فقداننا لراحة بالنا وتحكمنا في أنفسنا، ويكون ذلك أكثر وضوحًا عندما نسعى لمقاومة الظلم. نكون متضايقين جدًا، وبالتالي إذا تصرفنا على أساس من هذا الضيق، عادة لا نفكر بشكل واضح عمَّا يجب علينا فعله. وفي أغلب الأوقات لن نتبع المسار الأفضل لتحقيق ما نرغب به. باختصار، سواء تصرفنا بشكل هدَّام أو تصرفنا بشكل بنَّاء، إذا كان هذا مدفوعًا ومصحوبًا بمشاعر هدَّامة، فهذا سيتسبب في المشاكل. ولا يمكننا التكهن بشكل دقيق إذا كان هذا سيتسبب أم لا في مشاكل للآخرين، لكن بشكل أساسي ما سيتسبب فيه هو مشاكل لأنفسنا. وهذه المشاكل ليست بالضرورة أشياء تحدث مباشرة، لكنها مشاكل طويلة الأجل بمعنى بناء عادات التصرف بهذه الطريقة الهدَّامة والتي ستتكرر لاحقًا مرارًا وتكرارًا. بهذه الطريقة، سلوكياتنا القهرية المدفوعة بالمشاعر المُزعجة تعمل على بناء مجموعات بعيدة المدى من طرق التصرف المسببة للمشاكل. نحن لا نحظى أبدًا براحة البال.

مثال واضح جدًا على هذا، إذا كنا مدفوعين بأن نكون نافعين وأن نقوم بأشياء لطيفه للآخرين، لرغبتنا في أن نشعر بأننا محبوبين و مٌقدَرين. خلف تلك التصرفات، نحن بالأساس نشعر بعدم الأمان. وكلما استمررنا بالتصرف بهذا النوع من الدوافع، فلن نرضى أبدًا، لن نشعر أبدًا بأنه، "حسنًا، الآن أنا محبوب، هذا كافي، لا أحتاج المزيد". لن نشعر بهذا أبدًا. وهذا فقط يبني العادة القهرية، "يجب أن أشعر بأنني محبوب، يجب أن أشعر بأنني مهم، يجب أن أشعر بالتقدير". أنت فقط تقوم بالمزيد والمزيد على أمل أن تكون محبوبًا، لكنك دائمًا تشعر بالإحباط. أنت محبط لأنه حتى إذا قام أحدهم بشكرك، فأنت تفكر "آه، إنه لا يعني هذا حقًا". لذا نحن لا نحظى أبدًا براحة البال. والأمر فقط يصبح أسوأ وأسوأ، لأنه يتكرر ويتكرر ويتكرر. بالمناسبة، هذا ما يُطلق عليه السامسارا –أي المشاكل المتكررة غير المُتحكَّم بها.لا يَصعُب التعرف على هذا النوع من الأعراض، عندما تتسبب المشاعر المُزعجة في أن نتصرف بشكل سلبي أو هدَّام. قد نكون دائمًا منزعجين، ولأننا منزعجين نغضب من الأشياء الصغيرة، وعندها نتحدث مع الآخرين بطريقة فظه أو نقول لهم أشياء قاسية دائمًا. ومن الواضح أن لا أحد يحبنا أو يرغب في أن يكون معنا وهذا يُسبِّب الكثير من المشاكل في علاقاتنا. ولذا يصبح من السهل نسبيًا أن ندرك ما الذي يحدث. لكن ليس من السهل إدراك هذا عندما تكون المشاعر المُزعجة خلف تصرفنا بشكل إيجابي. لكن نحتاج لإدراكها في كلا النوعين من المواقف.

كيف نكتشف ما إذا كنا نتصرف تحت تأثير المشاعر أو المواقف الداخلية المُزعجة؟

إذًا، فالسؤال هو، كيف نُدرك أننا نتصرف تحت تأثير المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة؟ فهي ليست فقط مشاعر، لكن يمكن أن تكون مواقف داخلية تجاه الحياة أو مواقف داخلية تجاه أنفسنا. لهذا، نحتاج لأن نكون حساسين بعض الشيء، لنلاحظ كيف نشعر داخليًا. للقيام بذلك، تعريف المشاعر والمواقف الداخلية المزعجة مفيد للغاية: إنها تتسبب في فقداننا لراحة بالنا وضبط الذات.

لذا فإذا كنا على وشك أن نقول شيء ما أو القيام بشيء ما، ونشعر ببعض العصبية بداخلنا، نحن لسنا مسترخيين بالكامل، هذه علامة على وجود بعض المشاعر المُزعجة. قد لا نكون واعيين بها. عادة ما تكون بلا وعي منا. لكن هناك بعض المشاعر المُزعجة في الخلفية.

دعونا نفترض أننا نحاول شرح شيئًا ما لأحدهم، إذا لاحظت أن هناك بعض الاضطراب بمعدتك، أثناء قيامك بهذا، هذا مؤشر واضح على أن هناك بعض الكبرياء يقبع بالخلف. قد نشعر "كم أنا ماهر، لقد فهمتها، سأساعدك على فهمها". لربما نكون مخلصين بشأن رغبتنا في مساعدة الشخص الآخر، في أن نشرح لهم، لكن عندما نشعر ببعض الاضطراب بمعدتنا، هناك بعض الكبرياء. خاصة الذي يحدث عندما نتحدث عن إنجازاتنا أو خصالنا الجيدة. غالبًا، هناك بعض الاضطراب.

أو في حالة المواقف الداخلية المُزعجة، دعونا نفترض الموقف الداخلي الخاص بأن "على الجميع أن ينتبهوا لي"، والذي عادة ما يكون لدينا، نحن لا نحب أن يتم تجاهُلنا، لا أحد يحب أن يتم تجاهله، لذا نشعر، "يجب على الآخرين أن ينتبهوا لي ويستمعوا لما أقوله"، أو ما شابه. حسنًا، هذا أيضًا يمكن أن يكون مصحوبًا ببعض العصبية داخلنا، خاصة إذا لم ينتبه إلينا الآخرون. لماذا يجب عليهم الانتباه لنا؟ عندما نفكر في هذا الأمر، لن نجد سببًا وجيهًا.

المصطلح السنسكريتي "كليشا" – "نيون-مونغ" في اللغة التبتية – هو مصطلح صعب جدا والذي أترجمه إلى "المشاعر المُزعجة" أو "المواقف الداخلية المُزعجة"، هذا لأن هناك بعضها يصعب وضعهم بأحد التصنيفين كمشاعر أو كمواقف داخلية. مثل الغُفل. يمكن أن نكون غاية في الغُفل بشأن أثر سلوكنا على الآخرين أو على أنفسنا. أو يمكن أن نكون غافلين عن الموقف، حقيقة ما يحدث بالفعل. ولذا، دعونا نفترض، أننا غافلين عن حقيقة أن شخصًا ما ليس بحالة جيدة أو أن شخصًا ما متضايق. في مثل هذا الموقف، قد نكون بالتأكيد غافلين عن نتيجة قولنا لأي شيء ما، قد تجعلهم أكثر ضيقًا تجاهنا، بغض النظر عن نيتنا الطيبة.وعندما يكون لدينا هذا النوع من، دعونا نُطلق عليه، الحالات الذهنية المُزعجة، ليس بالضرورة أن نشعر بالاضطراب بداخلنا. لكن كما كنت أقول، عندما نفقد راحة بالنا، أذهاننا لا تتسم بالوضوح. ولذا فعندما نكون غافلين، فإن أذهاننا لا تتسم بالوضوح، نحن منحسرون في عالمنا الصغير. مفتقدين لضبط الذات، بمعنى، إننا عندما نكون منحسرين في عالمنا الصغير، لا نستطيع التفرقة بين ما هو نافع وملائم في الموقف وما ليس كذلك. وبالتالي، لا نتصرف بطريقة ملائمة، لذا لا يكون لدينا انضباط لنتمكن من التصرف بشكل ملائم وأن نمنع أنفسنا من القيام بما هو غير ملائم. لذا، وبهذه الطريقة فهذا يتلاءم مع تعريف الحالات الذهنية المُزعجة. كما قلت، أنه مصطلح يصعب حقًا أن أجد له ترجمة جيدة.

المشاعر غير المزعجة

الآن، في السنسكريتية والتبتية ليس هناك كلمة "مشاعر". ولذا تقوم اللغة بتقسيم الأشياء إلى حالة ذهنية مُزعجة، وما هو ليس بحالة ذهنية مُزعجة. وأيضًا حالة ذهنية بنَّاءة، وحالة ذهنية هدَّامة. وليس من الضروري أن يتداخلان سويًا. لذا، من المُمكن أن تكون هناك مشاعر أو مواقف داخلية تنتمي لأيٍ من هذين التصنيفين. هناك بعض المشاعر المُزعجة، بعض المشاعر غير المُزعجة. ولذا، فليس ما نهدف إليه في البوذية أن نتخلص من كل المشاعر، إطلاقًا. نحن نريد أن نتخلص من المشاعر المُزعجة فقط. الخطوة الأولى ألا نقع تحت سيطرتهم والثانية أن نتخلص منهم حتى لا يظهروا مرة أخرى.

لذا، فما الذي قد يكون مشاعر غير مُزعجة؟ حسنًا، قد نفكر في أن "الحب" من المشاعر غير المُزعجة أو أن "الشفقة" مشاعر غير مُزعجة، أو "الصبر". لكن، عندما نُحلل تلك الكلمات التي لدينا في لغتنا، سنكتشف كل من هذه المشاعر قد يكون بها نوع مُزعج ونوع غير مُزعج. لذا، يجب أن نكون حذرين بعض الشيء. إذا كان الحب من النوع الذي أشعر معه "أه، أحبك جدًا، احتاجك، لا تتركني أبدًا!" هذا النوع من الحب: هذه حقًا حالة ذهنية مُزعجة جدًا، لأنه إذا لم يبادلنا الشخص الآخر الحب أو لم يحتاجنا، عندها سنتضايق، ونصبح غاضبين جدًا وفجأة ستتحول مشاعرنا "أنا لا أحبك بعد الآن".لذا، عندما نقوم بتحليل حالتنا الذهنية، على الرغم من أننا قد نُدركها على أنها حالة شعورية، وقد ندعوها "الحب"، ففي الحقيقة تلك الحالة الذهنية بها العديد من العوامل الذهنية المختَلَطة. فنحن لا نختبر شعورًا واحدًا قائمًا بذاته. فحالتنا الشعورية مختلطة جدًا؛ هناك العديد من المكونات المختلفة. هذا النوع من الحب حيث أشعر "أحبك، لا استطيع العَيش بدونك"، من الواضح أنه نوعًا من الاعتمادية، وهذا مُزعج للغاية. لكن هناك نوع غير مُزعج، والذي به بكل بساطة نتمنى للطرف الآخر أن يكون سعيدًا وأن يحظى بأسباب السعادة، بغض النظر عما يقومون به. فنحن لا نتوقع أي شيء في المقابل منهم. على سبيل المثال، قد يكون لدينا هذا تجاه أطفالنا. نحن لا نتوقع حقًا أي شيء في المقابل منهم. حسنًا، من الواضح أن بعض الآباء يتوقعون. لكن عادة، مهما فعل أطفالنا، نظل نحبهم. نريد أن يصبح الأطفال سعداء. لكن مرة أخرى عادة ما يكون هذا مختلطًا بحالة مُزعجة أخرى، وهي أننا نريد أن نكون نحن من يجعلهم سعداء، ولذا، إذا قمنا بشيء بنية أن نجعل الطفل سعيدًا ولم تنجح، ولم تجعلهم سعداء، نشعر بشعور سيء جدًا. لكن لا نزال نطلق على هذا "حب". "أريدك أن تكون سعيدًا، سأحاول أن أجعلك سعيدًا، لكني أريد أن أكون الشخص الأكثر أهمية في حياتك والذي سيحقق لك هذه السعادة.

لذا فالغرض من كل هذه المناقشة المستفيضة هو أننا حقًا نحتاج لأن نتفحص بعناية شديدة حالتنا الشعورية وألا نحصر أنفسنا في الكلمات التي أعتدنا أن نُصَنف بها المشاعر المختلفة، لكن علينا أن نتفحصها حقًا لنرى، ماهي الجوانب المزعجة، التي تتسبب في فقداننا لراحة بالنا، فقدان وضوحنا، فقدان تحكمنا بأنفسنا. هذه هي الأشياء التي علينا أن نعمل عليها.

عدم الوعي هو السبب الكامن خلف مشاعرنا المزعجة

الآن، إذا أردنا أن نتخلص من هذه الحالات الذهنية أو المشاعر أو المواقف الداخلية المزعجين، عندها نحتاج لأن نصل لأسبابهم. فإذا استطعنا أن نزيل السبب الكامن وراء تلك المشاعر، عندها يُمكننا التخلص منهم. الأمر ليس مجرد التخلص من المشاعر المُزعجة ذاتها، والتي تتسبب في مشاكلنا، لكن أن نتخلص حقًا من جذر هذه المشاعر المُزعجة. إذًا، ما هو السبب الأعمق لهذه الحالات الذهنية المُزعجة؟ ما سنجده هو ما يُترجم عادة إلى "الجهل"، أو"عدم الوعي"، وهو ما أُفضل استخدامه، عدم الوعي بشيء، نحن فقط لا نعرف. الجهل يبدو كما لو كنا أغبياء. الأمر ليس أننا أغبياء. إننا فقط لا نعلم أو مرتبكون، أي أننا نفهمه بشكل غير صحيح.

إذًا، ما الذي نحن مرتبكون بشأنه، أو ما الذي نحن غير واعيين به؟ بالأساس نحن غير واعيين بأثر سلوكنا والمواقف التي نمر بها. نحن بشكل ما غاضبون للغاية أو متعلقون أو متضايقون بشدة، وهذا يجعلنا نتصرف بشكل قهري للغاية. هذا بالأساس ما تدور حوله الكارما، التصرف بشكل قهري، بدون ضبط للذات. ونحن لا نعرف ما سوف يكون عليه أثر ذلك. أو مرتبكون بشأنه. نعتقد أننا قد نكون سعداء بسرقة شيء ما. وهذا لم يتحقق. أو أن مساعدتي لك ستجعلني أشعر بأن هناك من يحتاجني وأنني محبوب. وهذا لم يتحقق. إذًا فنحن لا نعرف ما الأثر الذي سينتج عن أفعالنا. "أنا لم أعرف أنني إذا قلت هذا، فإن ذلك سيؤلمك". أو نحن مرتبكون بهذا الشأن. "اعتقدت أن هذا سيساعدك ولكن هذا لم يحدث"، أو "اعتقدت أن هذا سيجعلني سعيدًا، لكن هذا لم يحدث". أو لم أكن أعرف حقيقة المواقف المختلفة، "لم أعرف أنك مشغول"، أو " لم أعرف أنك متزوج". أو لربما نحن مرتبكون، "اعتقدت أن لديك وقت كافي". لكن ليس لديك. "أعتقد أنك عازب، غير مرتبط بأحد آخر، لذا حاولت القيام بعلاقة رومانسية معك"، وهو أمر لا يليق. لذا مرة أخرى، المواقف، عدم الوعي، هي إما أننا لا نعرف أو أننا مرتبكون، نحن نعرف بطريقة خاطئة.

الآن، صحيح أن عدم الوعي هو جذر التصرف القهري، لكن كونه أيضًا جذر المشاعر المزعجة والصلة التي بين المشاعر المزعجة والسلوك القهري ليسوا بذات القدر من الوضوح. لذا علينا أن نتفحص هذا بعناية أكثر.

فيديو: جوتسونما تينزين بالمو — "أهمية الوعي"
لتشغيل الترجمة، رجاءً أضغط على علامة "CC" أو "الترجمة والشرح" بالركن السفلي على يمين شاشة عرض الفيديو. لتغير لغة الترجمة،  يُرجى  الضغط على علامة "Settings" أو "إعدادات"، ثم أضغط على علامة "Subtitles" أو "ترجمة"، واختار لغتك المفضل
Top