مراجعة للمستويات الستة للتشبث
لقد حددنا ستة مستويات للتشبث الذي يمكن أن نعمل على التخلي عنه وتنمية العزم على التحرر منه. نحتاج لأن نتخلى عن:
- تشبثنا بالنفع قصير الأجل، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على النفع طويل الأمد بهذه الحياة.
- تشبثنا بالأشياء الممتعة بهذه الحياة، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على الحيوات المستقبلية.
- تشبثنا بالأشياء الممتعة بالحيوات المستقبلية، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على التحرر.
- تشبثنا بأهدافنا الشخصية، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على إيثار الآخرين وتحقيق أهدافهم.
- تشبثنا بالذات مُثبتة الوجود، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على الخلو.
- المظاهر العادية وتشبثنا العادي بها، لينصب اهتمامنا الأساسي بدلًا من ذلك على المظاهر النقية لتمثيلات جوانب شخصية بوذا والماندالات، دون تشبث.
بالتالي، يمكننا أن نرى أن لكل مستوى من تلك المستويات الستة نفس الهيكلية في تكوينها. عندما نشكلها بذات الطريقة، عندها يمكن تطبيق الهيكل التحليلي الذي جمعناه لنعمل على كل من تلك المستويات بشكل تدريجي.
نبدأ بالتخلي عن التشبث بالنفع قصير الأجل، لينصب اهتمامنا بدلًا من ذلك على النفع طويل الأمد بهذه الحياة. بينما نعمل على كل مستوى من تلك المستويات، من المهم للغاية أن نحاول تحديد الطريقة التي ينطبق بها هذا علينا في حياتنا اليومية الفعلية. منهجية التحليل النظري هي مجرد هيكلية: نحتاج لأن نملأ ونطبق هذا الهيكل على أشياء حقيقية من خبرتنا الشخصية. وإلا، لن يكون فعالاً. بعبارة أخرى، نحتاج لأن نخصص التحليل بما يتلاءم مع مواقفنا.
التخلي عن التشبث بالإشباع الفوري للرغبة الجارفة والجشع
ما الذي نحن عازمون هنا على التحرر منه؟ هذا سيكون تشبثنا بالإشباع الفوري لرغبتنا الجارفة والجشع. سيكون هذا، على سبيل المثال، أخذ دَين لشراء سيارة جديدة أو شقة جديدة، دون التفكير في عدم قدرتنا على السداد. أو الإشباع الفوري للجوع عبر حشو أنفسنا بالوجبات السريعة أو غير الصحية، دون التفكير في آثارها طويلة الأمد بأنها ستجعلنا نصاب بالسمنة، تدمير صحتنا وتقصير حياتنا. أو الإشباع الفوري لرغبنا في تناول الكحول، التدخين، دون التفكير، مرة أخرى، في الأثر طويل الأمد لهذا على صحتنا.
يتلاءم هذا مع الهيكل العام للانخراط في السلوك الهدَّام الآن، لأننا نعتقد أن هذا سيجلب لنا نفعًا قصير الأجل، لكننا لا نفكر حقًا في سياق نتاج الكارما طويلة الأمد لهذه الأفعال. إنها نفس الفكرة، فقط محدودة بهذه الحياة. عندما نتحدث عن نتائج الكارما في البوذية، هي تلك النتائج التي تأتي من بناء ميول وإمكانات معينة والتي قد تثمر حينها بهذه الحياة، لكنها في الأغلب تثمر بالحيوات المستقبلة في سياق الميول والإمكانات بتلك الحيوات. بينما هنا، نتحدث عن شيء أقرب للميكانيكية: مثل تناول الكثير من الأطعمة السريعة والإصابة بالسمنة.
على الرغم من أن هناك علاقة سببية، إلا أنها ليست العلاقة السببية للكارما. هناك العديد من أنواع العلاقات السببية -ليست كلها العلاقة السببية للكارما. بالطبع، يمكننا أن ننظر بعمق أكثر ونقول أنه ليس كل من يتناولون الوجبات السريعة يصابون بالسمنة، لذا على الرغم من ظرفية تناول الأطعمة السريعة، إلا أن سبب الكارما الأعمق للإصابة بالسمنة هو شيء سابق لهذا. بالنسبة لمستوى مناقشتنا هنا في سياق هذه الحياة، ليس علينا الخوض في تفاصيل أكثر.
التعرف على المحل الذي سيتم دحضه
بما أن تسونغكابا أكد بشدة على التعرف على ما سيتم دحضه، اعتقد أنه من المفيد في كل مرحلة من هذه المراحل أن نأخذ لحظات لنفكر ونرى من خبراتنا الشخصية المحل الذي سيتم دحضه بهذا المستوى. بعبارة أخرى، ما الذي أقوم به في سلوكي والذي هو فقط لأجل النفع قصير الأجل، الإشباع الفوري لرغباتي، والذي يتجاهل الآثار طويلة الأمد. سواءً كان الإفراط في تناول الطعام، شراء الأشياء بالدَّين، عدم القيام بأي تدريبات رياضية، أيًا كان. بعبارة أخرى، أعراض رغبتنا في الإشباع الفوري، والتي هي من أعراض عصرنا الحديث، من الرغبة في الحصول على إجابات سريعة على رسائلنا القصيرة، وهذا النوع من الأشياء. نصبح معتادون أكثر وأكثر على الرغبة في الإشباع الفوري. نحتاج لأن ندرك تلك الأعراض، ثم، نتعمق أكثر في تحليلنا لندرك عيوبها.
اعتقد أننا يمكننا أن نستحضر العديد من الأمثلة على التشبث بالإشباع الفوري، على سبيل المثال استخدامنا للهاتف المحمول أو الرسائل النصية أو برنامج المحادثات -نتوقع أن الطرف الآخر سيستجيب فورًا. أو أننا يمكننا مقاطعة أي شخص في أي وقت وأنه يجب أن يردوا فورًا على مكالمتنا، يتوقفون عما يقومون به، وينتبهون لنا، حتى إذا كان ما نتصل بهم بشأنه في غاية التفاهة.
بالنسبة للأثر طويل الأمد لهذا التشبث، نكون غير فعالين فيما نحاول القيام به، بسبب المقاطعة المستمرة، ونقاطع الآخرين أيضًا. لذا، الأثر طويل الأمد هو أننا نصبح غير فعالين وغير قادرين على التركيز على أي شيء. ونصاب بالإحباط عندما نسمع رسالة الرد الآلي بدلًا من الشخص الذي نحاول الاتصال به. نطلب من الآخرين بشكل غير منطقي أن يكونوا دائمًا متاحين لنا على شبكة المعلومات، أربع وعشرين ساعة في اليوم. والبعض يبدأ في الاستياء منا لهذا، أليس كذلك؟ البعض يستاء.
[وقفة للتدبر]
أمثلة على الدحض الأكثر أو الأقل من اللازم
ثم نتفحص لنرى ما إذا كنا ندحض هذا أكثر أو أقل من اللازم. نحتاج لأن نكون حذرين من كلا التطرفين. لهذا، نحتاج لأن نستخدم الوعي التمييزي. قد لا نقوم بالفعل ببعض الأشياء التي سيكون من الأنفع عدم القيام بها على الإطلاق، التدخين على سبيل المثال، لكن دعونا نستخدم مثالًا أكثر شيوعًا والخاص بتناول الوجبات السريعة.
الدحض الأكثر من اللازم لتناول الوجبات غير الصحية سيكون، عندما لا يكون هناك شيئًا آخرًا متاحًا ونحتاج لنأكل وإلا سنصبح في غاية الضعف وسيكون صعبًا علينا للغاية أن نعمل، أن نكون غير مرنين، "من المُحال أن آكل ماكدونالدز". أو لا نعتني بأي شيء من احتياجاتنا قصيرة الأمد عندما لا تكون مؤذية على المدى البعيد. بعبارة أخرى، الدحض الأكثر من اللازم للإشباع الفوري لاحتياجاتنا قصيرة الأمد سيكون عدم الاعتناء أبدًا باحتياجاتنا قصيرة الأجل، مثل الاحتياج لتناول الطعام، الاحتياج لإطعام أطفالنا. حتى إذا احتجنا للاقتراض من أجل إطعام أطفالنا، الدحض الأكثر من اللازم سيكون، "لا، لن أستدين أبدًا" -ويجوع أطفالنا.
الدحض الأقل من اللازم سيكون، "حسنًا، أنا فقط أدخن سيجارتين في اليوم، هذا مقبول" أو "طالما لا أسكر، فمن المقبول أن أشرب الكحول بقدر ما أريد" -هذا دحض أقل من اللازم.
اعتقد أن المفهوم العام قد وصلكم، ويطبق هذا في كل موقف، المواقف الشخصية والظروف التي نجد أنفسنا فيها، نحتاج لأن نكون مرنين. نحتاج لتجنب الدحض الأكثر أو الأقل من اللازم لأي مشكلة معينة بأي موقف شخصي قد نجد أنفسنا فيه. بعبارة أخرى، نضع حدودًا معينة والتي لن نتجاوزها. مع ذلك، في نطاق هذه الحدود، نحتاج لأن نكون مرنين وفقًا للموقف. فكروا في هذا للحظات.
[وقفة]
هذه مبادئ من المهم جدًا تطبيقها عندما نعمل ضمن فريق في مشروع ما. على سبيل المثال، نعمل مع الفريق ويظهر سؤال. نرغب في الإشباع الفوري من خلال الإجابة الفورية، لذا يكون لدينا الميل لمقاطعة زملائنا في الفريق، بغض النظر عن أي شيء، فقط من أجل أن نحصل على إجابة فورية. يستاء زملاؤنا بالفريق من المقاطعة المستمرة لهم، خاصة عندما يكونون مشغولون بعمل شيء ما بأنفسهم. يخلق هذا الكثير من التوتر داخل الفريق، والأثر طويل الأمد سيكون الإضرار بالمشروع. الدحض الأكثر من اللازم سيكون عدم طرح الأسئلة أبدًا. لا نرغب في أن نكون متطرفين، لأننا بحاجة لإجابة. الاستراتيجية الأكثر فعالية ستكون سؤال زملاءنا، "لديّ سؤال، هل هذا وقت ملائم لطرحه؟ أو رجاءً، دعني أعرف عندما يكون لديك بعض الوقت للتحدث عن هذا الأمر". أيضًا، أن نخبرهم، إذا كان السؤال قصيرًا أم شيئًا معقدًا، حتى يعرفوا كم الوقت الذي يحتاجونه ليجيبوا علينا.
اعتقد أنه من خلال هذا النوع من الأمثلة سنفهم أننا نتحدث هنا عن شيء عملي للغاية.
سبب التشبث بالإشباع الفوري لرغباتنا
ما سبب تشبثنا بالإشباع الفوري لرغباتنا، دون التفكير في الآثار بعيدة الأمد بهذه الحياة؟ بالأساس، لا نفهم العلاقة السببية. نظرنا قصير في سياق آثار سلوكنا. أو رغبتنا قوية للغاية بحيث لا نكون قادرين على ممارسة أي انضباط ذاتي. مثلما إذا كنا مدمنين على التدخين، الوجبات السريعة، شبكات التواصل الاجتماعي، الإنترنت -هناك العديد من الإدمانات التي ننميها هذه الأيام.
أيضًا، بالطبع، إذا حللنا بشكل أعمق، هناك قدر هائل من التمركز حول الذات: "رغباتي مهمة جدًا بحيث يمكنني مقاطعة أي شخص، لأن ما يقومون به غير مهم. ما أرغب فيه هو فقط المهم".
هناك العديد من المساوئ لاستمرارية هذه الأنماط -الإفراط في تناول الطعام، تناول الأطعمة غير الصحية، عدم القيام بالتدريبات الرياضية، هذا النوع من الأشياء، والتي يمكن أيضًا أن تكون نتيجة للكسل. الأثر طويل الأمد سيكون تدمير صحتنا، تدمير حالتنا الاقتصادية. أو إذا كنا نعيش في بلد توفر فيه الدولة الخدمات الصحية، فسيكون لهذا أثرًا سلبيًا على الاقتصاد، لأن كلما كانت طريقة الحياة غير صحية، زادت كلفة التعامل مع المشاكل الصحية التي ستظهر لاحقًا في الحياة. هناك العديد من المساوئ لتجاهل الآثار طويلة الأمد لسلوكياتنا، والتي نرغب من خلالها في تحقيق الإشباع الفوري لرغباتنا.
التفكير في الآثار طويلة الأمد لسلوكياتنا، وممارسة ضبط النفس عندما يكون لهذا آثارًا ضارة على المدى البعيد
ما الذي نهدف إليه؟ نهدف للتفكير في الآثار طويلة الأمد لسلوكنا، وممارسة ضبط النفس لنمتنع عن الإشباع الفوري لرغباتنا عندما يكون لها آثارًا ضارة طويلة الأمد. تذكروا، نحن لا نتحدث عن الامتناع عن الإشباع الفوري لاحتياجاتنا قصيرة الأمد، عندما لا يكون لها آثارًا ضارة على المدى البعيد. نحن نرغب في تفحص كلٌ من الآثار قصيرة وطويلة الأمد لسلوكنا. لأن الآثار طويلة الأمد هي دائمًا الأكثر أهمية من تلك قصيرة الأمد.
أحيانًا تكون لدينا الحاجة للقيام بشيء سيكون مؤلمًا الآن، لكن على المدى البعيد سيكون نافعًا، مثل الخضوع لجراحة عاجلة لتصحيح مشكلة حالية. بالتأكيد إجراء الجراحة لن يكون شيئًا سارًا، مع ذلك، الآثر طويل الأمد هو أن هذا سيكون مفيدًا لصحتنا لحياة طويلة. نحتاج لأن ننمي عادة تفحص الآثار قصيرة وطويلة الأمد لسلوكنا. سواءً كنا نتعامل مع موقف شخصي، مع عائلاتنا، مع عمل نبدؤه، نحتاج لأن نفكر في كلٍّ من الآثار طويلة وقصيرة الأمد.
المبالغة والتقليل بشأن ما نهدف إليه
نحتاج لأن نتجنب المبالغة أو التقليل بشأن ما نهدف إليه، ما أثره، ولا نبالغ أو نقلل منه. مثال على المبالغة سيكون، إذا توقفنا عن التدخين وتناول الكحول، نفكر في أنه لن يكون هناك خطر بعيد الأمد للإصابة بالسرطان أو تليف الكبد: "إذا توقفت عن التدخين الآن، لن أصاب أبدًا بالسرطان" -هذا توقع مبالغ فيه، غير واقعي. ماذا عن التقليل في التقدير؟ سيكون هذا: "ما أقوم به الآن سيكون له آثارًا محدودة، لأنه على المدى البعيد يمكن لأي شيء أن يحدث". على سبيل المثال، يمكن لمدخراتنا أن تصبح بلا قيمة نتيجة لانخفاض قيمة العملة، لذا لن يشكل فارقًا ما إذا كان علي دَين كبير. أو، "سيكون هناك دواءً للسرطان في المستقبل، لذا يمكنني أن أدخن كما أشاء".
العديدون لديهم هذا الخطأ عندما يفكرون في سياق البيئة -التلوث، الاحتباس الحراري. "لا يهم مقدار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا، لأنه في المستقبل سيكتشفون طريقة للتعامل معه" -هذا تقليل بشأن ما نهدف إليه. أو، "علينا فقط أن نقلله" أو "ما نقوم به لن يشكل فارقًا".
فوائد ممارسة الانضباط الذاتي
بعد ذلك، نفكر في فوائد الامتناع عن الإشباع الفوري لرغباتنا، نفكر في الآثار طويلة الأمد لهذا الامتناع بهذه الحياة. ما هي فائدة هذا الامتناع؟ آثر هذا هو أنه ستكون لدينا استراتيجية طويلة الأمد للتدرب الرياضي واتباع الحمية الصحية في الطعام، من أجل أن تكون لدينا صحة جيدة وحياة طويلة.
لم يفت الأوان بعد لتغيير عاداتنا. بدأت في ممارسة الرياضة بصالة الألعاب الرياضية في الستينات من عمري؛ وفقط عندما أصبحت في السابعة والستين بدأت في حمل الأثقال. لماذا؟ أحاول أن أحسن صحتي، وأحاول أن أعيش حياة طويلة، لأنه عندي كم هائل من العمل علي أن أقوم به، وأنا الآن بالسبعين أقوى مما كنت في أي وقت آخر بحياتي، جسديًا. المبالغة ستكون أن هذا سيضمن أني سأحظى بحياة طويلة. حسنًا، لن يحقق هذا، قد أصاب بالسرطان الأسبوع القادم، أو تصدمني سيارة -ليس هناك ضمانة. لكن التقليل سيكون مثل معظم الأشخاص بسني، الذين يقولون، "لقد فات الوقت، أنا عجوز جدًا كي أرفع الأثقال. سألعب الغولف أو شيئًا مشابهًا أقل إرهاقًا" – أن تشعروا بأنكم أكثر قوة لهو أفضل من أن تشعروا بأنكم شيوخ عجزة.
يجب أن تكون لدينا استراتيجية طويلة الأمد لصحتنا، فيما يخص تدربنا الرياضي وحميتنا الغذائية. هذا مهم للغاية. سنكون أكثر فعالية فيما نقوم به بحياتنا إذا شعرنا بشعور جيد على المستوى الجسدي. الشعور بشكل جيد على المستوى الجسدي بالتأكيد يؤثر على حالة الذهن. مثال آخر: الفوائد طويلة الأمد للادخار وعدم شراء الأشياء أو الإنفاق فوق إمكانياتنا -نأمل في هذا، ما لم تنهار العملة تمامًا، والذي أعرف أنه مصدر للقلق هنا في روسيا- سيكون مفيدًا في المراحل اللاحقة بحياتنا. لذا، حاولوا أن تتخذوا قرارات اقتصادية حكيمة.
الألمان جيدون للغاية في هذا. من المثير جدًا للاهتمام كيف تختلف العقلية الألمانية فيما يتعلق بالديون عن العديد من البلدان الأخرى التي راكمت قدرًا هائلًا من الديون. هناك سبب لهذا. في العموم، الألمان لا يشترون الأشياء بالدَّين -هذا توجه عام- والسبب في هذا هو أن كلمة دَين بالألمانية، هي ذات كلمة ذنب. إذا اشتريت شيئًا وأصبحت مدينًا، فأنت مذنب، أنت شخص سيئ. هذا متجذر تمامًا في العقلية الألمانية. بالطبع، هذا يختلف تمامًا عن الولايات المتحدة أو الدول الأوربية الأخرى، حيث لا يوجد مشكلة في الاقتراض، لذا هناك تعارض كبير. هناك قدر من الحكمة في المقاربة الألمانية، على الرغم من أن ربط الدَّين بالذنب وكون الشخص "غير جيد" لربما ليس شيئًا مفيدًا.
الإجراءات الوقائية والتخطيط للمستقبل
ما الذي نقوم به ما إن نتخلى عن النفع قصير الأمد؟ نخطط للمستقبل؛ نتخذ الإجراءات الوقائية لنحاول تجنب المشاكل اللاحقة بالحياة، مثل التدرب الرياضي، مثل الحمية الغذائية، مثل الادخار، مثل القيام باستثمار ما. نحن فقط لا نصرف كل قرش نكسبه عندما يكون لدينا دخل زائد. من الواضح، إذا لم يكن لدينا دخل زائد، فحينها هذه ليست مشكلة.
إذا قمنا بهذا في نطاق العمل، إذا خططنا لمشروع، نقوم بهذا بطريقة تجعله قادرًا على التكيف مع المتغيرات المستقبلية، ألا يكون شيئًا محدودًا. فكروا في استراتيجية طويلة الأمد، وليس فقط قصيرة الأمد.
التغلب على تشبثنا بالنفع قصير الأمد
ما الأداة للتغلب على التشبث بالنفع قصير الأمد، ولتنمية العزم على التحرر منه؟ هي بالأساس التفكير في السبب والنتيجة، ماذا ستكون العواقب طويلة الأمد لسلوكنا، على الأقل في سياق الاحتمالات – ما يمكن أن يكون. ونكون واقعيين بشأنها.
هناك قصة جميلة من الكلاسيكيات الصينية القديمة التي أحبها كثيرًا، إنها قصة شخص أحمق من سونغ -سونغ اسم مملكة قديمة في الصين. بأحد المرات، كان هناك مزارع في مملكة سونغ القديمة. ذهب في أحد الأيام إلى حقله وبجوار جذع شجرة في الحقل وجد أرنبًا ميتًا. أثناء الليل، كان الأرنب يجري واصطدم بجذع الشجرة ومات. بعد ذلك، توقف المزارع عن زراعة حقله وجلس طيلة اليوم بجوار جذع الشجرة. سأله الناس، "ما الذي تفعله؟" قال، "اصطاد الأرانب".
إذن، إذا كنا سنتبنى استراتيجية طويلة الأمد، لتكن استراتيجية عملية، ولا نكن مثل أحمق مملكة سونغ الذي يصطاد الأرانب. نحتاج لأن تكون لدينا رؤية واقعية عن الأسباب والنتائج، ثم نمارس ضبط الذات.
ضبط الذات، التركيز والوعي التمييزي
وفقًا للتعاليم التقليدية عن التخلي، نحتاج للالتزام الذاتي: حتى نتحكم بأنفسنا، التركيز والوعي التمييزي بما هو مفيد وما هو مؤذي. ونحتاج لأن نكون حذرين من المعيقات التي ستمنع تلك التدريبات الثلاثة الأساسية.
- الحذر من الندم عند محاولة ممارسة الانضباط الذاتي – على سبيل المثال، الندم على عدم تناول وجبة بيج ماك في ماكدونالد أو ما شابه، "أنا حقًا أرغب في هذا وأنا نادم أني لم أطلب بطاطس محمرة أيضًا، هي لذيذة جدًا".
- الحذر من النعاس، الكسل، التقلب الذهني، الشرود الذهني وما شابه، والذين سيجعلوننا نفقد تركيزنا على المسار الذي نرغب في اتباعه.
- الحذر من التذبذب، الشكوك المترددة غير الحاسمة، على سبيل المثال: "القيام بالتدريبات الرياضية ستكون مفيدة أو غير مفيدة".
عندما تبدأ هذه الشكوك تساورنا، عندها يأتي الكسل، لذا نحتاج لأن نميز بشكل صحيح: هذا سيكون مفيدًا. حتى إذا لم نشعر بالرغبة في الجري، أو القيام بالتدريبات الرياضية، نقوم بذلك على أي حال، لأننا أخذنا هذا القرار الذي سيكون مفيدًا. لقد ميزنا أن هذا سيكون مفيدًا -الالتزام. حتى على مستوى الهورمونات، عندما نتدرب رياضيًا، نحصل على نسبة عالية من إفراز الدوبامين نتيجة لهذا، والذي يمنح المزيد من القوة للذهن.
إدراك الطرق التي بالفعل نمتنع بها عن الإشباع قصير الأمد
النقطة الأخيرة هي أن تكون لدينا ثقة في أننا يمكننا القيام بهذا، يمكننا التفكير، ليس فقط في الإشباع قصير الأمد، لكن أيضًا الفوائد طويلة الأمد، لأننا قادرين عن الامتناع عن الإشباع الفوري في مجالات أخرى بحياتنا. الإشباع القصير المدى: نحب أن نبقى في الفراش وننام طويلًا بالنهار، لكن نتخلى عن هذا الإشباع الفوري لأننا نفكر في سياق المدى البعيد. عليّ أن استيقظ، عليّ أن أطعم الأطفال، عليّ أن أذهب إلى العمل، إلخ. لذا، نحن قادرون على ممارسة الامتناع الذاتي ولا نرضي فقط أمنياتنا قصيرة الأمد. أو إذا رغبنا في الذهاب لتلقي بعض التعاليم من معلم عظيم والذي جاء للزيارة، أو الذهاب إلى الهند، نحن قادرون على ادخار المال. نمتنع عن الإشباع الفوري لأننا ننظر للهدف طويل الأمد اللاحق بهذه الحياة. إذن، نحن قادرون. وهذا يعطينا الثقة.
المعيقات
الشيء الآخر الذي يمكن إضافته هو، ما الذي سيعيق قدرتنا على تنفيذ هذا. على سبيل المثال، التأثير السيئ من بعض الأصدقاء، الذين يقولون، "تعالَ، تناول الكحول معنا، دخن معنا، اِذهب إلى ماكدونالدز. لماذا ترغب في الذهاب إلى صالة التدريب الرياضي والقيام بالتدريبات الرياضية؟ هذا غباء". مثال آخر هم الأصدقاء المُضللين هؤلاء الذين يقولون، "ماذا بك، ألا تحبني؟ تناول مشروبًا معي" -والذي اعتقد أنه شيء شائع هنا في روسيا. في بعض المناسبات الاجتماعية، يُصر الشخص الآخر على أن نتناول معه الفودكا وعندما نرفض، يمكن لهذا أن يفسد التفاعل أو العلاقة بأكملها. إذن، علينا أن نكون مرنين بعض الشيء، لكن في سياق الاستراتيجية طويلة الأمد، من الأفضل أن نتجنب هذا النوع من الصحبة والدخول في مثل هذه المواقف. هناك العديد من الأشياء المشابهة التي يمكن أن تعيق خطتنا الجيدة؛ نحتاج لأن نكون حذرين منها.
باختصار، مثل العمل التجاري، نحتاج لأن يكون لدينا إطار عمل منطقي والذي نخطط من خلاله لاستراتيجيتنا، اعتقد أنه من المفيد أن يكون لدينا ذات المنهجية في التعامل مع نمونا الداخلي. عندها يصبح هذا أكثر فاعلية.