(١) أيًا ما كانت أشكال الكرم، الهبات لمن ذهبوا بهناء (البوذات) ومن شابههم، والمآثر الإيجابية التي راكمتها لمئات من الدهور – (لحظة) واحدة من الكراهية ستدمرهم جميعًا.
(٢) كما أنه لا توجد قوة سلبية تماثل الغضب، أو اختبار يماثل الصبر؛ لذا سأتأمل على الصبر، بجهد وبطرق متعددة.
(٣) عندما تُغرز شوكة الغضب في قلبي، لا يشعر ذهني بأي سلام، ولا يحصل على أي فرح أو سرور، لا ينام، ويصبح غير مستقرٌ.
(٤) حتى هؤلاء من أسبغ عليهم سيدهم الثروة والشرف، والذين أصبحوا معتمدين عليه؛ استثاروا لحد قتل سيدهم الذي تملكته ثورة غضب.
(٥) باختصار، ليس هناك أي طريقة يُمكن بها للشخص الثائر غضبًا أن يكون سعيدًا؛ فالأصدقاء والأقارب يشمئزون منه، على الرغم من أنه قد يجمع (آخرين) حوله بالهدايا؛ إلا أنه لا يُنظَر إليه على أنه جدير بالثقة أو الاحترام.
(٦) ومن ثم فإن العدو – الغضب – يخلق مثل تلك المعاناة وما شابهها، بينما أي من يكبح ويدمر غضبه سيكون سعيدًا في هذه (الحياة)، والحيوات الأخرى.
(٧) يجد الغضب وقوده في حالة الذهن الملوثة التي تنشأ من جلب الأشياء التي لا أرغب بها، ولمنع الأشياء التي أرغب بها، والذي بمجرد اشتعاله؛ يدمرني.
(٨) لهذا، سأتخلص تمامًا من وقود ذلك العدو؛ فليس لذلك العدو مهمة أخرى سوى إيذائي.
(٩) بغض عن النظر عما يحدث، لن أدع أبدًا هذا يعكر مزاجي الجيد. لأنني إذا سقطت في المزاج الفاسد؛ فما أرغب به لن يأتي أبدًا، وسلوكي البنَّاء سينهار.
(١٠) إذا كان يمكن علاج الموقف، فلماذا أدخل في مزاج سيء؟ وإذا كان لا يمكن علاجه، فما الفائدة التي سأجنيها من الدخول في هذا المزاج الفاسد؟
(١١) المعاناة، الاحتقار، الإساءة اللفظية، والخزي أشياء لا أتمناها لنفسي ولأصدقائي؛ لكن العكس لأعدائي.
(١٢) نادرًا ما تأتي أسباب السعادة، بينما أسباب التعاسة وافرة. لكن، دون أي معاناة، فلن يكون هناك العزم على التحرر؛ لذا، أيها الذهن، لابد أن تكون حاسمًا.
(١٣) إذا كان المخلصون للرب الهندوسي دوجرا وأهالي كاناتا يتحملون بدون طائل حرقهم وتقطيعهم لأنفسهم وما شابه، فلماذا أنا جبان في سعيي من أجل التحرر؟
(١٤) لا يوجد شيئًا لا يصبح أسهل بمجرد التعود عليه؛ ولذا، بتنميتي للتعود على الآلام البسيطة، فالآلام العظيمة بالتأكيد ستصبح مُتحملة.
(١٥) ألا ترى (هذا) بالمشاكل المختلفة من الثعابين والبعوض، والمشاق مثل الجوع والعطش، والطفح الجلدي وما شابه، والتي (تنتقل) دون غاية (عظيمة)؟
(١٦) (لذا،) لن أكون لين فيما يتعلق بأشياء مثل الحر والبرد، المطر والرياح، وأيضًا المرض، الأسْر، الضرب، وما شابه؛ لأني إذا تصرفت بلين، فجراحي ستكون أسوأ.
(١٧) هناك البعض، عندما يرون دمائهم، تنموا لديهم شجاعة وعزيمة استثنائية؛ وهناك البعض الذين برؤيتهم لدماء الآخرين، ينهارون ويُغشى عليهم.
(١٨) هذا ينتج عن كون حالاتهم الذهنية، إما حازمة أو جبانة. لذا، يجب أن أكون ممن يزدرون الآلام، ومن لا تُضللهم المعاناة.
(١٩) أثناء خوض المعركة في الحرب التي تُشَن ضد المشاعر المزعجة، والكدمات العديدة، وحتى عند الاحتضار. الشخص الماهر سيستمر رَابِطَ الجأش ولن يهتز.
(٢٠) هؤلاء من ازدروا المعاناة، دمروا الأعداء – الغضب وخلافه – هم الأبطال الذين حققوا الانتصار؛ ما تبقى (ليس أكثر من) جثث ذبيحة.
(٢١) بالإضافة إلى ذلك، هناك مزايا من المعاناة، فمع العذاب: الكبرياء يختفي؛ تنمو الشفقة تجاه من يدورون داخل السامسارا؛ السلوكيات السلبية يتم تجنبها؛ ويتم الحصول على السعادة لكون الشخص بنَّاء.
(٢٢) بينما لا أثور غضبًا من مصادر المعاناة العظيمة – مثل مرض الصفراء – فلماذا إذًا أثور غضبًا من هؤلاء ذوي الأذهان المحدودة؟ فجميعهم، أيضًا، استفزتهم الظروف.
(٢٣) على سبيل المثال، بدون التمني للمرض أن ينشأ، وبالمثل، دون تمني مشاعرهم المزعجة أن تنشأ؛ إلا انهم ينشئون وبقوة.
(٢٤) بدون قرار “سأغضب”، الأشخاص فقط يصبحون غاضبين؛ وكما أن “نشوئي” يأتي بدون قرار؛ كذلك نشوء الغضب.
(٢٥) كل الأخطاء الموجودة ومختلف أنواع السلوك السلبي – ينشئون جميعًا بقوة الظروف: إلا أنهم لا يمتلكون أي قوة خاصة بهم.
(٢٦) الظروف باختلافها ليس لها نية “سأصنع كذا”؛ وما صُنع ليس لديه نية، “ها أنا قد صُنعت”.
(٢٧) (أتباع مدرسة السامكيا) الأعزاء يسمونها “المادة الأولية” والتي يتخيلون إنها “الذات” – وهذه المادة لا تفكر عن قصد، “سآتي للوجود (لأسبب بعض الأذى)”، ومن ثم توجد.
(٢٨) (في الحقيقة،) حيث أنها لم تنشأ، فهي غير موجودة، فما الذي لديه حينها الرغبة في النشوء؟ وحيث أن (الذات الواعية الثابتة) ستكون مشغولة بشيء آخر على نحو دائم، فهي لن تتوقف أبدًا عن (الوجود بهذا الشكل).
(٢٩) لكن إذا كانت الذات ثابته (وغير واعية، مثلما تؤكد مدرسة نايايا)، فمن الواضح إنها ستكون بلا تفاعل، مثل السماء؛ فحتى إذا قابلت ظروفًا أخرى، فما الأنشطة التي يمكن لشيء غير متغير أن يحظى بها؟
(٣٠) حتى وإن (ظلت) كما هي في السابق أثناء وقت الفعل، فما الذي قد تم حدث لها بهذا الفعل؟ وإذا كان هناك ما يُطلق عليه “هذا هو فعلها” فما الذي جعلهم متصلين؟
(٣١) بالتالي؛ فكل شيء يقع تحت سلطة أشياء أخرى، وتلك السلطة التي يقعون تحتها ليست تحت (سلطتهم)؛ بفهم ذلك؛ أنا لن أصبح غاضبًا بسبب أي ظاهرة – فتلك الظواهر مثل التجسدات السحرية.
(٣٢) وهل عندها إذا قلت أن “كبح (الغضب) لن يكون مناسبًا حقًا، لأنه من الذي (أو ما الذي) يمكن أن يُكبح؟” سأُؤكد على إنه ليس من الملائم، حيث أنه بالاعتماد على ذلك، استمرارية المعاناة يمكن قطعها.
(٣٣) ومن ثم، فعند رؤيتي لعدو أو حتى صديق يتصرف بشكل غير ملائم، سأظل مسترخيًا، متدبرًا في أن هذا قد نشأ من شروطٍ كهذه.
(٣٤) إذا تحقق لكل الكائنات المُتجسدة الأشياء كما يرغبون بها، عندها، وحيث أن لا أحد يأمل أبدًا في المعاناة، فلن يحدث أبدًا أن يعاني أحد.
(٣٥) البشر يؤذون حتى أنفسهم بأشياء مثل الأشواك، بسبب عدم اعتناءهم، وفي الغضب بسبب رغبتهم في الحصول على النساء وما شابه، يؤذون أنفسهم بأفعال مثل رفض الطعام.
(٣٦) هناك البعض يؤذون أنفسهم بالشنق، القفز من أعلى منحدر، تناول السم والطعام غير الصحي، وعبر الأفعال السلبية (يجلبون على أنفسهم حالات إعادة الميلاد الأسوأ).
(٣٧) عندما يقتل البشر حتى أنفسهم الغالية نتيجة وقوعهم تحت تأثير المشاعر المزعجة، فكيف من الممكن ألا يتسببوا في إيذاء أجساد الآخرين؟
(٣٨) عندما لا أستطيع حتى تنمية الشفقة، ولو من حين لآخر، لهؤلاء من هم على هذه الشاكلة، الذين نشأت لديهم المشاعر المزعجة، والذين قد يُقدِمون على أشياء مثل قتل أنفسهم، فعلى الأقل لن أثور غضبَا (عليهم).
(٣٩) (حتى) إذا تصرف هؤلاء ذوي الطبيعة الطفولية بعنف تجاه الآخرين، فسيظل أن الغضب منهم لن يكون مناسبًا مثل أن الاستياء من النار لأن طبيعتها أن تحرق.
(٤٠) وبدلًا من ذلك، فحتى إذا كان هذا الخطأ عابرًا، وكانت الكائنات المحدودة مُحبه بطبيعتها، فسيظل إنه ليس من الملائم أن نغضب لأن هذا سيصبح مثل الاستياء من السماء بسبب الدخان (ذو الرائحة اللاذع) المُتصاعد (بها).
(٤١) بتنحية (السبب) الحقيقي (لألمي) جانبًا، العصا وما شابها، فإذا ثرت غضبًا من الشخص الذي أستخدمها، فهو في الحقيقة حرضه الغضب، لذا فهو ثانوي (أيضًا). سيكون من الملائم أكثر أن نثور غضبًا من غضبه.
(٤٢) سابقًا، بالتأكيد قد تسببت في ألم مماثل للكائنات المحدودة، لذا، فمن الملائم أن يلحقني الأذى، أنا من كنت سببًا في العنف تجاه الكائنات المحدودة.
(٤٣) كلٌ من سلاحه وجسدي هما أسباب معاناتي. حيث هو بسلاحه وأنا بجسدي، فتجاه من يجب علي أن أغضب؟
(٤٤) معميًا بالرغبة الجارفة، تمسكت بهذا الدمل المؤلم المُتشكل بهيئة مشابهة بالإنسان والذي لا أتحمل أن يُلمس، ولهذا فعندما يصاب بالكدمات، فتجاه من يجب علي أن أوجه غضبي؟
(٤٥) بطفوليتي، لا أرغب في المعاناة ولا زلت مهووسًا بأسباب معاناتي. حيث أنه بسبب خطئي أنا لحق بي الأذى، فلماذا أحمل الضغينة تجاه أي شخص (آخر)؟
(٤٦) إنها مثل – على سبيل المثال – حرس أراضي العوالم الخالية من السعادة وغابة الأوراق الحادة كالأمواس: هذه (المعاناة أيضًا) نتاج سلوك الكارما القهري الخاص بي؛ لذا تجاه من يجب علي أن أوجه ثورة غضبي؟
(٤٧) مُحرَضَا بسلوكيات الكارما الخاصة بي، هؤلاء من يؤذوني يأتون بطريقي، وإذا، بسبب (أفعالهم)، كان على تلك الكائنات المحدودة أن تسقط للعوالم الخالية من السعادة، فبالتأكيد، ألم أكن أنا مَنْ دمرهم؟
(٤٨) بسببهم، قوة الكارما السلبية الخاصة بي تم تنقيتها بقوة، بسبب صبري؛ لكنهم، بسببي، سقطوا للعوالم الخالية من السعادة، بآلام طويلة الأمد.
(٤٩) حيث، أني في الحقيقة، أُسبب الأذى لهم، وهم من نفعوني، لماذا، أيها الذهن غير منطقي، تعكس الأمر وتجعلني أثور غضبًا؟
(٥٠) وإذا كان لدي ميزة تمني (أن أكون صبورًا)، فلن أذهب إلى العوالم الخالية من السعادة؛ لكن على الرغم من حمايتي لنفسي (بهذه الطريقة)، فما الذي سيحدث لهم في هذا الصدد؟
(٥١) إذا قمت بدلًا من ذلك بإيذائهم في المقابل، فهم أيضًا لن يتم حمايتهم، بينما (سلوكيات) البوديساتفا (الأخرى) الخاص بي ستضعف أيضًا، وبالتالي، فهؤلاء من بالمِحَن سيضيعون.
(٥٢) لكون ذهني غير مادي؛ فلن يستطيع أحد تدميره، بأي وسيلة؛ لكن بسبب انخراطه المهووس بجسدي، فإنه يُؤذَى بالمعاناة (لعلاقته) بالجسد.
(٥٣) (مع ذلك) الإهانة، اللغة القاسية، كلمات التشهير لا تؤذي جسدي، لذا، فلماذا أيها الذهن تثور غاضبًا؟
(٥٤) كراهية الآخرين لي – لن تلتهمني، سواء بهذه الحياة أو الأخرى؛ لذا فلماذا أجدها غير مرغوب بها؟
(٥٥) إذا لم أرغب بها لإنها ستمنع كسبًا ماديًا، فإن الكسب المادي بهذه الحياة سُيلقى به، بينما قوى الكارما السلبية الخاص بي ستظل محفوظة.
(٥٦) الموت اليوم سيكون في الحقيقة أفضل لي من حياة طويلة من المعيشة غير الملائمة؛ لأنه حتى إذا عشت حياة طويلة، فلن يكون لشخص مثلي إلا معاناة الموت.
(٥٧) شخصًا يستيقظ بعد اختباره لمئات الأعوام من السعادة بالحلم وآخر يستيقظ بعد اختباره للحظة واحدة من السعادة:
(٥٨) فبعد كل شيء، بمجرد استيقاظهم، فإن هذه السعادة لن تعود لأيهما. (بشكل مشابه) بالضبط، شخصًا عاش حياة طويلة وآخر عاش حياة قصيرة.
(٥٩) على الرغم من أني قد حصلت على كسب مادي عظيم و استمتعت بالعديد من الملذات لفترة طويلة، فما زال يجب عليَّ أن أخرج خالي الوفاض وعاريا، كما لو أني سُرقت بواسطة لص.
(٦٠) بافتراض قولي، “بينما أعيش على كسبي المادي، سأستهلك قوى الكارما السلبية وأقوم بأشياء إيجابية.” لذا إذا أصبحت غاضبًا بسبب الكسب المادي، ألن تُستهلك قوى الكارما الإيجابية وستنتج قوى كارما سلبية؟
(٦١) إذا تحطمت الغاية من معيشتي، فما الفائدة من حياة يُرتكب بها فقط الأفعال السلبية؟
(٦٢) حسنًا، وبافتراض قولي، “الغضب من الشخص الذي أساء (لي) بسبب أن إساءته هذه ستجعل الكائنات المحدودة يفقدون (ثقتهم بي).” حسنًا فعندها لماذا لا تغضب بشكل مماثل عندما يُشهِر شخصًا ما بشخص آخر؟
(٦٣) وإذا تمكنت من تحمل عدم الثقة (إذا كانت موجهة لشخص آخر)، لأن نقص الثقة ذلك عالق بشخص آخر؛ عندها فلماذا لا نكون صبورين مع الشخص الذي يسيء (إلينا)، حيث أن هذا عالقًا على مشاعرة المزعجة الناشئة؟
(٦٤) حتى تجاه هؤلاء الذي يسبون ويدمرون الصور، الستوبات، والدارما النقية، غضبي ليس ملائمًا، حيث أنه لا يمكن أن يتم إيذاء بوذا والبقية.
(٦٥) تجاه هؤلاء من يجرحون معلميني الروحانيين، أقاربي وخلافه، وأصدقائي أيضًا، غضبي سيُتجنب، برؤية أنه ينشأ من شروطٍ، كما في الأمور السابقة.
(٦٦) حيث أن الجرح يُلحق بالكائنات المُتجسدة بواسطة هؤلاء ذوي الأذهان والأشياء التي لا ذهن لها، فلماذا ننتقي ونستاء (فقط) من هؤلاء ذوي الذهن؟ لذا، كن صبورًا مع الأذى!
(٦٧) يرتبك البعض الآثام نتيجة الغُفل، وبسبب الغُفل، يثور البعض غضبًا: أيهما يمكننا أن نقول عنه إنه بلا خطأ، وأيهما يمكننا أن نقول عليه إنه به خطأ؟
(٦٨) لماذا ارتكبت سابقًا هذه الأفعال القهرية، والتي بسببها الآخرين الآن يسببون لك الأذى؟ حيث أن كل شيء معلقٍ على سلوك الكارما، لماذا أحمل الضغينة تجاه هذا الشخص؟
(٦٩) برؤية الأمر بهذه الطريقة، سأبذل الجهد في الأشياء الإيجابية بكل الطرق والتي بها يصبح الجميع ذوي أذهان مُحبة تجاه بعضهم البعض.
(٧٠) على سبيل المثال، عندما تشتعل النيران بمنزل وتتقدم لمنزل آخر، من الملائم أن تنزيل ونلقي بعيدًا أيًا ما قد يؤدي إلى انتشارها، مثل القش وما شابه.
(٧١) بالمثل، عندما تنتشر نيران الغضب، بسبب تعلق ذهني بشيء، سألقيه في التو، من خوفي أن تحترق القوة الإيجابية الخاصة بي.
(٧٢) لماذا شخصًا على وشك الموت، يكون سيئ الحظ، إذا كان بقطع يده، يمكنه أن ينجو؟ لذا لا اكون سيئ الحظ إذا كان عبر المعاناة البشرية، يمكنني أن أنجو من العوالم الخالية من السعادة؟
(٧٣) إذا كان لا يمكنني تحمل أقل معاناة في الوقت الراهن، عندها لماذا لا أصد الغضب الذي سيكون سببًا في الآلام الجحيمية؟
(٧٤) بسبب غضبي العاطفي، اختبرت الاحتراق وما شابه لآلاف المرات في العوالم الخالية من السعادة؛ لكن (من خلال هذا)، لم أجلب لنفسي النفع أو للآخرين.
(٧٥) لكن، حيث أن منافع عظيمة ستأتي من خلال هذا الألم، والتي ليست حتى جزءًا بسيطًا من هذا الضرر بالعوالم الخالية من البهجة. فالابتهاج هو الملائم هنا في معاناة إزالة (كل) الضرر عن الكائنات الهائمة.
(٧٦) إذا حصل الآخرون على البهجة من مديح شخصٍ (أكرهه) والذي لديه خصال جيدة، لماذا يا ذهني لا تُبهج نفسك بذات الطريقة، بمدحه أنت أيضًا؟
(٧٧) لذة بهجتك ستكون نابعة من مسرة غير مشينة، شيئًا رُخِص به من ذوي الخصال الجيدة، وهذه البهجة هي الأفضل أيضًا لجمع الآخرين.
(٧٨) إذا لم تُعجبك سعادته، “مثل هذه السعادة ستكون خاصة به فقط!” عندها، من توقفك (أيضًا) عن إعطاء الأجور وما شابه، دمارك سيأتي بأشكاله المرئية وغير المرئية.
(٧٩) عندما يُمجد في خصالك الجيدة، تتمنى أيضًا أن يبتهج بها الآخرين؛ بينما عندما يُمجد في خصال الآخرين، لا نتمنى لأنفسنا أن نكون مبتهجين بهذا أيضًا.
(٨٠) بعد أن نميت هدف البوديتشيتا من خلال تمني السعادة لجميع الكائنات المحدودة، لماذا بدلًا من ذلك أُصبح غاضبًا عندما تجد الكائنات الهائمة السعادة بأنفسها؟
(٨١) (بإعطائك لكلمتك) بأنك تتمنى أن تحظى الكائنات المحدودة بالاستنارة، المبجلون في العوالم الثلاثة، ثم لماذا عندما تراهم يظهرون احترامًا بائسًا، تحترق من الداخل؟
(٨٢) إذا كان هناك شخصًا بحاجة للعناية والذي توفر له الرعاية بواسطتك، وتلقى فرد العائلة هذا شيئًا يعيش عليه، ألن يجعلك هذا سعيدًا، أم سيجعلك غاضبًا؟
(٨٣) فكيف لشخص لا يرغب (حتى) في هذا لتلك لكائنات الهائمة أن يكون شخصًا يتمنى لهم أن يصبحوا بوذات؟ فأين هي البوديتشيتا داخل شخص يصبح غاضبًا لمكسب الآخرين؟
(٨٤) سواء تلقى شيئًا أو ظل هذا الشيء بمنزل المُحسن، في الحالتين ليست لك، فما الفارق سواء مُنح (له) أو لم يُمنح؟
(٨٥) أترمي بقواك الإيجابية أو ثقة (الآخرين بك)، وحتى خصالك الحسنة؟ لماذا؟ ألست تتمسك بما يجلب لك الكسب؟ أخبرني، مع من لا تثور غضبًا؟
(٨٦) أنت لست فقط لا تشعر بالحزن للأفعال السلبية التي قمت بها بنفسك، بل أنت تتمنى أن تنافس ضد الآخرين الذين قاموا بأفعال إيجابية؟
(٨٧) حتى إذا لم يمتلك عدوك أي بهجة، فما في هذا لك حتى تشعر بالسعادة؟ مجرد الأمنية بذهنك لن تتسبب في (أي) أذى له.
(٨٨) وحتى إذا تحققت معاناته نتيجة لأمنيتك، سيظل، ماذا لك في ذلك لتفرح؟ إذا قلت أنك ارتحت لهذا، هل هناك شيئًا أكثر انحطاطًا من هذا؟
(٨٩) المشاعر المزعجة، هذا الخطاف المُلقى من صياد السمك الحاد بشكل مرعب. أيها الذهن، سيستحوذ (عليك) من الآخرين، وبالتأكيد سيطهوك حراس العوالم الخالية من البهجة بأوعية الجحيم.
(٩٠) المديح والشهرة، (اللذان) يظهران الاحترام، لن يجلبوا القوة الإيجابية، لن يجلبوا الحياة السعيدة، لن يجلبوا القوة الجسدية، الحرية من المرض؛ ولن يجلبوا حتى السعادة الجسدية.
(٩١) إذا كنت وعيت بما فيه مصلحتي الشخصية، فما هي تلك المصلحة التي لي بهم؟ إذا كانت فقط السعادة الذهنية هي التي أبحث عنها، فعلي أن أكرس نفسي للمقامرة وما شابه، والكحول أيضًا.
(٩٢) لأجل الشهرة، (الناس) يتخلون عن الثراء أو يتسببون في قتل أنفسهم؛ لكن ما فائدة كلمات (الشهرة)؟ بمجرد موتهم، لمن سيجلبون السعادة؟
(٩٣) بتهدم قصر الرمال الخاص به، يعوي الطفل بيأس؛ بشكل مشابه، بفقد المديح والشهرة، يُظهر ذهني وجه الطفل.
(٩٤) لأن الكلمات المرتجلة شيئًا يفتقد للذهن، يستحيل أن يكون لها نية مديحي. لكننا نعلن أن، “الآخرين (الذين قدموا لي المديح) المسرورون بي،” إذا اعتبرت أن هذا هو السبب (أيضًا) لسعادتي؛
(٩٥) سواء كان تجاهي أو تجاه شخصًا آخر، ما نفع بهجة شخص آخر لي؟ سعادة أبتهاجه تلك تخصه وحده؛ لن أحصل (حتى) على جزءٍ منها.
(٩٦) إذا سُررتُ بسعادته (بي)، في الحقيقة سيكون علي أن أفعل المثل في جميع الحالات. كيف حينها لا أحصل على السعادة عندما يكون لدى الشخص سعادة أبتهاجه بالآخرين؟
(٩٧) إذًا فالبهجة تولد داخلي (ببساطة نتيجة)، “أنا، يتم مديحي!” لكن في الحقيقة بسبب أن (التفكير) بهذه الطريقة محض هراء، وينتهي الأمر بلا شيء غير التصرف كالأطفال.
(٩٨) توجيه المديح لي وما شابه يتسبب في تشتتي؛ يتسببون أيضًا في تفسخ اشمئزازي (من السامسارا). أصبح غيورًا ممن لديهم خصال جيدة؛ وهذا يجعلني أدمر نجاحي.
(٩٩) لذلك، أليس هؤلاء من يحومون قريبين مني يحطمون المديح الموجه لي وما شابه، في الحقيقة منخرطون في حمايتي من السقوط لحالات إعادة الميلاد الأسوأ؟
(١٠٠) بالنسبة لي، هؤلاء من اهتمامهم الأساسي هو الحصول على الحرية، فالعبودية للكسب المادي ومظاهر الاحترام هي أشياء يجب ألا تكون لدي. لذا كيف لي أن أثور غضبًا من هؤلاء الذين يتسببون في تحريري من أن يكون لدي مثل تلك القيود؟
(١٠١) بالنسبة لي، من يرغب في دخول (بيت) المعاناة، كيف يمكنني أن أثور غضبًا من هؤلاء، الذين كما لو أنه من إلهام بوذا لهم، جاؤوا ليسدوا علي الباب كي لا يدعني أدخل.
(١٠٢) “ولكن هذا الشخص يعيق تدربي الإيجابي!” مع ذلك، من غير الملائم أن أغضب منه. ليس هناك تدربًا أفضل من الصبر، لذا لا يجب عليَّ أن أبقى معه؟
(١٠٣) في الحقيقة، إذا كان نتيجة لخطئي أني لا أتصرف بصبر هنا، فبينما سبب التدرب الإيجابي منتظرًا بالجوار، أنا في الحقيقة من يتسبب في المنع هنا.
(١٠٤) إذا كان هناك شيئًا لن يحدث نتيجة لغياب شيئٍ آخر، ولكن إذا كان هناك شيئًا حاضرًا، فسيكون هذا الآخر حاضرًا أيضًا، لإنه السبب الأساسي المؤدي إليه، لذا، فكيف يمكننا أن نقول أن هذا معيقًا لذاك؟
(١٠٥) ليس هناك ما يعيق المنح بسبب أن السائل (الراهب) خرج (لجمع الصدقات) في الوقت غير الملائم؛ وبالمثل لا يمكن أن يقال أن مقابلة شخصًا مانحًا للعهود هو عائق لأن أُصبحَ راهبًا.
(١٠٦) جامعي الصدقات كثيرون في هذه الحياة، لكن نادرون من يتسببون في إيذائي، لأن لا أحد سيتسبب في إيذائي، إذا لم أقم بإيذائهم بالمثل (في الحيوات السابقة).
(١٠٧) لذا، سأكون مبتهجًا بعدوي الذي يظهر لي ككنز في منزلي، دون الحاجة للحصول عليه بالجهد، حيث أنه أصبح مساعدي في سلوك البوديساتفا.
(١٠٨) لأن ثمرة الصبر هذه تحققت نتيجة (لقائنا) أنا وهو؛ (لذا،) دعوني أكافئه بها أولًا، لإنه كان، بهذه الطريقة، السبب (الأبكر) لصبري.
(١٠٩) فرضًا أني قلت، “لكنه لم يحمل (لي) نيه تحقيقي للصبر، لذا فهذا العدو ليس بشخص يُبجل.” حسنًا، كيف تُبجل الدارما النقية لملائمتها لتكون سببًا لتحقيق (هذا)؟
(١١٠) بافتراض أنني قلت، “لكن نيه عدوي كانت أن يتسبب لي في الأذى، لذا كيف يُبجل.” حسنًا، كيف يمكنني تحقيق الصبر إذا كان عدوي، مثل الطبيب، الذي هو عازمًا على نفعي؟
(١١١) لذلك، وحيث أن الصبر ينشأ اعتمادًا على نيته الشريرة، فهذا الشخص ذاته مناسبًا لأن يُبجل مثل الدارما النقية، لإنه السبب في صبري.
(١١٢) من ثم، فقد تحدَّث المتدرب الحكيم بأن مجال الكائنات المحدودة مساويًا لمجال المُظفر؛ (لأنه،) جعلهم سعداء، ومن خلاله ذهب الكثيرون للشاطئ المتميز البعيد.
(١١٣) عند اكتساب دارما البوذا (التحققات) فهي نتاج (كُلٍ من) الكائنات المحدودة والمظفر بالتساوي، فأي نظامٍ هذا الذي يُظْهَرُ فيه الاحترام للكائنات المحدودة بشكل غير مماثل للمُظفر؟
(١١٤) عظمة النية لا ينبع منها، بل من نتيجتها، وبالتالي، فعظمة ما نحصل عليه من الكائنات المحدودة، في الحقيقة، مماثل؛وبسبب هذا، هم مساوون مع المظفر.
(١١٥) أيٌ ما يتم تبجيله لإن لديه نيه مُحبة (تجاههم)، في الحقيقة، هذا نُبلٌ (قادم) من الكائنات المحدودة؛ وأيٌ ما كانت القوة الإيجابية في ثقة التصديق في البوذات، في الحقيقة، هذا نُبلٌ من البوذات.
(١١٦) إنه نصيبهم من تحقيق دارما البوذا (التحققات)، وبسبب هذا، يؤَكِّدُ على مساواتهم؛ لكن بالطبع، لا يمكن لأحد أن يكون مساويًا للبوذات في المحيط اللانهائي من الخصال المتميزة.
(١١٧) فحتى إذا تم وهب العوالم الثلاثة للوجود عند رؤية شذرة بسيطة من (أدنى قدر) من الصفات المتميزة للبوذات، فإن هذا لن يكون كافيًا لتبجيلهم.
(١١٨) حيث أن جزءًا مما يؤدي لنشأة دارما بوذا الأولى (التحققات) موجودًا بالكائنات المحدودة، فمن الملائم أن يتم تبجيل تلك الكائنات المحدودة، بما يتوافق مع الجزء الخاص بها.
(١١٩) علاوة على ذلك، بجانب جعل الكائنات المحدودة سعيدة، ماذا أيضًا يمكننا به مكافئة هؤلاء من مدوا لنا يد العون دون ادعاء وساعدوا بشكل يتعذر قياسه؟
(١٢٠) حيث أن رد الصنيع يكون بنفع هؤلاء الذين لصالحي ضحوا بأجسادهم وغرقوا في العوالم الخالية من البهجة ذات الألم الذي لا يلين، فحتى إذا تسببت لي تلك (الكائنات المحدودة) في أذى عظيم، فكل شيء جيد يجب أن يُفعل (لهم).
(١٢١) وفي هذه الحالة، فحتى هؤلاء من لأجل معلمي ذاته تجاهلوا حتى أجسادهم. لذا فكيف لي أن أتحير بهذا الشأن، وأتصرف بكبرياء بدلًا من التصرف بطبيعة الخادم؟
(١٢٢) يفرح المعلمون القديرون بسعادتهم ويحزنوا لإصابتهم؛ ولذا، بجلبي البهجة لهم، كل المعلمين القديرين سيصبحون فرحين، وبجلبي لهم الأذى، المعلمين القديرين سيؤذون.
(١٢٣) كما إنه لا يمكن أن يكون هناك متعة ذهنية من الأشياء المرغوبة من شخصٍ جسده بالكامل بالنار، بالمثل، في الحقيقة ليس هناك طريقة لإسعاد عظيمي الشفقة بينما الكائنات المحدودة تؤذى.
(١٢٤) لذا، أيًا ما كان الاستياء الذي جلبته على نفسي من كل عظيمي الشفقة، بتسببي في الأذى للكائنات المحدودة، أعترف اليوم بأمانة بتلك الأفعال السلبية، وأطلب من المعلمين القديرين، رجاء تحملوا هذا الاستياء.
(١٢٥) من الآن فصاعد، لأجل إبهاج هؤلاء من ذهبوا بهناء (البوذات)، سأتصرف، بتقييد عظيم، كخادم للعالم. دع الغوغاء يركلون رأسي بأقدامهم أو حتى يضربونني حتى الموت، لن أتجرأ بالقيام (بأي شيء في المقابل). دعوا حماة العالم يبتهجون!
(١٢٦) لا شك أن هؤلاء بطبيعتهم الذاتية المُشفقة يعتبرون أن جميع الكائنات الهائمة (مماثلة) لهم. بالضبط ذات الطبيعة التي رؤوها كطبيعة أساسية للكائنات المحدودة هي ذات الطبيعة الذاتية للحماة، لذا لماذا لا أظهر (لهم نفس) الاحترام؟
(١٢٧) فقط هذا ما سيجلب السعادة لهؤلاء من رحلوا بهناء (البوذات)؛ فقط هذا ما سيحقق بشكل كامل أهدافي أيضًا؛ فقط هذا ما يبدد معاناة العالم أيضًا؛ لذا، ليكن فقط هذا ما سأقوم به دائمًا.
(١٢٨) على سبيل المثال، حتى عندما يؤذي عضو من الديوان الملكي العامة، ثاقبي البصيرة لن يؤذونه في المقابل حتى إذا كانوا قادرين،
(١٢٩) لأنه عندما (سيتصرف) هذا الشخص، بهذه الطريقة، فلن يكون وحيدًا: بالعكس، قوة الملك ولربما قواته العسكرية ستكون خلفه. بالمثل، عندما يتسبب شخصًا وضيعًا بالأذى فلا يجب محاربته.
(١٣٠) لأن قواته المسلحة هم حماة العوالم الخالية من البهجة وكل المُشفقين. لذا، مثل شخص من العامة تجاه ملك عنيف، سأجعل كل الكائنات المحدودة سعيدة.
(١٣١) هل يمكن لمثل هذا الملك إذا ثار غضبة (مني) أن يفرض عليَّ آلام العوالم الخالية من البهجة، والتي سأختبرها بعدم إسعادي للكائنات المحدودة؟
(١٣٢) ويستحيل لمثل هذا الملك إذا أصبح مسرورًا (مني) أن يمنحني الاستنارة، والتي سأحصل عليها بجعلي للكائنات المحدودة سعيدة.
(١٣٣) (أترك جانبًا) رؤية أن التحقق المستقبلي للاستنارة ينشأ من جعل الكائنات المحدودة سعيدة، ألا ترى ذلك، إنه – على الأقل في هذه الحياة- ذلك ما سيجلب الرخاء العظيم، الشهرة والسعادة؟
(١٣٤) (علاوة على ذلك)، سيجلب هذا لشخص لديه الصبر، بينما لا يزال في السامسارا، الجمال وما شابه، الحرية من المرض، الشهرة، حياة طويلة للغاية والملذات الوفيرة من ملك الشاكرا الكوني.