قمنا بتغطية أول نقطتين -التدريبات التمهيدية والتدرب الفعلي على البوديتشيتا- والآن نحن مستعدون للنقطة الثالثة من النقاط السبع، وهي تحويل الظروف الصعبة، أو الظروف المعاكسة، إلى مسار للاستنارة. يُقسّم هذا إلى قسمين -كيف نحولها بأفكارنا وكيف نحولها بأفعالنا.
فيما له علاقة بأفكارنا -الأفكار الخاصة بسلوكنا، ما نفكر فيه بشأن سلوكنا، موقفنا الداخلي تجاهه، وأيضًا كيف نحولها بأفكارنا فيما له علاقة برؤيتنا للواقع. لذا، فيما يتعلق أولًا بسلوكنا، ما الذي نفكر فيه، ما هو موقفنا الداخلي تجاه الطريقة التي نتصرف بها -هذا هو الجزء الأول من هذا القسم:
عندما تكون البيئة وساكنوها مليئين بالقوى السلبية، حَوّل الشروط المعاكسة إلى مسار الاستنارة، من خلال إلغاء الشيء الذي (يتحمّل) كل اللوم والتأمل بطيبة عظيمة تجاه الجميع.
إذًا، ما نقوم به هو… في حياتنا، بالطبع سنلاقي مواقفًا صعبة للغاية، أشخاصًا صعبي المراس سيتسببون في المشاكل لنا، أو حشرات مختلفة أو أيًا كان، وستكون البيئة أيضًا صعبة. في هذه الأوقات سنرغب عندها في أن نكون قادرين على تحويل تلك الشروط الصعبة بحيث تصبح شروطًا مساعدة على دفع تدربنا أكثر إلى الأمام.
النصيحة العامة هي أن نوجّه كل اللوم بسبب تلك الصعوبات التي نختبرها نحو شيء واحد، موقفنا الداخلي الخاص بإيثار الذات، ونُلغيه، بعبارة أخرى، نُخلص أنفسنا منه. عبر التفكير في فوائد إيثار الآخرين، نتأمل حينها في سياق الطيبة العظيمة، الموقف الداخلي الخاص بإيثار الجميع.
هذا في غاية الأهمية، لأن هناك العديد من الظروف المعاكسة في هذه الأزمنة المنحدرة. في الحقيقة، أحد دورات الأدبيات التي درستها قامت بمسح للأدبيات المختلفة وصولًا لأدبيات الكُتّاب الإغريق القدامى، وبالتركيز على كل تلك الأدبيات وُجد أن الجميع كتبوا أنهم عاشوا أوقاتًا أسوأ من سابقيهم. هذا لا يعني أن هناك عصرًا ما بعينه كان أسوأ من سابقه. الجميع، كل المؤلفين العظام أو الفلاسفة شعروا بهذا. لذا، إذا كنا سننتظر لكي يصبح كل شيء مساعدًا على التدرب، فسننتظر إلى الأبد.
لذا، لا نوجّه اللوم لعدم تدربنا نحو شيءٍ خارجيٍ، ولكن نوجهه داخليًا نحو إيثارنا لأنفسنا. عندما تأتي المعاناة، فهذا خطأ إيثار الذات، وليس الآخرين. لقد تصرفنا بشكل هدام بسبب إيثارنا لأنفسنا، وهذا بدوره تسبب في بناء قوى سلبية، إمكانات كارما سلبية، والتي أثمرت الآن على هيئة موقف المعاناة أو الصعوبات. إذا اختبرناه بالفعل، فهذا شيء جيد للغاية، لأننا بهذا نخلص أنفسنا من الإمكانات السلبية. لقد انتهت بهذه الطريقة، لذا دعونا نتخلص منها. نحن سعداء لهذا. لذا، كما ترون، ما نقوم به هنا هو إننا [نغير] موقفنا الداخلي تجاه ما قمنا به في الماضي. لقد كنا نتصرف في الماضي بطريقة أنانية تسببت لنا في تلك المشاكل. نحتاج أن نغيّر موقفنا الداخلي.
طريقة أخرى لتغيير موقفنا الداخلي تجاه ما يحدث، هو [أن نرى] هؤلاء الذين يتسببون لنا في معاناة شديدة كتجسدات للمعلمين العظام، يحذروننا كي نتدرب، يساعدوننا على اكتساب الاقتناع بقانون الأسباب والنتائج السلوكية، الكارما، حتى لا نستمر بالمستقبل في سلوكنا الهدام الذي سيجلب لنا المزيد من المعاناة.
هذه النقطة متعلقة بموقفنا الداخلي تجاه سلوكنا. كيف كنا نتصرف في الماضي بشكل هدام، والطريقة التي نراه بها حتى لا نختبر المزيد من المعاناة نتيجة له، ولنوقف التصرف بتلك الطريقة، لأننا غيرنا موقفنا الداخلي بشأن كيف نتصرف.
إذا كان منزلنا قذرًا فنحن بحاجة لأن ننظفه، إذا جاء أحدهم وساعدنا في تنظيفه، سنبتهج بشدة. بالمثل، شخص يتسبب لنا في المشاكل والمعاناة هو في الحقيقة يساعدنا أن نزيل وننظف منزلنا من إيثار الذات، تغيير موقفنا الداخلي بشأن كيف تصرفنا في الماضي.
لا يحب البوديستفات أن يكونوا سعداء وأن تسير أمورهم على ما يرام، لأن هذا يستهلك إمكاناتهم الإيجابية، الكارما الإيجابية. يفضلون أن تكون الأمور صعبة، لأن هذا يستهلك إمكاناتهم السلبية. يفضلون هذا. يفضّلون الذّم على المدح. المدح يتسبب فقط في شعورهم بالفخر، ويحجب نقائصهم، فلا يمكنهم أن يتقدموا. إذا تم انتقادهم سيكونون واعيين بنقائصهم، عندها يمكنهم العمل على إزالتها. لذا نرحّب بالنقد وإذا أشار أحدهم إلى إحدى صعوباتنا وأحرجنا أو أيًا كان، صاح علينا لقيامنا بشيء غير مراعٍ أو أناني -فهذا أحسن من أن يعاملنا الجميع كالأطفال ويقولون لنا، "كم أنت لطيف". عندها لا نتعلم أي شيء. نحتاج إلى التحدي لكي ننمو.
الاسم الوحيد الذي كان الرينبوتشي سيركونغ يستخدمه في مناداتي هو "يا غبي". كان هذا مفيدًا للغاية. طيلة التسع سنوات التي ساعدته فيها، ترجمت له، كتبت خطاباته، انجزت مهامه، إلى آخره، شكرني فقط مرتين -طيلة التسع سنوات- كان هذا مفيدًا جدًا. ولن يتوانى أبدًا في أن يشير إلى تصرفاتي الغبية، لكنني اتفقت معه على هذا. طلبت منه، "رجاء، أصنع إنسان من هذا الحمار". هذا ما كنت أرغب فيه. كان في غاية الطيبة. كان الأكثر طيبة.
من الواضح أنه يجب أن نختبر المعلم جيدًا جدًا في البداية. نتأكد من أنه مؤهل بشكل مثالي، وأننا أيضًا مؤهلين ومستعدين جيدًا. إذا لم يكن المعلم مؤهلًا بشكل مثالي، ليس لديه حب واعتناء متساوي بالجميع. لكن [عندما ينتقدني] لم أفكر أبدًا في، "هو بالتأكيد يحبني". هذه الفكرة لم تطرأ بذهني. لم أحاول تبرير نقده لي بأي طريقة، حاولت أن أتعلم منه. عادة ما كانت استجابتي للنقد هو إني كنت أضحك بعصبية. الغيشي نجاوانغ دارغيي، معلمي الآخر، الذي رآى هذا، قال، "هذا مثالي". اِعتقدَ أن الطريقة التي أتعامل بها مع الأمر جيدة جدًا.
من قائل هذه العبارة، هل كان ماربا الذي قال، "عندما يضربني معلمي فهذا كمباركة هاروكا"؟ إذا تصرف شخص ما كالأحمق، فهذا مثل أن يضربك معلم الزن بالعصاة.
انتظار الشكر -الغيشي ناغاونغ دارغيي اعتاد أن يستخدم هذا المثال ووجدته مفيدٌ جدًا- "ما الذي تفعله، تجلس هكذا مثل الكلب منتظرًا أن يربُت أحدهم على رأسك؟ ثم تبدأ بهز ذيلك؟" هذا إيثار كامل للذات. ساعدته بالطبع لأنني رأيت أنه قادرٌ على مساعدة الآخرين أكثر بكثير مما استطيع أنا، لذا كان أفضل شيء يمكنني القيام به هو مساعدته لكي يساعد الآخرين.
كما لو أنه لم يعلمني أبدًا أي شيء. علمني فقط الكالاتشاكرا في أولى سنواتي. في النهاية، علمني بنفسي، لكنه لم يقدّم لي أي تعاليم ما لم أكن أترجمها لشخص آخر. لم تكن مُقدَّمة لي. كان هذا علاجه لشخصٍ بحاجة للتغلب على كبريائه الزائد. ليس هذا فعالٌ للذين لديهم تدني في الثقة بالذات، سيكون هذا غير مؤثرٍ بالمرة. وللمعلمين الذين قد يسيئون استخدام هذه الطريقة، لا تتبعوها إطلاقًا. لكنها كانت طريقة ناجحة جدًا لي. كنت قد أنهيت رسالة الدكتوراه الخاصة بي. في هارفرد؛ كنت أحد أكثر الطلاب تقدمًا في هارفرد. كان لدي قدرٌ من الغطرسة والكبرياء لن تصدقوه. كان هذا مفيدٌ جدًا.
سأعطيكم مثالًا على سلوكي الأحمق، أحد أمثلتي المفضلة. في أحد المرات كنت أترجم لرينبوتشي في فرنسا، وكان يقوم بمراجعة النص في ذات الوقت الذي كان يقدّم فيه التعاليم. لذا، أراد مني أن آخذ بعض الملاحظات، ولم يكن معي قلمًا. لذا، سألت أول شخص الجالس أمامي في الصف الأول إذا كان بإمكانه أن يعيرني قلمًا، كانت امرأة فرنسية بشعر مصبوغ بالحناء الحمراء وأحمر شفاه صارخ وتمسك وردة حمراء بفمها. كان مظهرًا حقًا في غاية الغرابة، وجلست هكذا بالوردة الحمراء بين أسنانها طيلة المحاضرة. أعارتني القلم، ثم بعد التعاليم مدت يدها نحوي. كنت منعدم الحساسية وسخيفًا ومددت يدي لأصافحها، لأنني اعتقدت أنها ترغب في مصافحة يدي بنهاية التعاليم، تُهنئني على ترجمتي الجيدة. وقال رينبوتشي، "يا أحمق، أعطها قلمها". كنت غبيًا للغاية.
الطريقة الأخرى للقيام بهذا هي، عندما يؤذينا الآخرون، أن ننمي الشفقة تجاههم، نفكر في كل إمكانات الكارما السلبية التي يقومون ببنائها والمعاناة التي سيختبرونها نتيجة التصرف بتلك الطريقة السلبية، ثم نتخيل في تدريب الأخذ والمنح، تونغلين، أننا نحمل عنهم تلك المعاناة.
"إذا أذاني الآخرون فهم يساعدونني على تحقيق الاستنارة، لذا فأنا مدين لهم". قال أحد أحد المعلمين كان مصابًا بالجذام، "إذا لم يكن لدي هذا المرض، لكنت ضعت في السامسارا؛ لكن لأني أُصبت به، فهذا التأثير المستنير للبوذات ليساعدوني عبر توجيهي نحو التصرف الإيجابي والتدرب على الدارما. أنا حقًا مدينٌ لهم". ليس فقط الأشخاص، ولكن المواقف الصعبة مثل الإصابة بالجذام، أو كسر أحد أقدامنا، أو الإصابة بالشلل في حادثة، أو أشياء كهذه -نحوّلها إلى ظروفٍ مساعدة، "الآن يمكنني أن أضع كل طاقتي في التدرب على الدارما"، بدلًا من أن نكتئب بشأنها، ونشعر بالأسى على أنفسنا، ونرغب في أن يكون كل شيء مثاليًا، والذي لن يحدث أبدًا.
قال شانتيديفا، "إذا كان الشيء يمكن علاجه، فلن أتوتر بشأنه، أو حتى أتضايق، فقط سأقوم بإصلاحه، علاجه، وإذا كان لا يمكن علاجه، فلن أتوتر بشأنه، لأن هذا غير مفيد". إذا جاءت المعاناة، إذا لم يكن باستطاعتنا إزالتها، لا نتوتر بشأنها، نحولها إلى شيءٍ مساعدٍ على الاستنارة.
يقول أيضًا شانتيديفا أن المعاناة لها مزايا. تزيل كبرياءنا، ننمي كمًا هائلًا من التحرر من أسبابها -التخلي، ننمي الشفقة على الآخرين الذين يعانون، وعبر رؤيتها كتحذير، نصبح أكثر حرصًا لألا نتصرف بعد ذلك بشكل هدَّام، وتحفزنا للتصرف بطريقة بنَّاءة إذا كنا نرغب في أن نكون سعداء، إلخ.
بهذه الطريقة نغير موقفنا الداخلي تجاه الكيفية التي تصرفنا بها وكيف سنتصرف في المستقبل. هذا هو التحويل فيما له علاقة بموقفنا الداخلي تجاه أفكارنا الخاصة بالطريقة التي كنا نتصرف بها.
ثم، فيما له علاقة بطريقة تفكرينا، أو التفكير فيما له علاقة برؤية الواقع، فهذا هو البيت التالي في النص:
الخلو، التأمل على المظاهر الخادعة كأجساد بوذا الأربعة، هو الحامي الذي لا نظير له.
هذا مثال على الأبيات التي لم تَرِد في سلسلة نقل التعاليم الخاصة بتسونغكابا.
هذا بالأساس رؤية تلك المظاهر الخادعة، والمعاناة وما شابه مما هو قائم عليها، ومنظوري عن تلك المعاناة، هي نوعٌ من المظاهر الخادعة. ليس لها نشوءٌ، توقفٌ، أو استمرارٌ حقيقي. المظاهر الخادعة، والتي هي المعاناة، المظاهر الخادعة للمعاناة، "يا لبؤسي. هذا بشع"، وحتى خبرة المعاناة ذاتها، الطريقة التي تظهر بها، كل هذا هو من قبيل المظاهر الخادعة. تبدو مع ذلك أن لها نشوء، استمرار وتوقف حقيقي يمكن العثور عليه. لكن هذا غير صحيح -فهم خلو هذا، أن هذا لا يشير إلى أي شيء حقيقي.
نحن لا نتحدث عن المظهر الخادع لأفكار مثل "يا لبؤسي"، نحن نتحدث عن المعاناة ذاتها، الألم. هذا مظهر خادع. الطريقة التي يظهر لنا بها خادعة، المشاعر المزعجة -الطريقة التي تظهر لنا بها خادعة.
هي ليس لها وجود حقيقي ذو نشوء -مثل الدارماكايا ليس لها نشوء- ترونها كالدارماكايا. ذهن بوذا كلي المعرفة ليس شيئًا يتم خلقه. المعاناة ذاتها ليس لها نشوء ذو وجود حقيقي، والذي، "كانت هناك، ثم تقدمت للأمام، ثم نشأت بأذهاننا".
وكلٌ من المظاهر الخادعة والمشاعر المزعجة تفتقدان للإيقاف الحقيقي القابل للعثور عليهما. نرى هذا بهيئة السامبوغاكايا. هذه هي المظاهر الأكثر خفاءً لبوذا التي يتخذها لمساعدة الآخرين. السامبوغاكايا ليس لها نهاية، لا تتوقف أبدًا.
وتلك المظاهر الخادعة -المعاناة والمشاعر المزعجة- ليس لها استمرار حقيقي. لا توجد بشكل مستمر هكذا في مكان ما لفترة ما، ثم تنتهي. نرى هذا كهيئة نرماناكايا. هذه أجساد تجسّد بوذا التي في تغير دائم. بوذا يظهر دائمًا بمظاهر مختلفة.
عند انفصال تلك الجوانب الثلاثة -الوجود غير الحقيقي للنشوء، الاستمرار، أو التوقف- هذه هي هيئة السفابافاكايا، الجسد الطبيعي. هناك داخل الساكيا، النييغما والكاغيو تقليدين، ما يطلق عليه خلو الذات وخلو الآخرين. داخل تلك التقاليد، يُشرح خلو الذات بأنه مماثل لهذا، والسفابافاكايا، الجسد الطبيعي، في التقاليد الثلاثة، لا ينفصل دائمًا عن الأجساد الثلاثة الأخرى.
من الواضح أن هذا بيت غايةً الغرابة. لكن عندما نتحدث عن الخلو، عن الأشياء، خلو المجيء والذهاب -هكذا يتم التعبير عنها في تقليد النغييما- الأمر ليس كأن للأشياء وجودًا حقيقيًا يمكن العثور عليه كما لو أن هناك خط كبير حولها عندما تظهر، عندما تنشأ، وتستمر لفترة، متفاعلة مع نفسها، ثم تزول، كما لو أن لها نشوء، استمرار، أو توقف. ثلاثتهم لا ينفصلون، جميعهم يمثلون حالة واحدة. لا يمكن لأحدهم أن يحوز تلك الخصال دون الآخر.
يمكننا رؤية هذا في سياق أجساد بوذا الأربعة. الدارماكايا ليس له بداية. ذهن بوذا كلي المعرفة ليس نتاج التخلص من المشاعر المزعجة. هو هناك بالفعل، يمتلك تلك القدرة. ليس له نشوء حقيقي، هو فقط يتم الكشف عنه. السامبوغاكايا، تلك التجسدات الأكثر خفاءً لبوذا والتي يتخذها عندما يقدم التعاليم للأريا بوديساتفات حتى نهاية السامسارا، [والتي] لأغراض عملية لن تنتهي أبدًا، على الرغم من أنها نظريًا يمكن أن تنتهي. لذا يقال أن السامبوغاكايا لن تتوقف أبدًا، تستمر للأبد، بينما النرماناكايا في تغير مستمر. أي هيئة بعينها للنرماناكايا لن تستمر للأبد، ستتغير. هذا هو عدم الاستمرار.
لذا، يمكننا أن نرى تلك الجوانب الأربعة كأجساد بوذا الأربعة، لكن في الحقيقة هذا البيت يكون أكثر منطقية في سياق الشرح الخاص بخلو الآخرين. خلو الآخرين يتحدث عن، بالأساس، طبيعة الذهن التي تفهم الخلو. ما نؤكد عليه هو رؤية الذهن كبوذا، بمعنى أن لديه أجساد بوذا الأربعة كأربعة جوانب للذهن. هذه أحد أكثر التعاليم عمقًا، خاصة في تقليد الكارما كاغيو -إدراك الذهن كبوذا. هذا لا يعني أننا مستنيرين بالفعل.
عندما نتحدث عن تلك المظاهر الخادعة، المعاناة، والمشاعر المزعجة، تُرى كأمواج الدارمكايا، بمعنى أنها لا تنشأ عن مصدر خارجي، تنشأ كاِلْتِماعَات للذهن. جانب الوضوح الخاص بالذهن، والذي يشير لأحد جانبي الذهن الذي يُنشئ الظواهر، هذا شيء لا يتوقف أبدًا، لذا فهذا هو سامبوغاكايا الذهن. الأول هو دارماكايا الذهن، هذا سامبوغاكايا الذهن. جانب الوضوح الخاص بالذهن يظهر دائمًا بهيئات مختلفة، لذا لا يستمر أبدًا، لا يبقى على ذات حاله -هذا هو نرماناكايا الذهن. وجميع تلك الجوانب الثلاثة، أي النشوء، الاستمرار والتوقف، تلقائية وغير منفصلة. وهكذا يمكننا أن نرى كيف أن الأفكار وتلك الأشياء تنشأ، تستمر، وتتوقف بشكل تلقائي، وبهذا يمكننا أن نصل للمستوى الأعمق لفهم البيت -كما في الماهامودرا والدزوغتشين، على الرغم من أن تقليد الساكيا ليس لديه تعاليم الدزوغتشين.
لذا، من منظور خلو الآخرين، يمكننا أن نجد منطقًا أكثر لهذا البيت. وهذا هو "الحامي الذي لا نظير له". إذا استطعنا رؤية المعاناة التي نختبرها والمشاعر المزعجة وكل تلك الأشياء كأجساد بوذا الأربعة، خالية من النشوء، الاستمرار والتوقف، وأن فقط جانب الوضوح الخاص بالذهن هو مَن يُنشئ تلك الظواهر، ليس لها مصدرًا خارجيًا، وإنها متغيرة طيلة الوقت، وأن جانب الوضوح الخاص بالذهن لن يتوقف أبدًا، إلخ، فهذه هي الطريقة لتغيير موقفنا الداخلي، لنحوّل الظروف السلبية إلى إيجابية.
هذه تعاليم في غاية العمق. صعبة للغاية، ولكنها عميقة. تقليد الغيلوك ليس لديه تلك التعاليم. سيشعرون بعدم راحة تجاهها، على الرغم من أن الشرح الخاص بخلو الذات سيكون مقبولًا لديهم.