جوهر التدرب: القوى الخمسة

لغات اخرى

جوهر التدرب: القوى الخمسة

النقطة الرابعة من النقاط السبع هي تكثيف وجمع التدرب بحياة واحدة، تكثيف التدرب وصولًا لجوهره. يُقسّم هذا إلى ما نقوم به أثناء حياتنا، وما نقوم به في نهايتها. وقت الموت. لذا، أولًا التدرب أثناء حياتنا. يقول النص:

باختصار، جوهر خلاصة التعاليم هو تطبيق القوى الخمس.

يتحدث هذا البيت عن القوى الخمس التي يمكن أن نستخدمها في حياتنا اليومية، طيلة يومنا. هذا هو جوهر التدرب. أول هذه القوى هي النية. عندما نستيقظ، من الهام للغاية أن نوَلّد النية لأن نحاول العمل طيلة اليوم بالبوديتشيتا وتقوية عزم البوديتشيتا، أو نهدف لأن نكون دائمًا طيبين، وألاّ نغضب. يمكن أن نقوم بهذا قبل الذهاب للتبضع في السوق -ألاّ نكون شرهين، ألاّ نشتري أشياءً لا نحتاجها لمجرد أنها أمامنا، نرى بعض الحلوى، بسكويت، أو الشكولاتة. أو عندما نتعامل مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم، نولّد نية ألاّ نغضب.

اعتاد غيشيات الكادام على مساعدة أنفسهم على تحقيق هذا الأمر. يكتبون على جدران الكهوف التي كانوا يتأملون ويعيشون فيها، "لا تدع ذهنك يشرد". "لا تغضب". "نمي البوديتشيتا" -هذا النوع من التذكير ليساعد على توليد النية. ضعوا على الثَلاّجَة، "لا تأكل أيها السمين".

القوى الثانية هي قوة البذور البيضاء. نحاول كل يوم أن نبني المزيد من القوى الإيجابية -ما يُطلق عليه "إمكانات الكارما البيضاء"- وأن نُنقي ونتخلص من الإمكانات السلبية. ستصبح هذه بذورًا لتغيير ظروفنا. يقال أن الشخص الشجاع لا يمكنه قتل أعدائه فقط بالشجاعة. هو بحاجة إلى السلاح، الدروع، المساعدين، وما شابه -ينتمي بوذا إلى طبقة المحاربين، لذا عادة ما تستخدم البوذية تلك الأمثلة عن المحاربين، لا مفاجأة في هذا- ولذا نحتاج تلك القوة الإيجابية ونحتاج أن نُقلص الإمكانات السلبية. لا يمكن تحقيق هذا فقط من خلال العزم، "أرغب في أن أكون قادرًا على التغلب على هذا وأرغب في أن أكون قادرًا على نفع الجميع".

القوة الثالثة هي قوة التعويد. نحتاج لأن نعوّد أنفسنا أكثر وأكثر وأكثر على هذا كل يوم. أيًا كان ما نقوم به، نستخدمه في تعويد أنفسنا على أن يكون لدينا اعتناء بالآخرين، وليس فقط الاعتناء بأنفسنا. لذا، عندما نأكل، نفكر، "أنا آكل من أجل أن أجعل نفسي أكثر قوة وصحة، حتى استطيع مساعدة الآخرين". عندما نرتدي ملابس دافئة، نفكر، "عبر القيام بهذا سيكون جسدي صحي أكثر ولا أمرض، حتى استطيع مساعدة الآخرين". كما قلنا من قبل، عندما ندخل الغرفة، "ليتني أُدخل جميع الكائنات إلى التحرر"، وعندما أساعد أحدهم، ليس فقط تقديم مساعدة بسيطة، ولكن، "ليتني أساعدهم على تحقيق الاستنارة"، وكل هذه الأشياء التي تحدثنا عنها. قوة التعويد. يمكننا أن نعوّد أنفسنا على القيام بهذا في كل لحظة من حياتنا. بهذه الطريقة نكون قادرين على تحويل أكثر الأفعال حيادًا إلى أشياءٍ تساعدنا في مسار استنارة.

القوة الرابعة هي قوة التخلص من الكل مرة واحدة. أحيانًا ما تُترجم إلى "التقزز"، ولكنها تعني حرفيًا "التخلص من شيءٍ ما في الحال". نشمئز خلال اليوم عندما يظهر إيثارنا لأنفسنا وأنانيتنا، نشعر "لا يمكنني الانتظار حتى أتخلص من كل هذا"، و"أرغب في أن أتخلص من هذا كله فورًا". مثل أن تكون هناك بعوضة أو ذبابة تطن حول وجهنا، "لا يمكنني أن أصبر على هذا، أرغب في…" لقد سئمنا هذا تمامًا، "أرغب في أن أتخلص منها حالًا لتتوقف"، ليس لدينا المزيد من الصبر، لم نعد نتحملها. لن نهدأ حتى نمسكها ونتخلص منها. هذا هو الموقف الداخلي الذي نتحدث عنه هنا. كلما رفضنا أنانيتنا أكثر، كلما أصبحت أضعف. إذا فكرنا في كل عيوب الأنانية ما أن تتولد لدينا، سنرفضها. سيكون فعالًا للغاية إذا فكرنا عندما نتصرف بأنانية، بإيثار للذات، أنها مثل البعوضة التي تطن حول وجوهنا.

اعتقد أنه يمكننا أن نُقدّر أكثر وأكثر كم أن هذه التعاليم متقدمة للغاية. هي ليست للمبتدئين، ليست تدريبات سهلة. إنها حقًا من نوعية تدريبات البوديستفات، ما نحتاج حقًا القيام به. وليست من نوعية، "كل شيء جميل، سارٌ، سهل للغاية". اعتاد الغيشي نغاوانغ دارغيي أن يقول، "إذا رغبنا في هذا، فهذه علامة على كسلنا". نرغب في الاستنارة بسعر بخس. هذا ليس موسم التخفيضات.

القوة الخامسة هي قوة ترديدات بناء الإلهام. في نهاية جلسة التأمل، في نهاية اليوم، نردّد ترديدات بناء الإلهام، "ليتني لا أنفصل أبدًا عن نوعي البوديتشيتا". كمثال على هذا، غيشي الكادام بِنكونغيال اعتاد على أن يكون لديه مجموعتين من الحصى الأبيض والأسود، واعتاد أن يضع حصاة بيضاء في كل مرة تكون لديه أفكار أو أفعال إيجابية، وواحدة سوداء في كل مرة تكون لديه أفكار أو أفعال سلبية أو أنانية. وفي نهاية اليوم يقوم بعد الحصى ليرى ماذا فعل في يومه. إذا كان الحصى الأسود أكثر، يعقد العزم على أن يحاول بشكل أفضل، وإذا كان الحصى الأبيض أكثر -يُهنئ نفسه، على الرغم من عدم شعوره بالفخر لهذا، ويردد ترديدات بناء الإلهام على أن يكون قادرًا على تحسين نفسه أكثر وأكثر.

عندما نسأل المعلم ليقوم بترديدات بناء الإلهام لأجلنا، ليس من الملائم أن نطلب منه أن تكون الترديدات فقط من أجل "ليتني لا يكون لدي أمراض، ليت عملي يسير بشكل جيد، ليت ابنتي تجد زوجًا جيدًا". لكن كي نتمكن من أن ننمي البوديتشيتا بأسرع ما يمكن.

في وقت الموت، يمكننا أيضًا أن نُطبّق هذه القوى الخمس. هذا ما يصفه البيت التالي:

جوهر تعاليم تحويل الذهن بالماهايانا هو القوى الخمس ذاتها، بينما أعطي أهمية خاصة لمسار سلوكي.

معنى السلوك هو الطريقة التي أتصرف بها، يشير هنا إلى الطريقة التي أتصرف بها في وقت الموت. لذا يكون سلوك الشخص جيدًا إذا تصرف بشكل ملائم في هذا الموقف.

يشير هذا إلى أفضل نوعية من تحويل الذهن بالماهايانا. تحويل الذهن هو "بوا" في التبتية. أفضل أنواع البوا ليس عندما نتخيل أن ذهننا يُقذف خارج الجسد ويذهب إلى أرض نقية ما، ولكن أن نُطبق القوى الخمسة. هذا هو أفضل تحويل للذهن إلى شروطٍ أفضل لاتباع مسار البوديساتفات في الحيوات المستقبلية. من المهم في الحقيقة أن نتذكر هذا. لذا، في وقت الموت، نطبق هذه القوى الخمس مرة أخرى.

النية – ترديدة بناء الإلهام أثناء الموت، "ليتني أكون قادرًا على تنمية البوديتشيتا، أن يكون لدي البوديتشيتا في عالم الباردو الذي بين الحياتين، وفي حياتي التالية- حتى إذا لم أنميها بالكامل في هذه الحياة". هذه هي أفضل طريقة لتحويل الذهن إلى حالة إعادة ميلاد مساعدة على تنمية البوديتشيتا.

هكذا توفى الغيشي تشِكاوا، حتى مع نية بوديتشيتا قوية للغاية، والتي كانت، "ليتني أُولد بعوالم المعاناة القصوى من أجل أن أكون قادرًا على مساعدة الآخرين هناك". لكن ترديدة بناء الإلهام يجب أن تكون مخلصة حقًا، لأنه ما يحدث عادة نتيجة لمثل هذه الترديدات هو أن يولد الشخص بالفعل في أحد عوالم المعاناة القصوى لفترة وجيزة للغاية، ثم فورًا بعد ذلك يحصل على ميلاد غاية في الروعة كنتيجة للقوى الإيجابية التي قام ببنائها. لكن إذا كان هذا هو الهدف من القيام بهذه الترديدات، فقط أن يقفز الشخص لأحد عوالم المعاناة القصوى، ثم يحصل بعد ذلك على ميلاد جيد، عندها لن يكون هذا من تدرب البوديساتفات. هذا فقط غرض شخصي أناني. يجب أن يكون الشخص في غاية الإخلاص بهذا النوع من التدريبات، أن يرغب بالفعل في أن يولد بأحد عوالم المعاناة القصوى ويرغب حقًا في مساعدة كائناتها. عندها يكون هذا حقًا من تدرب البوديساتفات. وهذا شيء متقدم للغاية. في غاية الصعوبة. "حتى إذا لم يكن بأحد عوالم المعاناة القصوى، ليتني أولد في مكان حيث لا تتوافر الدارما، لأكون قادرًا على مساعدة الآخرين هناك وتعليمهم". هذه هي قوة النية في وقت الموت.

هل يقصد النص أن نتدرب على تلك القوى الخمس في لحظة الموت، أم نقوم بهذا حتى الموت؟

يشير هذا البيت إلى ما نقوم به في وقت الموت. نموت بهذه النية، ونحاول أن ننمي البوديتشيتا في الباردو، نحاول أن ننميها أكثر بالحيوات المستقبلية، وشكلها الأقوى: إعادة الميلاد بالحالات الأسوأ للتمكن من مساعدة الآخرين.

ولم ينجح الغيشي تشِكاوا، أليس كذلك؟

لا، لم ينجح. وكان في غاية الحزن -في وقت وفاته رأى أن ترديدات بناء الإلهام لن تُثمر، لأنه رأى علامات على أنه سيكون ميلاده بمكان رائع، لذا كان حزينًا للغاية. سأله تلميذه لما هو حزين، هكذا تُحكى القصة. قال له، "كنت دائمًا ما أردد ترديدات بناء الإلهام لكي يعاد ميلادي في إحدى عوالم المعاناة القصوى، وأرى الآن أن هذا لن يحدث". بالطبع الميلاد بالحالات الرائعة هو نتيجة للأفكار الغيرية، لكن يجب أن نكون راغبين في الذهاب إلى هناك. في هذه الحياة أيضًا -الرينبوتشي سيركونغ رغب في الذهاب إلى أسواء الأماكن ليقدم التعاليم، أماكن لا أحد يرغب في الذهاب إليها، مثل الذهاب إلى الجنود التبتيين على الحدود، وهذه الوحدة جزء من الجيش الهندي. اعتاد الذهاب ممتطيًا حيوان الياك -كان متقدم في السن وسمين- إلى أعلى الجبال ليُعلم الدارما لهؤلاء الجنود التبتيين. كان هذا هو التقليد الذي بدئت به، عندما كنت أسافر حول العالم في محاولة لتعليم الدارما في البلاد الشيوعية، عندما كانت شيوعية، ثم في أرجاء أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، ودول الشرق الأوسط الإسلامية، وما شابهها -يذهب إلى أصعب الأماكن، يذهب إلى أماكن لا أحد آخر يرغب في الذهاب إليها.

القوة الثانية هي قوة البذور البيضاء في وقت الموت، وهي منح كل شيء للآخرين، بحيث لا نموت بالكثير من الممتلكات. لأن كل ممتلكاتنا ستعتبر قمامة وسيلقيها أقاربنا الذين لا يرغبون في التعامل معها. من الأفضل أن نمنحها الآن، بينما يمكننا هذا؛ وألا نكون متعلقين بأجسادنا -أن نهبها للديدان، أو أيًا كان ما سيأكل أجسادنا إذا كنا سنُدفن تحت الأرض، بدلًا من أن نكون متعلقين بها. إذا كنا متعلقين جدًا بأجسادنا -لاستخدم مثالًا بشعًا- يمكن أن نولد حينها كديدان، نزحف داخل وخارج جثتنا، ونأكل لحمنا. لتجنب مثل هذه المواقف، من الأفضل أن نهب جسدنا الآن، بينما لا يزال بإمكاننا القيام بهذا. هذه هي قوة البذور البيضاء.

القوة الثالثة هي قوة التعويد. ما نحاول القيام به -وقت موتنا- هو أن نُبقي على تعويدنا لأذهاننا على البوديتشيتا، بحيث نُبقي تركيزنا بينما يتحلل ذهننا إلى المستويات الأكثر خفوتًا -بقدر الإمكان- مُثبتًا على البوديتشيتا، أي أن نُبقي تركيزنا على استنارتنا الفردية المستقبلية التي نهدف إلى تحقيقها، بالنية التي ولّدناها سابقًا، وهي، "أرغب أن استمر في العمل على هذا طيلة حيواتي المستقبلية". نحاول أن نُبقي هذه المعرفة حاضرة بينما نمر بمراحل الموت، إذا كنا قادرين على القيام بهذا بذهن صافي، إذا ما حدثت عملية الموت ببطء، ولم يكن موتًا مفاجئًا مثل في حالة أن تصدمنا شاحنة.

من المهم جدًا تعويد أنفسنا على هذا أثناء حياتنا أيضًا، لأنه عادة ما قد يحدث هو أن تصدمنا الشاحنة، وأول فكرة قد تأتي إلى الذهن هي، "اللعنة". ونموت بهذه الفكرة، "اللعنة" والتي ليست الفكرة الأخيرة الأكثر روعة. إذا كنا معتادين حقًا على أخذ الملجأ، التوجه الآمن، في سياق البوديتشيتا، عندها -في وقت الخطر الحقيقي، عندما لا يكون لدينا الكثير من الوقت، خاصة في وقت الموت -هذه هي الفكرة التي سترد إلينا، بدلًا من، "اللعنة" ثم نولد كذبابة فوق كومة من الغائط.

التبتيون، بدلًا من أن يعوّدوا أنفسهم على "اللعنة" ما يقولونه هو "كونتشوغ سوم"، ومعناها "جواهر الملجأ الثلاث". لذا، هذا مشابه قليلًا لقول "المسيح المخلص" في بعض المواقف الصعبة. وعلى الرغم من أنهم لا يقولون هذا بأفضل ذهن إيجابي، يظل أن هذا أفضل بكثير من الموت مرددين "اللعنة" لأنه على الأقل هناك أمل، إمكانية أن تحمل القليل من المعنى الإيجابي. وهذه هي قوة التعويد.

القوة الرابعة في وقت الموت هي التخلص من الكل مرة واحدة. هذا هو إيثار الذات تجاه جسدنا. يقول المعلمون أنه يجب أن نحاول أن نموت مثل الطائر الذي يطير من على صخرة، دون أن ينظر إلى الخلف -فقط ينطلق بعيدًا؛ قبل أن نموت نحاول أن نشعر بالتقزز من أفعالنا السلبية في الماضي، نحاول أخذ عهود البوديساتفات مرة أخرة جديدة، أو إذا قمنا بمعتزل للتانترا، يمكننا حينها القيام بالتعزيز الذاتي -نحاول أن ننقّي أنفسنا ونرحل.

القوة الخامسة هي قوة ترديدات بناء الإلهام في وقت الموت. يمكن أن تكون، كما اقترحت سابقًا، أن يعاد ميلادنا في عوالم المعاناة القصوى، أن نأخذ معاناة الجميع على عاتقنا. لكن ما قد يكون أسهل قليلًا هو ترديدات بناء إلهام أن لا ننفصل عن البوديتشيتا وفرصة العمل على تحقيق الاستنارة بكل حيواتنا -ترديدة بناء الإلهام بوقت الموت. القيام بهذا، يقول البيت:

بينما أعطي أهمية خاصة لمسار سلوكي.

يشير هذا إلى ما نقوم به بالفعل أثناء احتضارنا. يعتبر التبتيون الوضع الذي نموت عليه في غاية الأهمية، ولقد نسيت، لم أكتب هنا سبب هذا. لكن من الأفضل أن نتمدد ورأسنا تواجه الشمال ووجههنا نحو الغرب؛ ونموت بالوضعية التي مات عليها بوذا وأيضًا أن نحاول النوم على هذه الوضعية، على الجانب الأيمن. عادة تكون اليد اليمنى أسفل الوجه واليسرى على جانب الجسد، والقدم اليسرى فوق اليمنى، مشكلين خطًا مستقيمًا بجسدنا؛ ونحاول أن نموت بكل تلك الأفكار أثناء قيامنا بتدريب الأخذ والمنح، تونغلين. في الحقيقة، الرينبوتشي سيركونغ الذي مات أثناء قيامه بتونغلين مات متخذًا هذا الوضع، على الرغم أن يديه كانتا متقاطعتين وفقًا لنسخة التانترا لهذا الوضع.

من الواضح أن طريقة الموت هذه ملائمة فقط لشخصٍ قام بكل هذه التدريبات الخاصة بتدريب المواقف الداخلية وتدريبات البوديساتفا بشكل مكثف خلال حياته، وليس شخصًا غير معتاد على كل هذا. هذه هي النقطة الرابعة، والتي هي جمع كل التدريبات سويًا في حياة واحدة، أو تكثيف التدرب في حياة واحدة.

مناقشة بشأن ترديدة بناء إلهام إعادة الميلاد بالأرض النقية

أليس مقبولًا أيضًا أن يعاد ميلادنا بالأرض النقية؟

ترديدة بناء إلهام إعادة الميلاد بالأرض النقية تنتمي إلى تدريب الأرض النقية. هذا تدرب آخر. هناك العديد والعديد من التدريبات التي يمكن القيام بها، والتي تعتبر من تدريبات البوديساتفات، لكن هذا ليس تقليد اللوجونغ.

في تقليد تدريب المواقف الداخلية، لوجونغ، ألا نردّد ترديدات بناء إلهام إعادة الميلاد بالأرض النقية؟

لا، نردّد ترديدة بناء إلهام إعادة الميلاد بعوالم المعاناة القصوى.

أو إعادة الميلاد كبشر؟

الإجابة: حسنًا، هناك ترديدات بناء إلهام الاستمرار في الحياة البشرية الثمينة لنكون قادرين على نفع الآخرين، لكن، "ليتني أكون بوديساتفا قويًا كفاية لأكون قادرًا على الذهاب إلى عوالم المعاناة القصوى ومساعدة كل من هناك".

إعادة الميلاد بالأرض النقية -والتي هي بالطبع مناقشة ضخمة حول ما الذي يعنيه هذا حقًا- بالأساس مثل أخذ وقت مستقطع من اضطرارنا للتعامل مع كل المواقف الصعبة للسامسارا لنقوم بتدرب مكثف لا ينقطع، حتى نحقق فعليًا تقدمًا أكبر، بلا عوائق. لكن هذا من نواحي كثيرة عكس تقليد تدريب المواقف الداخلية، لوجونغ، والقائم على عدم أخذ وقت مستقطع، لكن تحويل الظروف السلبية والصعبة. لكن من الواضح أن كلا [التدريبين] يتم التدرب عليهما لأجل نفع الآخرين، لذا فهي فقط تدريبات مختلفة، تقاليد مختلفة. لذا، ستقومون بأيهما؟ هذا قراركم.

لكن ألا يحمل إعادة الميلاد بالسامسار مخاطرة كبيرة؟

لهذا السبب قلت أنه تدريب متقدم للغاية. قلت هذا عدة مرات. هذا تدريب متقدم بشكل استثنائي، وليس للمبدئين، ليس لضعاف القلوب، أو هؤلاء غير المستقرين بعد في التدرب -لكن كامل تدريب الأخذ والمنح هو لتنمية الشجاعة على القيام بكل هذا، العزيمة. سواءً كنا قادرين على القيام بهذا أم لا، كما يقال في المثل الشائع، الثعلب لا يقفز ما يستطيع الأسد أن يقفزه. لا تحاولوا القيام بتدريبات متقدمة أو صعبة جدًا عليكم عندما لا تكونوا مستعدين لها. تدريب المواقف الداخلية شيء متقدم للغاية، وليس تدربًا سهلًا -الكثيرون يستهينون به، "هذا من مستوى السوترا"- تدريب عميق وصعب بشكل لا يصدق. لكن إذا كنا في المستوى الذي نستطيع فيه القيام به، فهو فعّال بشكل لا يُصدق، وهذا بالتأكيد ما يقوم به المعلمون العظام.

ماذا لو تدربنا على أدوات تدريب المواقف الداخلية، لكن في وقت الموت أدركنا أننا غير مستعدين لإعادة ميلاد صعبة، لكن نحن وجميع الكائنات سيكون حالنا أفضل إذا ذهبنا إلى الأرض النقية؟

إذا كنا مخلصين في هذا -لكن عادة ما يكون دافعنا مختلطًا، حيث عادة ما تكون أمنية الميلاد بالأرض النقية أشبه بأمنية الذهاب إلى الجنة، حيث كل شيء لطيف وسهل، ولا نفكر أننا سيكون علينا هناك التدرب بشكل مكثف بلا توقف لأربعة وعشرين ساعة في اليوم. نفكر أننا سنجلس ونسترخي بجوار حمام السباحة ونستمتع، نلعب الورق مع أصدقائنا -إجازة في فلوريدا. الأمر ليس كذلك. هي ليست الجنة. نحن لا نذهب هناك لنقضي وقتًا طيبًا. نذهب هناك للقيام بكمٍ من العمل لا يُصدق.

لكن هذا يعتمد على الشخص. أنا بشكل شخصي لم أنجذب أبدًا لفكرة الأرض النقية. ما أجده أكثر جاذبية بالنسبة لي هو الحياة البشرية الثمينة مرة بعد الأخرى، حتى أستطيع العمل على مساعدة الآخرين بقدر ما يمكنني الآن، طيلة الطريق. لا يهم إذا تطلّب هذا ثلاثة دهور لا تحصى، على الأقل أحاول أن أنفع الآخرين بقدر استطاعتي الآن. أن استمر في الحصول على الحياة البشرية الثمينة. كان هذا دائمًا الأكثر جاذبية بالنسبة لي.

لذا، نعم، هناك خطر في الاثنين، أننا نعلق بمواقف صعبة للغاية، لكن لهذا السبب نقوم بهذه التدريبات، لنحوّل تلك المواقف الصعبة. كما قلت، الخطر الأكبر بتدريب بوا للأرض النقية هو فكرة الذهاب إلى الجنة، والتي هي بالأساس قائمة على إيثار الذات.

لكن لا يجب بالضرورة أن تكون هكذا…

لا، بالطبع، لا يجب أن تكون هكذا. يمكن أن تكون نقية.

إذا كنت تعمل من أجل الآخرين، يمكن أن تقوم بهذا أيضًا لأجل الإيغو الخاص بك؛ وأحيانًا من الأفضل أن تقول، "لا، من الأفضل أن استريح وأعمل على نفسي". اعتقد أيضًا أننا بحاجة لأن نتفقّد المواقف المختلفة لنرى إذا كنا على مستوى تلك المواقف.

بالتأكيد. أحيانًا عندما نعمل على مساعدة الآخرين يمكن أن يكون هذا فقط عملية تعزيز للإيغو، وبالتأكيد علينا أن نعمل على التغلب على هذا؛ وكل شيء يعتمد على الشخص ذاته، الموقف، إلى آخره، بالطبع. لهذا السبب نتعلم العديد والعديد من الأدوات المختلفة.

عندما نتعلم أداة بعينها، تدريب المواقف الداخلية هذا، نحاول فقط أن نتعلمه كما هو، ولا نفكر، "حسنًا، لكن ألا يكون تطبيق أداة أخرى أفضل أو أكثر ملاءمة لي؟" هذه ليست الفكرة. النقطة هنا هو أن نتعلم الأداة بحيث تكون لدينا في مخزون الأدوات التي لدينا. عندها، بناءً على الظروف، سترون ما هو الملائم كتدرب شخصي. كلما زادت الفرص التي لدينا كلما كان هذا أفضل؛ كلما كنا أكثر مرونة. من يعرف ما مستوى النمو الذي سنكون عليه في وقت موتنا.

"ليتني يعاد ميلادي بأحد عوالم المعاناة القصوى" -هذا هو أكثر المستويات تقدمًا، لكن عادة ما نقول أن أفضل ترديدة نموت بها هي، "ليتني لا أنفصل أبدًا عن البوديتشيتا. ليتني لا أنفصل أبدًا في كل حيواتي عن المعلم المثالي المؤهل بالكامل. ليتني أحظى دائمًا بالميلاد البشري الثمين. ليتني أعمل دائمًا على الوصول إلى الاستنارة من أجل الجميع". هذه ترديدة للتكريس وبناء الإلهام نردّدها في نهاية كل يوم وفي نهاية كل تدرب. هذه ترديدة أساسية، قطعًا.

و"ليتني يعاد ميلادي بأي موقف يكون أفضل لتحقيق هذا. سواءً كان في الأرض النقية، أو في عالم المعاناة القصوى، أيًا كان -بدون تحديد، لأننا لا نعرف ما الذي سيكون أفضل، ما الذي نعرفه؟ نحن لا نعرف. لذا، دعوا الأمر بدون تحديد. في الديانات الأخرى يقولون اتركوه لمشيئة الله، لكن نحن نتركها لما سينتج من الكارما الخاصة بنا ومستوى تدربنا، وهذا ما سيأتي بشكل طبيعي. هذه طريقة مهمة للقيام بترديدة بناء الإلهام، "أيًا كانت الظروف الأفضل، الظروف المساعدة أكثر، أيًا كانت، سأتقبلها بسعادة". اعتقد أن هذا هو الأفضل، وأكثر تفتحًا.

نعم، هو غير محدّد بهذه الطريقة، وإذا كان لدينا البوديتشيتا فسيكونوا الأمر سواء، يمكننا العمل سواءً في الأرض النقية أو على الكرة الأرضية، أين كنا سيكون هذا مقبولًا.

نعم، "أيًا كان الظرف الأكثر فائدة لي في هذا المستوى من نموي، لأنني لا أعرف. ما الذي سيحدث إذا لم أنجح؟ نردد ترديدة بناء إلهام إعادة الميلاد بالأرض النقية، ولا نحصل على هذا، وينتهي بنا الحال في وضع صعب. من الأفضل أن نتدرب على تدريب المواقف الداخلية قبل هذا، بحيث يمكننا التعامل مع ما سيأتي.

حتى إذا لم نستطع القيام به الآن، إذا لم نكن بهذا المستوى، على الأقل نردد ترديدات بناء إلهام أن نصل إلى هذا المستوى ونكون مخلصين في تدربنا بهذه الطريقة، لأننا نرى كم يمكن لهذا أن يكون قويًا. لأنه إذا أُعيد ميلادنا في وضع كانت فيه الأشياء سهلة للغاية، مثلما يوصف عالم الهناء العظيم، لن نكون مدفوعين للقيام بأي شيء، نصبح في غاية الكسل. نحن فقط ننمو عندما نكون في موقف صعب للغاية ويمثل تحديًا.

Top